وجه المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان خطابات عاجلة لعدد من المسؤولين الدوليين، وعلى رأسهم وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، وذلك لعقد اجتماع دولي عاجل لإنقاذ قطاع غزة وإنهاء معاناة 2 مليون شخص، يعيشون في ظل حصار إسرائيلي مشدد مفروض منذ ما يقارب 12 عامًا، و قيود فرضتها السلطة الفلسطينية مؤخرًا طالت معظم القطاعات، معتبراً أن "الدعوات لتنظيم مظاهرات الجمعة القادم على حدود غزة تعبر عن حالة الانهيار في القطاع".
ودعت الرسالة التي وجهها الأورومتوسطي إلى العمل على ضمان سلامة المحتجين، والتباحث مع الدول المعنية في سبل تجاوز الأزمة مع الحفاظ على حق الغزيين في الاحتجاج السلمي على حصار قاس وإغلاق محكم لمعظم المعابر التي تربط القطاع بالعالم الخارجي
وفي رسالته التي وجهها إلى كل من رئاسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومنسق عملية السلام في الشرق الأوسط، والمفوض العام للأونروا، ومفوض الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات، فضلاً عن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، دعا الأورومتوسطي إلى العمل على ضمان سلامة المحتجين، والتباحث مع الدول المعنية في سبل تجاوز الأزمة مع الحفاظ على حق الغزيين في الاحتجاج السلمي على حصار قاس وإغلاق محكم لمعظم المعابر التي تربط القطاع بالعالم الخارجي، سواء تلك المعابر التي تديرها إسرائيل، أو معبر رفح الذي تغلقه السلطات المصرية بشكل شبه دائم طوال العام.
وأوضح الأورومتوسطي في رسالته أنّ الحصار الإسرائيلي غير القانوني أثر على جميع مناحي الحياة في قطاع غزة، فيما فاقمت العقوبات التي اتخذتها السلطة الوطنية الفلسطينية في الآونة الأخيرة ضد القطاع والمتمثلة في تقليص رواتب الموظفين العموميين للسلطة الفلسطينية، بالإضافة إلى تقليص الخدمات الأساسية كالكهرباء والدواء، الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق.
وأشار إلى أن استمرار انقطاع التيار الكهربائي، الذي يمتد إلى 20 ساعة في اليوم، أدى إلى توقف الحياة الطبيعية للفلسطينيين في القطاع، فيما أصبحت حياة المرضى في مستشفيات القطاع رهن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.
ولفت في رسالته إلى احتجاجات واعتصامات موظفي القطاع المدني، احتجاجًا على قطاع رواتبهم، مما جعلهم غير قادرين على توفير الاحتياجات الأساسية لعائلاتهم.
وأوضح المرصد الحقوقي أنه ونتيجة لاستمرار إغلاق المعابر الحدودية فإن الآلاف من الطلبة والمرضى عالقون داخل القطاع، فيما فقد عشرات الطلبة منحهم الدراسية، وعشرات المرضى أرواحهم في انتظار السماح لهم بالخروج من غزة لتلقي العلاج.
ولفت الأورومتوسطي في رسالته وفقًا لتقرير كان قد أصدره مؤخرًا حول الأوضاع المعيشية في قطاع غزة، أن حوالي 97% من مياه غزة أصبحت غير صالحة للاستهلاك البشري، فيما أوشكت أنظمة المياه والصرف الصحي في غزة على الانهيار؛ بسبب انقطاع التيار الكهربائي المتكرر والذي بدوره يؤدي إلى تلوث مياه البحر بسبب ضخ كميات هائلة من المياه غير المعالجة، وبالتالي تفشي الأمراض في القطاع.
وأشار إلى أن حوالي 41% من اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ويعتمد حوالي 924.000 شخص منهم على المساعدات الإغاثية الطارئة التي تقدمها "الأونروا"، فيما يعيش ما يقرب من 562.856 لاجئ تحت خط الفقر، فضلًا عن أن 47.2% منهم عاطلون عن العمل.
وبيّن أن إحصاءات الأونروا تظهر أن عملية إعادة إعمار المنازل المدمرة بسبب الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة صيف العام 2014، تسير بوتيرة بطيئة جدًا، حيث لم يتم إعادة بناء حوالي 4.400 منزلًا تعود للاجئين في قطاع غزة وتم تدميرها بشكل كامل خلال الهجوم، بالإضافة إلى حاجة حوالي 2000 منزل إلى ترميم كلي، و 47.000 منزل إلى ترميم جزئي.
ودعا المرصد الأورومتوسطي في رسالته إلى أخذ الجهات الأممية والاتحاد الأوروبي زمام المبادرة والسعي للضغط الجدي على الأطراف المعنية (إسرائيل، مصر، السلطة الفلسطينية) لعقد اجتماع طارئ، لبحث السبل الممكنة لإنهاء معاناة الفلسطينيين في غزة، تجنبًا لوقوع كارثة محققة، يصعب التعامل معها في المستقبل.