جرت محادثات تنسيق على مستوى رفيع بين إسرائيل وكل من بريطانيا وفرنسا، وذلك عشية توجيه الضربة العسكرية لسوريا. وأجرى مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات، مكالمة هاتفية مساء الجمعة، مع نظيره الفرنسي فيليب اتيين، تناولت التحضيرات لقصف مواقع في سوريا. كما هاتف بن شبات قبلها بيوم نظيره البريطاني مارك سيدويل.
وقالت مصادر دبلوماسية غربية، إن بن شبات أوضح خلال الحديثين الهاتفيين، أن بلاده تؤيد تسديد ضربة لمنشآت الأسلحة الكيماوية في سوريا، مؤكدا مع ذلك، أن المشكلة الاستراتيجية بالنسبة لإسرائيل، هي التموضع العسكري الإيراني هناك. وأشار إلى أن ضرب هذه المنشآت، لن يحل هذه المشكلة.
وكما وتحدث مستشار الأمن القومي الأميركي الجديد جون بولتون، خلال الأيام الأخيرة، مع مئير بن شبات، بشأن ضرب المنشآت الكيماوية في سوريا.
ونفت إسرائيل في وقت سابق أن تكون قد شاركت في الضربة الأميركية والفرنسية والبريطانية على سوريا، إلا أنها أكدت أنها أُبلغت بهذه الضربة مسبقا، بحسب ما صرّح به مصدر أمني رفض الكشف عن اسمه.
وأكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وقوف إسرائيل ضد استخدام السلاح الكيماوي وانتشاره. وصرّح نتنياهو في بيان أصدره قبل ساعات بأنه أوضح قبل عام، أن بلاده تدعم بشكل كامل، قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالوقوف ضد استخدام وانتشار السلاح الكيماوي. وأضاف أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، اثبتت أن التزامها بمحاربة السلاح الكيماوي، لم يقتصر على الأقوال. وأشار رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى أنه يجب أن يكون واضحا للرئيس السوري بشار الأسد، أنه يعرّض بلاده للخطر، من خلال جهوده غير المسؤولة، للحصول على أسلحة دمار شامل واستخدامها، وتجاهل القانون الدولي، واستعداده لتموضع عسكري إيراني في سوريا.
وكان نتنياهو قد أصدر تعليماته إلى وزراء حكومته، بعدم إدلاء التصريحات لوسائل الإعلام، "حول الوضع الأمني في شمالي البلاد".
واعتبر المصدر الأمني رفيع المستوى، أن "ضربة أمريكية ذات مغزى، لن تجر المنطقة إلى معركة شاملة". وقال إن بلاده "لا يمكنها التسليم بقيام إيران، بنصب منظومات أسلحة متقدمة في سوريا". وتابع أن "ترامب وضع خطوطا حُمر في سوريا، وعمل وفق ذلك".
وشدد هذا المصدر على أن "إسرائيل على أهبة الاستعداد لأي سيناريو." وأضاف أنها "تزيل القناع عن الإيراني، لتؤكد أن الوجود الإيراني في سوريا، يستهدف المس بإسرائيل وليس المتمردين أو داعش". ومضى المصدر الأمني الرفيع يقول، إن "لإسرائيل قدرات جوية واستخبارية"، موضحا أن "هذا الأمر قد وجد له تعبيرا خلال السنوات، والأشهر الأخيرة".
واتهم مصدر سياسي في تل أبيب سوريا "بمواصلة ارتكاب أعمال فتّاكة، مما يعرّض أراضيها وقواتها وقيادتها للخطر، تماما كما هو الحال مع إيران".
من جانبه قال وزير الإسكان يوآف غالانت (من حزب كولانو اليميني)، العضو في المجلس الوزراء المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية (كبنيت)، على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إن "الهجوم على سوريا كان رسالة مهمة موجهة إلى محور الشر الذي تشكّله إيران وسوريا وحزب الله".
وشكك رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق إيهود باراك، بأن "تؤدي هذه الضربة إلى رد روسي أو إيراني"، مشيرا إلى أن "الضربة تهدُف إلى إرسال رسالة، وحققت غايتها، ولكن من غير الممكن القول، إن ذلك سيوقف استخدام الأسلحة الكيميائية. لا أتوقع أن يتوقف ذلك، ولكن الضربة ستحتّم على السوريين أن يتوخوا الحذر". وردت أقواله في منتدى "السبت الثقافي" في حولون جنوب تل أبيب. وأضاف باراك أن "في هذا العام، سيكون حظوظ كبيرة لاندلاع حرب شاملة. لا يوجد لإسرائيل علاقة بذلك. إذا كان هناك أمر يقلقني، فهو استعداد الجبهة الداخلية في إسرائيل، التي من المؤكد أنها لا تتمع بوضع جيد".