قالت صحيفة ميدل إيست آي البريطانية، الأحد 28 يناير/كانون الثاني 2018، إن الملياردير السعودي الذي أطلق سراحه أمس السبت من فندق الريتز كارلتون، بعد شهرين من الاعتقال ضمن حملة مكافحة الفساد، هو الآن تحت الإقامة الجبرية.
ونقلاً عن مصادر مطلعة، قالت الصحيفة إن الأمير الوليد بن طلال وصل إلى منزله بعد إطلاق سراحه من فندق ريتز كارلتون في الرياض، لكن الحراس كانوا يحيطون بقصره، وظل تحت الإقامة الجبرية.
وفي الوقت الذي لم يتم الإعلان عن الصفقة التي أبرمت بين الحكومة والملياردير، قالت الصحيفة البريطانية إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان طالب بأن يتنازل الوليد عن ملكية شركة المملكة القابضة بالكامل، الأمر الذي كان يرفضه الملياردير.
وكان مصدر حكومي سعودي قد أكد لوكالة الأنباء الفرنسية إن الملياردير قد أطلق سراحه بعد "تسوية" مع السلطات. وهو ما ذكره المصدر للصحيفة البريطانية بأن "النائب العام وافق صباح اليوم (السبت) على التسوية مع الأمير الوليد بن طلال".
و بدا الأمير الوليد بن طلال في أول ظهور له منذ احتجازه في فندق "الريتز كارلتون" على غير عادته، فقد عُرف الملياردير بأناقته الدائمة، حليق الوجه، صابغ الشعر، تعكس مكانته ومنصبه وثراءه الذي يتمتع به.
ظهور الملياردير بشعره الأبيض، ولحيته الكثيفة، فتح باباً للأسئلة حول وضع الأمير في السجن، وهل يعامل معاملة سيئة، على الرغم من نفيه لذلك، وظهوره بوضع أكثر من الجيد في مكان احتجازه.
عن هذه القصة تحدث الإعلامي إدريس الدريس خلال برنامج "الأسبوع في ساعة" على قناة "روتانا خليجية"، قائلاً إن بن طلال تحدث معه وأخبره أن لحيته التي ظهر بها في مقطع الفيديو الذي نُشر له مؤخراً قبيل إطلاق سراحه، كانت عفوية، وأنها أعجبته فقرر تركها من باب التغيير.
واعتبر الدريس أنّ رد الوليد بن طلال أوضح الأمر، لا سيما أنّ عدداً من المحتجزين جرت العادة أن يطلقوا لحاهم بهذا الشكل. حسب قوله.
كما أوضح الدريس أنَّ الوليد بن طلال نفى له الشائعات حول سوء معاملته في الريتز كارلتون، وأكد له أنه كان يعيش وكأنه في بيته، وهذا هو سر اللحية التي ظهر بها في فيديو وكالة "رويترز"، مضيفاً أن الوليد قال له إنه سيطلق لحيته لأنها "نيو لوك" وشكل مختلف له.
وكانت وكالة رويترز قد انفردت في لقاء حصري مع الأمير السعودي من داخل محبسه بفندق "الريتز كارلتون"، وقد ظهر وهو يتحدث إلى صحفية باللغة الإنكليزية، وكان يشرح لها عن الغرف التي يعيش فيها بالفندق الفخم الموجود في العاصمة الرياض.
وعلى الرغم من إشادة بن طلال بتوفر وسائل راحة له من مكتب خاص وغرفة طعام ومطبخ في جناحه بالفندق حيث تخزن وجباته النباتية المفضلة، إلا أنه بدا الشيب أكثر على الأمير الوليد وظهر أكثر نحافة مقارنة بآخر ظهور علني له خلال مقابلة تلفزيونية في أكتوبر/تشرين الأول وقد نمت لحيته أثناء احتجازه.
وبعد ساعات من هذا الظهور التلفزيوني، أطلق سراح الملياردير السعودي، وذلك بعد موافقة النائب العام على تسوية توصل إليها الأمير مع السلطات، وفقاً لما ذكره مصدر حكومي سعودي.
ولم يتم التقاط أي صور للأمير عقب إطلاق سراحه، كما لم يتم الإعلان عن تفاصيل التسوية التي توصل لها، على الرغم من نفي الأمير في المقابلة مع رويترز عن أي صفقة مالية سيتم تقديمها مقابل إطلاق سراحه.