تل ابيب: حماس وزّعت “مُرشد الاختطاف” لكوادرها وتمتلك عناوين مائة ضابط تُخطّط لاختطافهم

الإثنين 01 يناير 2018 01:01 م / بتوقيت القدس +2GMT
تل ابيب: حماس وزّعت “مُرشد الاختطاف” لكوادرها وتمتلك عناوين مائة ضابط تُخطّط لاختطافهم



القدس المحتلة / سما /

في إسرائيل يخشون من السيناريو الأسوأ، أوْ من الكارثة، كما يُطلق عليها المُحلّلون للشؤون العسكريّة في الإعلام العبريّ: قيام المقاومة الفلسطينيّة بأسر جنود من جيش الاحتلال للمقايضة، ذلك أنّه اليوم بعد مرور سنواتٍ عديدةٍ على صفقة شاليط، ما زال صنّاع القرار في كيان الاحتلال والرأي العّام الإسرائيليّ، يُعانيان من متلازمة شاليط.


وبسبب حالة الهلع الأمنيّ الذي تعيشه الأجهزة الأمنية الإسرائيليّة، حذّرت أوساط أمنيّة في تل أبيب من وجود استعدادٍ لدى المنظمات الفلسطينيّة لأسر جنود من جيش الاحتلال، وتحديدًا حركة حماس.


وقال جهاز الأمن العّام (الشاباك الإسرائيليّ) في تصريحات نقلها موقع (ISRAEL DEFENSE) عنه إنّ المنظمات الفلسطينيّة، خاصّة حماس، تُحاول العودة إلى عمليات اختطاف الجنود واحتجازهم كرهائن، لذلك يجمعون معلومات عن تحركات الجنود.


وعقب هذه المعلومات حذّر جيش الاحتلال جنوده من السفر في سيارات أسماها مشبوهة. وفي هذا السياق، يُشار إلى أنّ حركة حماس قامت مؤخرًا بنشر كتيب تحت عنوان: (مرشد للمختطف) وزع على المستويات الميدانية في الذراع العسكرية لحماس، كتائب عز الدين القسام، وبحسب المصادر الإسرائيليّة فإنّ الكتيب، الذي يقع في 18 صفحة، يتضمن شرحًا مفصلاً لعملية الاختطاف.


إلى ذلك، أصدر د. رونين بيرغمان، المحلل للشؤون الإستراتيجيّة في صحيفة (يديعوت احرونوت) كتابًا جديدًا مؤخرًا تحت (عنوان معارك إسرائيل السريّة لاستعادة أسراها). يُشار في هذا السياق إلى أنّ بيرغمان هو الابن المُدلّل للأجهزة الأمنيّة في تل أبيب، ويقوم بين الفينة والأخرى بنشر أنباءٍ وتحقيقاتٍ صحافيّة فريدة من نوعها، تقوم الأجهزة الأمنيّة بتسريبها لها في إطار الحرب النفسيّة الشرسة التي تخوضها إسرائيل ضدّ الأمّة العربيّة عامّة، وضدّ الشعب العربيّ الفلسطينيّ خاصّةً.


وفي غمرة تناوله لآلاف الوثائق التي اطلّع عليها لتناول قضايا اختطاف الجنود والمستوطنين، يكشف المؤلف النقاب عن وثيقة تقع في 18 صفحة، وزعتها حركة حماس على المستويات الميدانية في كتائب القسام تحت عنوان (مرشد للمختَطِف)، وتضمنت شرحًا مفصلاً عن عملية الخطف، وتبدو أنّها أعدت لخلاياها العاملة في الضفة الغربيّة، حيث يوصي معدو الوثيقة، بحسب الكتاب، بأنْ يكون من سيقوم بعملية الخطف مجيدًا للغة العبريّة، والتحدث بها بطلاقة، وتجنب الحديث باللغة العربيّة بأيّ حال، والبحث عن جنديّ ضعيف البنية لسهولة خطفه، وتفضيل تنفيذ العملية في حالة جويّةٍ ماطرةٍ، إلى جانب استخدام مسدسات مزودة بكاتم للصوت، واستبدال السيارة التي تم بها الخطف بسيارة أخرى في حالة الضرورة.


علاوة على ذلك، يكشف بيرغمان في كتابه الجديد النقاب عن قيام الجيش الإسرائيليّ بتجنيد ثلاث فرق، مكونة من تسع كتائب، تضم أكثر من 1.800 جندي، للتدّرب على سيناريوهات لمواجهة عمليات أسر تقوم بها حركات المقاومة الفلسطينيّة، بعد التهديدات التي دأبت الأخيرة على إعلانها، وهو ما دفع بهيئة أركان الجيش لإعلان حالة من الاستنفار، وجدت تعبيرها في توظيف هذا العدد غير المسبوق من الجنود للاستعداد لمواجهة عمليات الأسر المحتملة.


والأكثر من ذلك أنّ الجيش استخدم عددًا ممن يوصفون بأنّهم من ألمع قادته للإشراف على إعداد هذه التدريبات، والإعداد لسيناريوهات محتملة لعمليات اختطاف يقوم بها الفلسطينيون، وأوكلت مهمة الإشراف على تنفيذها لجنرالات بارزين.


مُضافًا إلى ذلك، ادّعت قوات الاحتلال الإسرائيليّة أنّ لدى حماس قائمة بأسماء مائة ضابط إسرائيليّ كبير بهدف اغتيالهم، مضيفةً أنّه تمّ توزيع أشرطة تحتوي على إرشادات للضباط عندما رأت أنّه لا توجد أية مشكلة لدى عناصر المقاومة الفلسطينية في تعقّب أيّ ضابط.


ونقلت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة عن ضابط كبير في الجيش الإسرائيليّ قوله إنّ الأهداف المفضلة لحركة حماس هي الطيارون والضباط، التي أعدت قائمة بأسماء عشرات الضابط والطيارين لاغتيالهم. وأضاف المصدر: لدى المنظمات الإرهاب (المقاومة الفلسطينية) عناوين شخصية لعشرات الضباط الكبار في الجيش الإسرائيليّ.


وساقت الصحيفة قائلةً، نقلاً عن الضابط نفسه، إنّه إثر هذه التحذيرات قام جيش الاحتلال بتعزيز الوسائل الأمنيّة على كبار الضباط والقضاة الذين يخدمون في الضفة الغربيّة المحتلّة، وحسب المصدر الأمنيّ فإنّ القائمة الموجودة بحوزة التنظيمات الفلسطينيّة، وخاصّة حماس، تحتوي على أسماء وعناوين الضباط وتحركاتهم بشكلٍ دقيقٍ، على حدّ تعبيره.


من الجدير بالذكر أنّ حماس ما زالت تحتجز جنديين إسرائيليين منذ العدوان الأخير ضدّ قطاع غزّة في صيف العام 2014، وبحسب المصادر في تل أبيب لا توجد مفاوضات بين الطرفين، على الرغم من أنّ عائلاتي الجنديين يتهّمون حكومة بنيامين نتنياهو بالتقصير في إطلاق سراح أبنائهما.