الكشف عن "رئيس خلية الموساد" التي حاولت اغتيال حمدان بلبنان و ليبرمان يلمح لمسؤولية إسرائيل

الأحد 21 يناير 2018 10:46 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الكشف عن "رئيس خلية الموساد" التي حاولت اغتيال حمدان بلبنان و ليبرمان يلمح لمسؤولية إسرائيل



القدس المحتلة / سما /

- قالت صحيفة "هآرتس" العبرية، إن تصريحات وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، والتي قال فيها إن حماس تحاول إنشاء بنية تحتية لها في جنوب لبنان، "تلميح فعلي لمسؤولية إسرائيل عن محاولة اغتيال القيادي في حماس محمد حمدان، الأسبوع الماضي.

وجاءت تصريحات ليبرمان بعد يومين من محاولة اغتيال حمدان.

واعتبرت الصحيفة تصريحات ليبرمان، وما جرى في لبنان مؤخرا واتهام حماس لجهاز الموساد بالوقوف خلف محاولة اغتيال حمدان بأنها جزء من حالة "الاحترار الأمني" على جبهة لبنان بسبب نشاطات حماس في جنوب البلاد بمساعدة من حزب الله.

وتقدر جهات أمنية إسرائيلية بأن تصريحات ليبرمان حول جهود حماس بفتح جبهات بديلة لقطاع غزة بأنها محاولة لمنع وقوع مواجهة عسكرية مباشرة، وفتح المجال أمام عمليات أكثر تنظيما وتأثيرا بالضفة ومن خلال دول مجاورة. مشيرةً إلى نشاطات سابقة اتهم جهاز الموساد بتنفيذها في لبنان وغيرها.

 تمكن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللبنانية، من كشف هوية مسؤول الخلية التابعة لجهاز الموساد الإسرائيلي التي حاولت يوم الأحد الماضي اغتيال محمد حمدان القيادي في حركة حماس بمنطقة صيدا جنوب لبنان، ما أدى لإصابته حينها إثر تفجير سيارته.

وأظهرت التحقيقات أن لبناني من طرابلس يُدعى "محمد بيتية" (38 عاما) يقف خلف الخلية التابعة لجهاز الموساد والتي فجرت سيارة حمدان الذي نجا – وفقا للتحقيقات- من محاولة الاغتيال المحكمة بسبب تغييره بالصدفة طريقة تشغيله لمحرك السيارة.

وتوصل فرع المعلومات إلى خيوط دفعته أول من أمس إلى تنفيذ مداهمات في منطقة الواجهة البحرية لبيروت، وفي مدينة طرابلس، وبعد سلسلة من التحقيقات التقنية والاستعلامية المعقدة، تمكن المحققون من تحديد بيتية بأنه الشخصية التي أدارت مجموعة من الأفراد لتنفيذ محاولة الاغتيال.

وأشارت التحقيقات إلى أن بيتية صاحب سجل أمني نظيف ولم يسبق أن أوقف في قضايا أمنية أو وضع على أي لوائح للأجهزة الأمنية كمشتبه فيهم. مشيرةً إلى أنه يعمل في التجارة ويتنقل بين لبنان وهولندا.

ووفقا للتحقيقات فقد وصل بيروت في التاسع من الشهر الجاري عبر مطار العاصمة، وكان قد استأجر شقة لمدة أسبوع في منطقة الواجهة البحرية للعاصمة، عبر موقع على الإنترنت، وزار عائلته في طرابلس يوم وصوله، ثم عاد إلى بيروت من الأخيرة، وانتقل إلى صيدا أكثر من مرة، على رأس مجموعة تنفيذية، تولت مراقبة منزل حمدان.

ونفذت المجموعة يوم 11 من الشهر الجاري مناورة يمكن الاستنتاج بأنها كانت محاولة للاغتيال جرى وقف تنفيذها من دون معرفة السبب.

