لليوم الثاني، استهدفت قوات الجيش المصري أمس، بؤر الجماعات الإرهابية في شمال سيناء ووسطها، في أكبر عملية يُنفذها الجيش منذ انطلاق الحرب على الإرهاب منتصف العام 2013.
ومهد الجيش لقصف معاقل الإرهاب براً وجواً، بفرض طوق مُحكم حول شمال سيناء ووسطها، لمنع فرار المتطرفين من ساحة المعركة. إذ كثفت البوارج والزوارق الحربية تمشيط الساحل الشمالي لسيناء في البحر المتوسط، بداية من شرق رفح المصرية المتاخمة لشواطئ قطاع غزة، حتى غرب مدينة العريش.
واستنفرت قوات تأمين المجرى الملاحي لقناة السويس التي تحد شبه جزيرة سيناء من جهة الغرب، لمنع أي تسلل إلى الوادي، وفُرضت إجراءات تفتيش صارمة على عبور قناة السويس التي تم تقليص حركتها عبر ضفتيها إلى الحد الأدنى.
وانتشرت قوات الجيش والشرطة بمعاونة البدو في المدقات الصحراوية الجنوبية لـ «جبل الحلال» وسط سيناء، لمنع أي تسلل إلى جنوبها، حيث استنفرت القوات والقبائل لإحكام السيطرة على الحدود الجنوبية لشمال سيناء ووسطها.
أما الحدود الشرقية لرفح المتاخمة لقطاع غزة، فكثف الجيش استطلاعها بطائرات من دون طيار لمنع أي تسلل عبرها.
وقالت مصادر موثوق بها لـ «الحياة» إن مسؤولين مصريين ناقشوا مع وفد حركة «حماس» إلى القاهرة برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، تأمين الحدود من جهة غزة، لقطع الطريق على تسلل إرهابيين إلى القطاع فراراً من القصف المُركز، أو تلقي الجماعات المتطرفة في سيناء أي دعم من غزة. وأفيد بأن قيادات «حماس» تعهدت الاستنفار على الحدود الغربية للقطاع مع سيناء، وإحكام إغلاقها.
وبثت وزارة الدفاع المصرية أمس، أشرطة مصورة عن مهمات أسلحتها الرئيسية، البرية والجوية والبحرية وسلاح الدفاع الجوي. وأصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة بياناً ثالثاً عن العمليات في سيناء، أكدت فيه «مواصلة تحقيق الأهداف الاستراتيجية المخططة». وأشارت إلى تنفيذ القوات الجوية ضربات «قوية ومركزة» ضد تجمعات الإرهاب وبؤره ومخازن تكديس الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة ومناطق الدعم اللوجيستي، وسط تأمين جوي للحدود. وأوضح البيان أن القوات نفذت حملات دهم في المدن لمطاردة العناصر الفارة، فضلاً عن تمشيط أمني لكل المناطق السكانية في شمال سيناء ووسطها.
وضخت السلطات كميات من المواد الغذائية والوقود في مدن شمال سيناء، وطمأنت جهات تنفيذية الأهالي إلى توافر كل المنتجات في مدن المحافظة، للحد من التهافت على شراء المنتجات الغذائية وتخزينها مع بدء العمليات العسكرية.