قال خطيب الجمعة، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، إن القدس ستبقى القاسم المشترك الأعظم في توحيد أمتنا العربية والإسلامية.
وأضاف الهباش "بالرغم من وجود أشياء كثيرة قد تختلف عليه الأمة وأخرى تتفق عليها، لكن من الأشياء التي لا يمكن أن تختلف عليها هذه الأمة قضية فلسطين والقدس ببعدها وعقمها الديني الحضاري الأخلاقي، لتبقى محور اهتمام الأمة على اختلاف مشارفها وأقطارها وجغرافيتها".
وأوضح أن الاستعمار كان يحاول مرارا وتكرار ضرب الأمة، من خلال وهم الناس بأن الأمة الإسلامية باعت فلسطين، مبينا أن الاستعمار يدرك جديا بأن فلسطين أمر جامع للأمة.
وأشار إلى الوثيقة التاريخية التي بعث بها الرئيس الأميركي السابق ترومان إلى الملك عبد العزيز مؤسس السعودية في ظل تهيئة إسرائيل للسيطرة على الأرض الفلسطينية، يقول فيها "نرجو بما لكم من مكانة وبلادكم من أثر وقدرة في التأثير على الفلسطينيين، ليكفوا عن استهداف اليهود"، أي يريده أن يكون شريكا أو صامتا أمام محاولة نكبة فلسطين؛ لكن الشاهد هنا كان رد الملك عبد العزيز مباشرة يقول له فيها؛ "إذا كنت تتخيل أن مكانتي بين الأمة ستجعلني أتدخل لصالح المستعمرين اليهود ضد الفلسطينيين أنت واهم وصداقتنا المشتركة معكم لن تكون دفعا لي للتآمر على فلسطين وتسليمها والتنازل عنها".
وأضاف الهباش إن فلسطين كانت وما زلات المحرك للأمة، والجامع الأول بعد الدين هي القدس، بالرغم من كافة الاختلافات بين الشعوب والقادة، لكن جميعهم لا يختلفون على فلسطين والقدس؛ وواهم من يظن أن الأمة باعت فلسطين والقدس، وواهم من يظن أن الأمة ستبيع شبرا من أرض فلسطين المقدسة.
ورأى أن قرار الرئيس الأميركي ترمب بشأن القدس جريمة بحق المسيحيين والمسلمين جمعاء، وواهمة أميركا ومن ورائها إسرائيل إن ظنت أن عربيا سيساوم على القدس، فالقدس عقيدة نؤمن بها ونحملها، القدس دين نعتنقه وقرآن نتلوه.
وتطرق الهباش إلى القمة العربية الأخيرة التي سميت "قمة القدس" التي أكدت أنه لا تفريط بحق القدس وهي قلب الأمة، ليتبعه الدعم المتواصل من السعودي ونأمل من الجميع الاقتداء بها في دعم القدس ووقوفها مع الحق الفلسطيني والقيادة الفلسطينية.
وثمن موقف الملك سلمان بن عبد العزيز الذي قال للرئيس محمود عباس "ما يناسبك يناسبنا وما لا يناسبك لا يناسبا، وما ترضا به نرضى به".
وذكر الهباش بالحديث النبوي الشريف؛ "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ، لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ"، فبالرغم من الشدائد والاعتداءات اليومية التي نستيقظ عليها بيد جيش الاحتلال أو بيد العصابات الإرهابية من المستوطنين التي توظفها حكومة الاحتلال، مشددا على أن الاحتلال هو الإرهاب والاستيطان في أرضنا ممارسة إرهاب بحقنا، السكوت على الاحتلال دعم للإرهاب، فما بالكم بدعم ومساندة الاحتلال هو أصل الإرهاب.
وفي السياق ذاته، ثمن خطباء الجمعة في مساجد الوطن بدعم المملكة العربية السعودية لشعبنا الفلسطيني ومدينة القدس على وجه التحديد، مؤكدين أن القدس تاج عزة العرب وشرف الأمة الإسلامية والعربية، حيث فيها المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثاني المسجدين.
ودعا الخطباء أبناء الأمة الإسلامية بشد الرحال إلى فلسطين لزيارة القدس والمسجد الأقصى المبارك، ثالث المساجد التي تشد إليها الرحال.