وبحسب ما توصل إليه المحققون، فإن بيتية ومجموعته، انتقلوا إلى صيدا فجر يوم الرابع عشر من الشهر الجاري، وتولى أحدهم زرع العبوة الناسفة أسفل سيارة حمدان، قرابة الثالثة والنصف فجرا، قبل أن تبتعد المجموعة عن محيط المنزل بعد زرع العبوة.

وعادت المجموعة إلى محيط المنزل قرابة الساعة السابعة والنصف، وبقيت في انتظار نزوله من منزله إلى سيارته، وفور تفجير العبوة، غادرت المجموعة المكان باتجاه بيروت، حيث تفرقت. وفيما ضاع أثر باقي أفراد الشبكة، تمكن المحققون من العثور على "آثار تقنية" لرأس الشبكة، في العاصمة، أدت إلى تحديد هويته، فتبين أنه بيتية.

وقالت مصادر لبنانية أن الاستمرار في ملاحقة آثار بيتية أوصل المحققين إلى مطار الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فتبين أن بيتية غادر لبنان ليل الأحد ــ الاثنين، متوجها إلى أمستردام.

وتستمر تحقيقات جهاز المعلومات واستخبارات الجيش، لتحديد باقي أفراد الشبكة، علما بأن مصادر تحدثت عن وجود موقوف لدى الاستخبارات، يتحفظ المسؤولون الأمنيون عن كشف مدى صلته بالشبكة.

وقد داهم محققو المعلومات منزل بيتية في طرابلس، واستجوبوا عددا من أفراد عائلته، وضبطوا وثائق ومعدات يجري تحليلها لمعرفة ما إذا كانت ستفضي إلى أدلة تساهم في كشف معلومات إضافية عن المشتبه فيه.

و التحقيقات التي أُجريت طوال الأيام الستة الماضية سمحت بالجزم بأن بيتية ومجموعته يعملون لمصلحة الاستخبارات الإسرائيلية، وأن رأس الشبكة جندته هذه الاستخبارات خارج الأراضي اللبنانية. ويجري التدقيق في ما إذا كانت لديه صلات بعمليات أمنية نفذها الاحتلال في لبنان سابقا.

وتفيد معلومات أخرى أن بيتية يعمل بتجارة الصابون، وأنه من مواليد عام ١٩٧٨، متزوج ولديه ثلاثة أولاد، وهو عمل لعدة سنوات في السفارة البريطانية وتحديدا ضمن جهاز الأمن، ما يعني انه خبير بالشأن العسكري والأمني، لكنه ترك عمله قبل نحو ثلاث سنوات بهدف التفرغ للتجارة، لكنه استمر بالتردد على زملاء له يعملون ضمن هذا الجهاز.

وتضيف المعلومات بأن بيتية نسج شراكة مع شخص سوري مجنس من منطقة برج البراجنة وأسسا شركة تجارية للعمل في مجال الصابون، حيث كان محمد يشتري كميات من الصابون الطرابلسي التراثي من محلات عدة ومن ثم يقوم بشحنها إلى هولندا ويبيعها هناك.

وتشير المعلومات إلى أن طبيعة عمل بيتيه السابقة في جهاز أمن السفارة البريطانية قد سهل على الموساد الإسرائيلي اختراقه، وان عمله معه بدأ منذ أن ترك العمل في السفارة أي قبل ثلاث سنوات، وان تجارة الصابون كانت مجرد غطاء لعمالته، حيث كان يتلقى التعليمات في العاصمة الهولندية أمستردام، ثم يعود إلى لبنان لتنفيذها.

لم تنجح شعبة المعلومات في القبض على محمد بيتيه الذي غادر لبنان بعد تنفيذ عملية التفجير في صيدا، لكنها عثرت في منزله على أجهزة ووثائق تعمل المعلومات على تحليلها لمعرفة عناصر الشبكة المتورطين بالعمل معه، والجهة التي تأخذ على عاتقها تزويده بالمتفجرات، وما إذا كان محمد قد نفذ عمليات أمنية في لبنان سابقا، أو إذا كان مكلفا بتنفيذ عمليات مستقبلية تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد.