واصل الفلسطينيون للأسبوع السادس على التوالي، احتجاجاتهم على قرار الإدارة الأميركية اعتبار مدينة القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل وإعلان ترامب بدء إجراءات نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى المدينة المحتلة، وشهدت عدة مدن وبلدات فلسطينية، اليوم الجمعة، مسيرات جماهيرية غاضبة تحول بعضها إلى مواجهات مع الاحتلال إثر قمعها.
وانطلقت معظم المسيرات بعد صلاة الجمعة، من مراكز المدن وصولا إلى نقاط التماس حيث اندلعت مواجهات عنيفة أدت إلى إصابة العديد من المواطنين بجروح مختلفة.
وشيعت مدينة نابلس، جثمان الفتى الشهيد علي قينو (16 عاما)، إلى مثواه الأخير في قرية عراق بورين جنوب المدينة، والذي استشهد أمس بعيار ناري أطلقه جيش الاحتلال وأصابه في الرأس، خلال مواجهات مع الاحتلال.
ونظم عشرات الفلسطينيين وقفة في ساحات المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، مع انتهاء صلاة الجمعة، تجمع عشرات الفلسطينيين في باحات المسجد وهم يحملون العلم الفلسطيني، ورددوا هتافات "القدس عربية"، و"بالروح بالدم نفديك يا أقصى".
وقال مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، الشيخ عزام الخطيب، للصحفيين، إن أكثر من 40 ألفا أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى.
وأدان الشيخ يوسف أبو سنينه، خطيب المسجد الأقصى، في خطبة اليوم، القرار الأميركي وقال" إنه قرار ظالم وباطل ولا نقر به". وانتشر عشرات من أفراد شرطة الاحتلال على المداخل الخارجية للأقصى. واحتجزوا بطاقات الهوية الشخصية لعدد من المصلين.
وشهدت قرى بورين وبيتا واللبن الشرقية جنوب مدينة نابلس مواجهات عنيفة بين شبان وجنود الاحتلال بعد أن قمعت مسيرة سلمية خرجت للتنديد بالإعلان الأميركي، واستخدمت قوات الاحتلال خلالها الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع.
وأصيب ثلاثة شبان في مواجهات قرية اللبن، اثنان بالرصاص المطاطي وثالث بقنبلة غاز أطلقت عليه بشكل مباشر وأصابته في كتفه.
وهاجمت عصابات المستوطنين، بحماية جيش الاحتلال ووحدات "المستعربين" منازل الفلسطينيين في قرية اللبن الشرقية، وحاول الأهالي التصدي لهم، وأطلقت مجموعة من المستوطنين، تحتمي بقوات الاحتلال، الرصاص بين الحين والآخر على الشبان المتظاهرين.
وعند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، قمعت قوات الاحتلال، مسيرة سلمية خرجت بعد أداء صلاة الجمعة قبالة مخيم العزة شمال المدينة، تنديدا بإعلان ترامب، واعتقل أمن الاحتلال خلالها فلسطينيين اثنين، أحدهما عضو المجلس الثوري لحركة فتح حسن فرج.
وفي محافظة رام الله والبيرة، دارت مواجهات بين جنود الاحتلال وشبان فلسطينيون عند مدخل مدينة البيرة. وقمعت قوات الاحتلال مسيرة سلمية خرجت في قرية بدرس غرب مدينة رام الله، وأطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه المشاركين مما أدى إلى إصابة شاب برصاص "التوتو"، إلى جانب عشرات آخرين بحالات اختناق.
كما أطلق جنود الاحتلال قنابل الصوت والغاز تجاه الصحفيين المتواجدين في المكان، ومنعوهم من الاقتراب لتغطية الأحداث، وطردتهم تحت تهديد السلاح.
وفي مدينة الخليل قمعت قوات الاحتلال مسيرة سلمية دعت إليها القوى الوطنية والإسلامية في المحافظة رفضا للإعلان الأميركي.
واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل، وأطلقت قوات الاحتلال خلالها قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع صوب المشاركين لتفريقهم.
وشيعت جماهير غفيرة وسط قطاع غزة، اليوم، جثمان الشهيد الفتى أمير أبو مساعد (16عامًا)، الذي استشهد مساء أمس برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي شرق مخيم البريج وسط القطاع إلى مثواه الأخير في مقبرة مخيم المغازي.
وانطلق موكب التشييع، من مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البح المجاورة، وصولاً إلى مسقط رأسه في مخيم المغازي، وسط القطاع، وألقيت عليه نظرة الوداع من قبل أهله ومحبيه، ثم أديت صلاة الجنازة عليه في مسجد المخيم، قبل أن يوارى الثرى في مقبرة المخيم.
وكان الشهيد الفتى أبو مساعد، قد ارتقى عقب إصابته برصاصة في الصدر أطلقها عليه جنود الاحتلال المتمركزين في أبراج المراقبة العسكرية الجاثمة في محيط موقع "المدرسة" العسكري شرق البريج، خلال مواجهات بين الشبان والفتية وقوات الاحتلال.
إلى ذلك اندلعت مواجهات بين الفتية والشبان وقوات الاحتلال المتمركزة في الأبراج العسكرية المقامة على خطوط التماس على امتداد الحدود الشرقية لقطاع غزة.
وكانت قوات الاحتلال قد أعدمت قوات الفتى الشهيد أمير عبد الحميد أبو مساعد (16 عامًا) خلال احتجاجات شرق مخيم البريج قرب الشريط الحدودي وسط قطاع غزة المحاصر، والفتى الشهيد علي عمر نمر قينو (16 عاما) خلال مواجهات في عراق بورين جنوب نابلس بالضفة الغربية المحتلة، وأصيب ثلاثة آخرون، مساء أمس الخميس.
وتشهد معظم المدن الفلسطينية احتجاجات منذ إعلان ترامب في 6 كانون الأول/ ديسمبر 2017، القدس عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة واشنطن إلى المدينة المحتلة.