كيفيه علاج تمرد الزوجات والأزواج

الأحد 25 فبراير 2018 01:22 م / بتوقيت القدس +2GMT
كيفيه علاج تمرد الزوجات والأزواج



وكالات / سما /

إذا كان التمرد هو العناد والعصيان وعدم الطاعه وذلك من طبع اللئام حينما يعاملون أهل الكرم والجود وأصحاب الفضل وصانعي المعروف كما قال الشاعر(المتنبي): [إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن انت اكرمت اللئيم تمردا]

فأن التمرد المذموم الذي قد يصيب بعض الزوجات أو الأزواج لمن السلوكيات الخاطئه التي نهي الدين عنها لأنها تعكر صفو الحياه الزوجيه وتهدد الكيان الأسرى ولما كان هذا التمرد يعتبر من السلوكيات السلبيه التي يمكن تقويمها وتهذيبها لذا يحدثنا د.سيد حسن السيد الخبير الدولي للاتيكيت واداب السلوك بوسائل الإعلام والمحاضر بالمركز الدولي للنظم - الذي يقدم للازواج والزوجات النصائح التاليه:-

1-الانسان كأئن حي اجتماعي بطبعه ومن أهم حاجاته النفسيه إشباع حاجته للحب والحنان والتقبل الي جانب إشباع حاجته للانضباط السلوكي منذ الصغر حتي يصير شخصيه سويه ومتمتعا بصحه نفسسيه ومن مؤشرات الصحه النفسيه للإنسان السوي الشعور بالأمن النفسي وان يتقبل ذاته ويتقبل الاخرين وأن يتقبل االفروق التي بينه وبين الآخرين وأن يكون لديه ثقه في نفسه مع تحمله للمسئوليه وأن يؤدي واجباته بفاعليه وأن تكون لديه القدره علي ضبط النفس في المواقف التي تثير الانفعال ودون تهور وان يكون صامدا عند مواجهه الأزمات والمشكلات وصابرا وقانعا وواقعيا في نظرته للحياه لاخياليا وأن تكون طموحاته علي قدر امكانياته وقدراته ومتعاونا مع االغير وأن يتعامل مع الجميع باحترام مع عدم التعدي علي حقوقهم ودون توقيع الأذى بهم أو الإساءة إليهم أو التسبب في ضررهم تلك هي مؤشرات الصحه النفسيه للإنسان السوي الناجح في حياته العمليه والاجتماعيه

2- الإنسان الغير سوي فهو مريض نفسيا لأنه يدرك نفسه الذين الذي يعيش فيه إدراكا مختلا مشوها لذلك يبدو سلوكه غير ملائم اوشاذ في نظر الآخرين ودائما يشعر بالتعاسه وعدم الرضا لما يعانيه من قلق وليس لديه اتزان انفعالي فهو دائما نجده سريع الغضب مع فقدانه القدره علي ضبط النفس وذلك يضعف من قدرته علي اتخاذ القرارات أو إصدار الأحكام السليمه مع عدم أداء واجباته بفاعليه وغالبا ماتكون علاقاته مع الغير سيئه ومحدوده تلك هي الشخصيه الغير سويه المريضه نفسيا وذلك مرجعه للتنشئه الاجتماعيه الغير سليمه من الصغر نتيجه لتعرضها لضغوط معينه وظروف مؤلمه أدت لاكتسابها صفات سيئه وعادات سلبيه.

3-قال الله تعالي:"أن الله لايغير مابقوم حتي يغيرو ما بأنفسهم" السلوك الإنساني قابل للتغيير كما انه يتغير بتغير المكان والزمان حيث انه يتأثر بالعديد من العوامل ومنها العوامل الإجتماعيه والثقافيه والسلوك الخاطئ يمكن تعديله وتقويمه بشرط توافر الإراده والرغبه في تعديله أو تغييره ومن وسائل التغيير الاستجابه للنصح والإرشاد والتوجيه والتوعيه وأيضا من خلال التعلم عن طريق القراءه والإطلاع وأخذ المشوره من المتخصصيين قال تعالي :"فسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون" وبالنسبه لعلاج الأمراض النفسيه يلزم الرجوع إلى الاطباء النفسيين

4-التمرد يعتبر من الحالات النفسيه المضطربه التي تدعو إلى الخروج عن المألوف وقد يكون التمرد لااراديا والتمرد نوعان أما (تمرد محمود )وهو القائم علي النقد البناء والبحث لتحقيق أهداف ساميه ورغبات نبيله كالتمرد علي الجهل واليأس والتخلف أو التمرد لمواجهه العنف أو القهر أو الظلم اما النوع الآخر من التمرد فهو (التمرد المذموم) وهو الذي يحدث لمجرد فرض الوجود واثبات الذات بقوه رغم انف الآخرين من أجل اشباع رغبات أو تلبيه طلبات قد تكون مبالغ فيها أو غير مستحقه أو يصعب تحقيقها أو غير مشروعه وغالبا مايكون هذا التمرد غير صحي ويحتاج لعلاج وتقويم

