قال صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، مساء أمس، أن العلاقة مع السلطة الفلسطينية فيها إشكال جوهري، وأن حركته لن تقبل بأي مطالبات لها بتسليم سلاحها.
مصير السلطة الفلسطينية
واعتبر العاروري في مقابلة مع قناة "الجزيرة" القطرية، أن السلطة الفلسطينية غير قادرة على القيام بالدور المطلوب منها. مشيرا إلى أن السلطة قامت على أساس الدخول للأراضي الفلسطينية دون الوصول لحل الإشكاليات والقضايا الكبرى.
وتابع "السياق التاريخي للعلاقة مع الاحتلال، كل ما كان هناك عنصرين أولا وحدة وطنية، وثانيا حالة مقاومة شاملة ومستمرة .. لكن كان هناك تراجع من الاحتلال وتثبيت لحقوق شعبنا، وكلما كان هناك تصدع في وحدتنا ومقاومتنا كلما كان هناك تغول من الاحتلال".
مصير المصالحة
وشدد على أن المصالحة لم تنهار، مضيفا "نحن وصلنا إلى مرحلة معينة، تباطأت وتوقفت المحادثات، لكننا لم نتراجع للوراء ويمكن أن نستأنف الحوارات". مشيرا إلى أن المصالحة تصطدم بجدار التزامات السلطة واتفاقياتها التي تفرض نبذ المقاومة وسلاحها.
وقال "أنا أؤمن شخصيا أن الذي يفشل تطبيق المصالحة، هو أنه في النهاية عودة الإخوة في السلطة وحركة فتح للحديث عن سلاح واحد".
القرار الأميركي بشأن القدس
وأشار نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، إلى القرار الأميركي بشأن القدس. مشيرا إلى أن الفلسطينيين بجميع أطيافهم يرفضون القرار بما فيها حركة حماس.
وقال "قرار حزب الليكود لا يقل خطورة عن قرار ترامب، وهو من مفاعيله، وهذا القرار يطلق عنان الاستيطان في الضفة الغربية والقدس بلا حسيب ولا رقيب، وهو يعني القضاء نهائيا على أي فرصة لما يسمى بالمفاوضات المستندة إلى القانون الدولي لحل القضية الفلسطينية".
وأشاد العاروري بالتحرك على المستوى العالمي والإقليمي، وكل مقاومة وتحرك بأي شكل من الأشكال لها أثرها ومفعولها، مشيرا إلى أن حماس كانت تأمل في أن تكون هناك قرارات أفضل، وسقف أعلى، وإجراءات عملية من اجتماع الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. وأضاف "الاحتلال يعيش في حالة سلام بالضفة الغربية نتيجة منع المقاومة بعد الانقسام".
حيادية العلاقة مع الأطراف العربية والاسلامية
وجدد العاروري تأكيد موقف حركته بشأن حياديتها في علاقاتها مع جميع الأطراف العربية والإسلامية. مشيرا إلى أن حركته "تميز بوضوح بين الصراع مع الاحتلال الغريب عن المنطقة ويهدف لإضعاف المنطقة وتفتيتها، باعتبار أن هذا الصراع مختلف كليا عن الاصطفافات والمحاور التي تحدث في المنطقة بين دول عربية وعربية ودول عربية وإقليمية". كما قال. وأضاف "لا يمكن المقارنة بين صراعنا مع العدو الإسرائيلي، والصراعات التي تحدث في المنطقة".
العلاقة مع إيران
وتطرق للعلاقة مع إيران، قال "إيران موقفها من القضية الفلسطينية هو موقف ثابت ومعروف وموقفها سقفه عالي وهو عدم الاعتراف بشرعية دولة الاحتلال، وهذا يسبب لها مشاكل في العالم، وهي مستعدة لتقديم الدعم للمقاومة الفلسطينية، وعلى هذه القاعدة بنيت علاقتنا مع إيران".
ونفى نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أن تكون حركته بحثت ملف استعادة العلاقات مع النظام السوري أو وجود أي اتصالات بهذا الخصوص، وذلك نتيجة الصراع المستمر في البلاد. كما قال.
العلاقة مع مصر
وعن العلاقة مع مصر، قال العاروري "نحن حريصون على أن تربطنا بمصر علاقة قوية ومستقرة وتخدم القضية الفلسطينية، وفي كل مرحلة يكون عند الإخوة المصريين استعداد لتطوير العلاقة نحن نكون مستعدين".
الخلاف مع دحلان ليس شخصيا
ورفض العاروري، وصف القيادي المفصول من فتح محمد دحلان بـ "ألد أعداء حماس". وقال في جوابه على سؤال وجه له "نحن لا نعتبر أي فلسطيني أو عربي عدوا لنا، في مرحلة الانقسام كان دحلان جزءًا من السلطة الفلسطينية وحركة فتح، وموضوعه ليس شخصيا، لكنه جزء من الصراع الذي حصل عام 2007، وهذا لا يعني إغلاق دائم لأي باب للعلاقة مع أي فلسطيني حصل معه خلافات أو صراعات". وأضاف "لم نعتبر العلاقة مع دحلان عائقا في سبيل المصالحة الفلسطينية مع حركة فتح".
العلاقة مع دول الخليج
وبشأن العلاقة مع دول الخليج، قال العاروري "نحن حريصون على علاقة ممتازة مع كل دول الخليج، وكل دول المنطقة، ولم تصدر منا أي إساءة لأي دولة خليجية، وللأسف الانقسام الحاصل في الخليج، البعض أراد أن يستهدفنا". وأضاف "في الخليج، رغما عنا وضعنا في جبهة لا نريد أن نكون فيها، ونحن نريد أن نكون على علاقة طيبة مع كل دول المنطقة شعوبا وأنظمة".