أغلقت السلطات المصرية، معبر رفح بشكل مفاجئ، وحالت دون عودة العالقين إلى القطاع من جديد، مع بدء الجيش المصري عملية عسكرية واسعة النطاق في سيناء. هذا الاغلاق المفاجيء والذي جاء عقب الفتح المفاجيء، فاقم من مأساة مئات الغزيين العالقين في الجانب المصري من الحدود مع غزة.
المواطنون الفلسطينيون في قطاع غزة باتوا يتناقلون أخبارًا مرعبة عن ذويهم العالقين في مطار القاهرة بعد تعذّر دخولهم إلى قطاع غزة إثر الإغلاق المفاجئ لمعبر رفح ، ليبقى نحو 160 فلسطيني في صالة الترحيلات بالمعبر دون مقومات حياة ولا حتى ما يصلح للنظافة الشخصية بانتظار قرار إما ترحيلهم للدول التي جاءوا منها أو فتح المعبر .
أزمة العالقين في مطار القاهرة حدثت منذ فجر الجمعة الماضي ، عندما أغلقت السلطات المصرية معبر رفح فجأة مثلما فتحته قبلها بيومين فجأة أيضًا، ما اضطر المواطنين الفلسطينيين الذين حضروا على متن طائرات من دول مختلفة إلى العودة مرة أخرى لمطار القاهرة وتم وضعهم في صالة الترحيلات المخصصة للفلسطينيين الذين سيتم ترحيلهم إلى غزة ويحظر عليم مغادرة صالة المطار مطلقًا، وهو ما تسبب في الأزمة الإنسانية التي يعيشونها.
عودة إلى الشاب العالق الذي طلب عدم ذكر اسمه إنهم يعانوا الكثير من المشاكل بسبب الازدحام الشديد وعدم وجود حمامات كافية وهي غير نظيفة، إضافة إلى عدم ارتياح النساء بالمطلق نتيجة اضطرارهم للنوم في الصالة المفتوحة.
وقال بأن اثنين من الشبان تعرضوا للإغماء إثر تعرضهم لحالة انهيار العصبي نتيجة الوضع الحاطّ بالكرامة الذين يعانوه، منتقدًا تأخّر تدخل السفارة الفلسطينية التي وفرت لهم بعد يومين من الحجر وجبتي غذاء وعشاء وبعض الأغطية، إلا أن هذا غير كاف فاحتياجات الناس كثيرة وخاصة بالنسبة للنساء والأطفال.
في شهادة مشابهة لعالق آخر قال بأن الكثير من المتواجدين يضطرون للنوم على أرضية الصالة رغم برودة الجو، مشيرًا إلى أن من بيت المتواجدين على الأرض سيدة وطفليها، مع التأكيد أن وجبات الطعام التي تتوفر ليست كافية.
وقال بأنهم يضطرون لشراء الطعام بمبالغ كبيرة جدًا وهو ما يفوق قدرة العالقين الذين يحتاجون هذا المال من أجل تكاليف العودة، حيث يضطرون إلى شراء التذاكر بأسعار مرتفعة، مؤكدًا أن إحدى النساء في الصالة جاءها مخاض الطمث وابتل الكرسي تحتها دون أن تجد مكانًا تبدل به ثيابها في ظل عدم وجود سوى حمامين غير نظيفين.
الاعلامية وفاء عبد الرحمن ، تساءلت عبر صفحتها الشخصية الفيسبوك حول احتجاز 160عالقا فلسطينيا من أهل غزة، الأمن المصري يطالب من لديه إقامات بدول أخرى العودة إليها فورا، " لماذا يتم احتجاز الغزيين في المطار أصلا؟ هل يتم احتجاز كل فلسطيني يحمل جواز دولتنا الموقرة؟
- وتتابع " الـ 160 عالقا كانوا في طريقهم لغزة، يعني لا نية لديهم لا للمشاركة في الانتخابات المصرية ولا في الاستيلاء على الحكم، ولا مزاحمة المصري على عمل ولا طبيب، اخرجوا علينا وقولوا بصراحة (أنتم وباقي الجيران والأشقاء)، وقولوا أن غزة ليست جزء من فلسطين، وأهلها ليسو فلسطينيين، وخلونا نبحث عن بلد أخرى وجنسية أخرى ونرتاح وترتاحون".
وفي نص مناشدة انسانية عاجلة وطارئة وصلت الدكتور والمختص في الشؤون الاسرائيلية عدنان ابو عامر ، قال فيها " وصلتني مناشدة من مطار القاهرة حيث يحتجز 160عالقا فلسطينيا من أهل غزة، الأمن المصري يطالب من لديه إقامات بدول أخرى العودة إليها فورا، ظروفهم كارثية " حمامين فقط لكل هذا العدد، بدون فرشات ولا أغطية، مياه الشرب والطعام تشترى بالمال، ومعهم حوامل وأطفال ومرضى وكبار السن وذوي احتياجات خاصة" .!
في ذات السياق، حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، من الحالة السيئة التي وصل إليها أوضاع العالقين، وحسب المعلومات المتوفرة فإن هناك مئات العالقين من الفلسطينيين الراغبين بالعودة إلى قطاع غزة، يوجد جزء كبير منهم في مناطق سيناء، بعد أن وصلوها خلال اليومين الماضيين، من أجل العودة إلى قطاع غزة، إضافة إلى مئات العالقين في صالات مطار القاهرة الذي وصلوه من عدة عواصم، تمهيدا لعودتهم أيضا للقطاع.
ولم يتمكن سواء العالقين قرب الحدود، أو الموجودين في صالات المطار من العودة، بعدما أغلقت مصر الجمعة الماضية معبر رفح بشكل مفاجىء، لتبدأ عملية عسكرية واسعة النطاق ضد الجماعات المسلحة المتطرفة في مناطق سيناء، وهو ما أحدث حالة من الخوف الشديد في صفوف العالقين.
من جانبه أكد السفير الفلسطيني في القاهرة، دياب اللوح، انه بعد قرار السلطات المصرية إغلاق المعبر، والبدء في تنفيذ العملية العسكرية، أن جميع المواطنين المسافرين من مصر لغزة ومن غزة لمصر بخير، وأن السفارة تتابع مع السلطات المصرية المعنية تأمين وصولهم لمعبر رفح ودخولهم لغزة، ومغادرتهم لمصر ولمطار القاهرة الدولي، وأنها سوف تتابع إصدار التأشيرات اللازمة يومي الأحد والاثنين مع السفارات المعنية، للموجودين داخل المطار، وطلب من المسافرين التواصل المباشر مع السفارة «في حال الضرورة والحاجة»، متمنيا السلامة للجميع.