5-أكد علماء النفس أن من سمات الشخصيه المتمرده(التمرد المذموم) أنها متسرعه وغير ناضجه عاطفيا وهي غالبا متمركزه حول نفسها وليس لديها هدف واضح تسعي إلى تحقيقه في الحياه كما أن لديها مشكله في طريقه التفكير لأنها تفهم الاخرين خطأ حيث أنها عندما تفكر في أي موقف تأخذه علي أنه تحدي شخصي لها وذلك لأنها غالبا ماتكون شخصيه وسواسه وشكاكه وغير قادره علي فهم طبيعه الأشخاص الأمر الذي يجعلها تجد صعوبه في التواصل معهم وحيث أنها لاتستطيع التعبير عن نفسها لذلك تلجأ إلى التمرد كوسيله لإعلان عصيانها ورفضها.

6- من أهم الأسباب الرئيسيه للتمرد ترجع إلى مرحله الطفوله حيث التنشئه الغير سليمه فالطفل حتي عمر 4سنوات يعتبر عناده و تمرده سلوكا طبيعيا وصحيا لنموه النفسي ونمو شخصيته لذلك لايجب علي الأبوين في هذا السن إجباره علي طاعتهم باستخدام القسوه المفرطه لأن ذلك له تأثير سلبي علي شخصيته أما بعد تجاوزه 5سنوات لايجب علي الأبوين إتباع نظام التساهل والتدليل مع عدم إهمال دورهم في التربيه من حيث التوجيه والارشاد وعلي أن يكونوا قدوه لابنائهم فلاداعي لإظهار عصيانهم وتمردهم أمام الابناء مثلما يحدث من الأم العنيده المتمرده علي الأب أو العكس ومن الأسباب الأخرى المؤديه للتمرد الشعور بالنقص وضعف الشخصيه أو وجود صعوبه في التعامل مع الطرف الأخر أو عند الشعور بقسوه أو عدم وجود اهتمام أو رعايه من الشخص الذي يتم معاشرته.

7- من أسباب تمرد بعض الزوجات علي أزواجهن اللجوء للتمرد كوسيله لتدافع بها عن نفسها نتيجه معاملة الزوج لها بقسوه أو لاستبداده برأيه حتي ولوكان خطأ وقد تتمرد الزوجه كرفض سلبي لما تراه لايتوافق مع أسلوبها او ميولها ورغباتها أو نتيجه لماتحمله من مشاعر غضب واستياء لسوء معامله الزوج لها. وهناك من الزوجات تتمرد علي أزواجهن لمجرد اثبات الوجود أو رغبه في التعامل معه بنديه نتيجه اصابتها بالغرور لكونها صغيره السن عنه بسنوات عديده أو لأنها رائعه الجمال أو لأنها حاصله علي أعلي الدرجات العلميه أو تشغل منصب هام ومرموق أو لأنها ثريه أو تنتسب لعائله لها نفوذ وجاه

8-ومن أسباب تمرد الأزواج علي الزوجات تعرض الزوج لضغوط نفسيه وعصبيه لفترات طويله خلال المعاشره الزوجيه نتيجه تحكم الزوجه وتدخلها في شئون زوجها الخاصه كتدخلها في طريقه ارتداء ملابسه وخروجه ومواعيده مع أصدقائه وكأنه طفل وكذلك تدخلها في اختياراته لعمله مع سيطرتها الكامله علي تصرفاته الماليه وكيفيه انفاقه للأموال مع الزامه بتقديم كشف حساب علي الرغم أنه ليس بمسرف او مبذر وفي حاله عدم التزام الزوج بتنفيذ ما تريده الزوجه فأنها تثور وتغضب وتتوعد وترفض التحاور معه وتعتبر نفسها دائما علي حق ورأيها علي صواب وعندما تحتد الخلافات بينهما يحدث التمرد من الزوج. ومن الأسباب الأخرى لتمرد الأزواج اعتياد بعض الزوجات علي عدم احترام الزوج واهدار كرامته بأستخدام الالفاظ البذيئه أو الجارحه الغير مهذبه واتباع اسلوب التهكم والسخريه خلال التحاور معه ثم رفض الانصياع لرأيه حتي ولوكان صواب ولاتستجيب إذا طالبها بتغيير عاداتها السيئه مع اخلالها بأداء واجباتها الزوجيه نحوه وكذلك واجباتها نحو الأبناء .فضلا عن إفشاء أسراره واختلاق النكد داخل المنزل بصفه مستمره.

