اعتبر مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات" أن استشهاد الأسير حسين حسني عطا الله (57) عاماً في سجون الاحتلال الإسرائيلي يندرج ضمن سياسية الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى الفلسطينيين الممارس من قبل مصلحة السجون الإسرائيلية، حيث أن الأسير محكوم بالسجن لمدة (32) سنة أمضى منها (21) وهو مصاب بمرض السرطان منذ أربع شهور.
أشار "حريات" أنه تم اكتشاف اصابته بمرض السرطان بوقت متأخر بعد انتشاره في خمسة أماكن في جسده وهي الرئتين، العمود الفقري، الكبد، البنكرياس والرأس، وأن هذا الانتشار للمرض بمعظم أجزاء جسده يدل على عدم إجراء إدارة مصلحة السجون الفحوصات الطبية اللازمة والمتخصصة للأسير عطا الله التي من شأنها الكشف المبكر عن المرض الأمر الذي يوفر فرصة أفضل للعلاج.
ذكر "حريات" أن مجموع عدد شهداء الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال وصل إلى (211) شهيداً منهم (59) بسبب الإهمال الطبي المتعمد وعدم الكشف المبكر عن المرض، والشهداء الذين ارتقوا نتيجة هذه السياسية بعد عام 2010 هم: عز الدين الكوازبة، ميسرة أبو حمدية، حسن الترابي، زهير لباده، رائد الجعبري، فادي الدربي، محمد عامر الجلاد، ياسر الحمدوني وأخرهم كان الشهيد حسين حسني عطا الله.
أكد حريات أن مصلحة السجون الإسرائيلية لا تقدم الخدمات الطبية العلاجية اللازمة للأسرى المرضى، إلا بعد فوات الوقت المناسب لقيمتها العلاجية، الأمر الذي من شأنه مضاعفة أوجاع ومعاناة الأسير المريض وفقدانه الفرصة في الشفاء من المرض المصاب به، والجدير بالذكر بأنه يوجد حالياً ما يقارب (27) أسيراً مصاباً بمرض السرطان يعيشون هذه الحالة من الإهمال الطبي والتأخر في تقديم العلاج في الوقت المناسب.
حمل مركز "حريات" سلطات الاحتلال الإسرائيلي وإدارة مصلحة السجون الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن استشهاد الأسير حسين حسني عطا الله نتيجة سياسية الإهمال الطبي المتعمد بسبب عدم الكشف المبكر عن المرض وعدم الإفراج عنه بعد اكتشاف المرض بكافة أنحاء جسمه بالرغم من تقديم عدة التماسات من قبل محاميه للمحكمة الإسرائيلية للمطالبة السريعة للإفراج عنه.
وطالب حريات المؤسسات الدولية لحقوق الإنسان التحقيق بالظروف الصحية السيئة التي يعيشها الأسرى المرضى وزيارتهم للإطلاع على واقع معاناتهم المركبة بسبب المرض وظروف الاعتقال السيئة وعدم توفير العلاجات المناسبة وطالب أيضاَ بتشكيل لجنة تحقيق طبية مستقلة للكشف عن كافة الإجراءات العلاجية التي اتخذتها مصلحة السجون الإسرائيلية للكشف عن مرض الأسير عطا الله وتقديم العلاج المناسب له، والقيام بتوثيقها، لكي لا تمر هذه الجريمة دون محاسبة أو عقاب.