أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسئول فرعها في غزة جميل مزهر اليوم الثلاثاء، أن الجبهة أبلغت وفد حركة فتح في القاهرة أن عقد جلسة المجلس الوطني بهذه الصيغة، هي خطوة انفرادية وتعمق الأزمة في الساحة الفلسطينية، وأن الجبهة مع التراجع عن عقده وإتاحة المجال للحوار لإنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة، وصولاً لعقد جلسة يشارك فيها الكل الوطني الفلسطيني.
وشدد مزهر في تصريحٍ صحفي على أن الجبهة ورغم التفرد من قبل حركة فتح بعقد الوطني، إلا أنها حريصة جداً على الحفاظ على كيان منظمة التحرير باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد، ورفض أي محاولات لخلق بدائل أو أطر موازية؛ وستستمر في نضالها بإعادة الاعتبار للمنظمة باعتبارها الممثل الشرعي بما يُمكّن من عقد جلسة للمجلس الوطني.
وأشار إلى أن الحوار مع وفد فتح في القاهرة كان بنّاءً وقويماً ومعمقاً وتناول مجمل القضايا وجرى الاتفاق على مواجهة خطة "ترامب"، وكل المؤامرات التي تحيك بالمشروع الوطني، وسبل تطوير مسيرات العودة، كما جرى بحث موضوع منظمة التحرير، وبعد نقاش مطول ومعمق في موضوع المنظمة كان موقف الجبهة الشعبية وقرارها بعدم المشاركة في دورة المجلس الوطني الراهنة بصيغتها المطروحة، وطلبنا تأجيل انعقادها وإعطاء فرصة ومجال للحوار الوطني لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية وعقد مجلس وطني يشارك فيه الجميع وفق اتفاقيات القاهرة ومخرجات بيروت وخارج قبضة الاحتلال الإسرائيلي.
وأكد أن الجبهة ورغم موقفها إلا أنها شددت على تمسكها بمنظمة التحرير باعتبارها الممثل والكيان المعبر عن شعبنا، الجامع للشعب، وبأنها ستواصل نضالها من أجل عقد مجلس وطني جديد يشارك فيه الجميع ما يُمكّن إعادة بناء مؤسسات المنظمة وفق أسس ديمقراطية وطنية وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل عبر إجراءات انتخابات للمجلس الوطني، مضيفاً في الوقت ذاته بأن الجبهة ستواجه أي محاولات للمس بالمنظمة ومحاولات خلق أطر بديلة أو موازية لها.
وأكد مزهر، بأن إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة وإنجاز المصالحة الوطنية يمثل مفتاح الحل للقضايا الوطنية والمعيشية التي يعاني منها شعبنا، إلى جانب تطوير مسيرات العودة التي ستسقط كل المؤامرات التي تحاك بقضيتنا بما فيها خطة "ترامب" التي تستهدف القضية الوطنية.
وعلى صعيد الجهود المصرية، أوضح مزهر أن الأشقاء في مصر حريصون على الوحدة الوطنية وهم يدعمون خطوات إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، وأن مصر لن تتخلى عن ملف المصالحة وستواصل جهودها لإنهاء الانقسام، وانجاز المصالحة، متابعاً أن مصر أبلغتنا أنها ستواصل جهودها خلال الأيام القليلة القادمة لإنهاء الانقسام.
في سياق متصل، حذر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، من خلق أجسام موازية أو بديلة للمنظمة، كونه يشكل خطراً كبيراً على المشروع الوطني الفلسطيني، مطالباً بأن يناضل الجميع من أجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، وعقد مجلس وطني توحيدي يشارك فيه الجميع.
على صعيد آخر، أوضح مزهر أن وفد الشعبية طالب وفد فتح بالتراجع عن الإجراءات العقابية ضد غزة وضرورة أن تقوم الحكومة بمسؤولياتها في غزة، للتخفيف عن معاناة شعبنا، وحل المشاكل المعيشية والأزمات من كهرباء ومياه ورواتب موظفين لتوفير حياة كريمة بما يعزز صمودهم.
وحول تفجير موكب الحمدالله كونه مبرر للإجراءات العقابية الأخيرة على غزة، قال مزهر:" من قام بتنفيذ العملية الجبانة ضد موكب الحمدالله استهدف توجيه ضربة للمصالحة وللوحدة الوطنية، مطالباً تفويت الفرصة على العابثين المخربين الذي استهدفوا ضرب المصالحة، وذلك من خلال مواصلة الجهود وتحقيق المصالحة لمواجهة التحديات ومعالجة كل الأزمات.
وشدد على ضرورة قطع الطريق أمام كل المشاريع التي تستهدف إضعاف وتركيع شعبنا، مطالباً السلطة بالتراجع الفوري عن هذه الخطوات والاجراءات بما يفتح الطريق لحل كل المشاكل.
وحول قطع مخصصات الجبهة الشعبية من منظمة التحرير الفلسطينية، أوضح مزهر أن هذا الموضوع لم يطرح على جدول أعمال اللقاء مع وفد فتح في القاهرة، وأكدنا أن هذا الموضوع خارج إطار البحث، لأننا نتحدث عن قضايا وطنية تهم الشعب الفلسطيني بعيداً عن أي حسابات فئوية أو مصالح حزبية، والجبهة لن تخضع لأي ابتزاز أو مساومات حول هذا الأمر.