9-الزواج ميثاق غليظ ورباط مقدس يجب علي كل من الزوجين المحافظه عليه بأن يؤدي كل منهما دوره المكلف به شرعا دون أدنى تقصير وذلك في جو تسوده روح الموده والرحمه فالأصل في العلاقه الزوجيه هي المعاشره بالمعروف التي تتطلب التفاهم الودي لابالتعصب الذميم للرأي وعدم احترام الرأي الاخر مع عدم جرح المشاعر والأحاسيس أو إهدار للكرامه وإذا كان الله تعالي قد اوجب علي الزوجه طاعه الزوج في غير معصيه مع عدم تمردها علي معاشرته الزوجيه وقوامته حتي لاتكون ناشز ففي ذات الوقت لايجب علي الزوج أن يسيئ استخدام هذا الحق حتي لايكون هو أيضا ناشز والنشوز هو نوع من التمرد والنفور وهو موجود لدي بعض الزوجات والأزواج . قال تعالي:"واللاتي تخافون نشوزهن" وقال عز وجل:"وإن امرأه خافت من بعلها نشوزا"

10-لقد خلق الله الزوجين وجعل لكل منهما دورا في الحياه الزوجيه يجب أن يؤديه وفقا لطبيعه تكوينه الجسديه والنفسيه وجعل الزوجين متساويين في التكليف والتشريف والمسئوليه لكن القياده للزوج في المؤسسه الزوجيه شأنها شأن اي شركه لها مدير فالسفينه لها ربان وإذا كانت الأم مدرسه فناظرها هو زوجها وفي حاله تداخل الأدوار بين الزوجين فقد ثبت أن ذلك في كثير من الأحيان يترتب عليه أثارا سلبيه تنعكس علي التنشئه الاجتماعيه للابناء وكذلك علي الكيان الاسري الزوجه في المقام الأول هي أم والأم هي الصانعه للأجيال الصالحه والمدرسه التي تعد الشعوب المتقدمه والمتحضره لأنها مفرخه للرجال الأقوياء والقاده العظماء والعلماء والمخترعين والمفكرين المبدعين حقا أن وراء كل عظيم امرأه لذلك لايجب علي الزوجات أن تتخلي عن هذا الدور الجليل أو تقصر فيه حتي ولو حصلت علي أعلي الدرجات العلميه وشغلت أعلى المناصب القياديه وإذا كان المال زينه الحياه فإن الابناء هم فلذات الاكباد والثمار الجيده التي لاتنبت إلا في أرض طيبه فأنها تقوي شجره العائله.وتزين الحياه كم من زوجات مكافحات استطعن أن تنشيئن أجيالا صالحه صاعده ومتفوقه في جميع المجالات لأنها مارست دورهن الحقيقي كأمهات بجداره فأستحقتن أن تحصلن علي لقب الأمهات المثاليات وكم من أمهات تمردن علي حياتهن الزوجيه حتي أنهارت وتخلين عن أدوارهن في تنشئه ابنائهن التنشئه السليمه فأصبحن متحسرات علي ابنائهن الفاشلين دراسيا المرتمين بين أحضان قرناء السوء والمعرضين للضياع بسبب الإدمان .

11-للحد من تفشي ظاهره التمرد بين الأزواج والزوجات فأن للأزواج دور فعال ومؤثر في تعديل السلوكيات الخاطئه التي تصدر من زوجاتهم حيث أن تعامل الزوج مع الزوجه المتمرده يحتاج إلى نوع من الكياسه مع ضروره التحلي بالصبر والهدوء فعلي الزوج أن يشعرها بالاطمئنان وعدم رغبته في السيطره عليها أو التحكم فيها حتي تتراجع في قراراتها الغير سليمه وأفكارها الخاطئه كمايجب التعبير لها عن حبه وتقديره لها ليجعلها أكثر قربا منه حتي تتمكن من التخلص من شخصيتها المتسلطه المتمرده في سبيل استمرار حياه زوجيه سعيده ومستقره وعند التحاور معها يجب علي الزوج الامتناع عن الغضب والانفعال بضبط النفس مع ضروره اختيار الوقت المناسب مع تهيئه جو من الانسجام ولو بتقديم هديه بسيطه لها في حاله الرغبه في توجيه النصح والإرشاد إليها حتي تتقبل منه مايرغب في تعديله من سلوكياتها الخاطئه دون عناد أو عصيان منها أما بالنسبه لدور الزوجه عن تعاملها مع الزوج المتمرد يجب أن تعرف سر تمرده مع محاوله ارضاءه بالاعتراف بالاخطاء التي صدرت منها فالاعتراف بالحق فضيله وفي حاله العتاب يجب ان يكون وديا ودون انفعال وبصوت منخفض وهادئ ويمكن استخدام عبارات الدلع والدلال كوسيله لتصفيه النفوس وتطييب القلوب مع مراعاه الايكون الحوار أمام الابناء فالصلح دائما خير وبعد أن تعالت الأصوات المؤيده لتمرد الزوجات علي الأزواج بدعوي المطالبه بحقوق المرأه فما احوجنا إلى التمسك بتعاليم الدين ولعل الأزواج والزوجات يدركون أن التمرد والنشوز نقمة وان الموده والرحمه نعمة