قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، أن الشعب الفلسطيني قدم الكثير لدفع عجلة المصالحة الوطنية، مطالبا بحمايتها والسير بها قدما إلى أن تحقق أهدافها المرجوة.
وقال هنية في كلمة له في لقاء مع رؤوساء العشائر والوجهاء والمخاتير، أن غزة تئن تحت العقوبات الظالمة التي فرضت عليها، لافتا إلى أن المعاناة لا زالت مستمرة في القطاع بسب الحصار الإسرائيلي، وأيضا بسبب ما اصطلح عليه (العقوبات على قطاع غزة).
وأضاف أن المصالحة الوطنية أمام بعض الاستعصاءات هي بحاجة أن نتوقف أمامها ليس من قبيل البكاء على الأطلال ولا من قبيل نكل الجراح ولا من قبيل أننا سننفض يدنا من هذه المصالحة.
وشدد على أن حماس متمسكة بضرورة إنجاز المصالحة وفق اتفاق القاهرة، وأي تباطؤ في هذا الملف سيكون له نتائج وخيمة ليس فقط على حدود غزة بل على مستوى القضية الوطنية أجمع.
وقال " إذا تم تمرير قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السيطرة على القدس سيكون ما دونها أسهل، مبينا إلى أن هذا القرار جزءا من معركة كبرى تهدف لتصفية القضية الفلسطينية".
وأوضح أن التصريحات الإسرائيلية التي تتحدث عما يسمى ب "مشروع القدس الكبرى"، وإنشاء وحدات استيطانية جديدة بالضفة ويتحدثوا عن يهودية الدولة وفرض القانون الإسرائيلي على الضفة المحتلة، هذه مؤشرات تكشف عن طبيعة القرار الأميركي.
وقال هنية :"لدينا معلومات من خلال أجهزة الاختصاص في الحركة أن الأمريكان يعرضوا وما زالوا على الجانب الفلسطيني ومن له علاقة بالقضية الفلسطينية أن يمنحوهم عاصمة أو كيان في منطقة أبو ديس بعيداً عن القدس، وأن يكون هناك جسر يربط بين أبو ديس والمسجد الأقصى يسمح لحرية الحركة الى الأقصى، وتقسيم الضفة الى ثلاثة أقسام "شمال وسط جنوب" وإيجاد كيان سياسي بغزة يأخذ بعض الامتيازات.
ونوه إلى أن شعبنا يقاوم من 70 سنة ويزيد ويقدم الشهداء والأسرى والجرحى، فالقرار الأميركي جزء من معركة كبرى لتغيير معالم المنطقة كلها، وليس فقط الوضع الفلسطيني، مشيراً إلى أن الحديث عن السلام الإقليمي وارتفاع وتيرة الحديث عن التطبيع مع الكيان الصهيوني، ومحاولات تزييف الوعي العربي وإثارة قضية التعايش مع الكيان الصهيوني، يأتي في إطار تغيير معالم المنطقة .
وتابع " أن القرار الأميركي يحمل مخاطر على طبيعة العلاقة بين فلسطين والأردن، وهناك حديث واضح عن الوطن البديل والخيار الأردني والتوطين والكونفدرالية مع السكان، وهناك تحذيرات أردنية من ذلك لأن هناك مخاطر على الفلسطينيين وعلى الأردن".
وقال هنية "في الحديث الذي تم مع الملك الأردني تناولت معه مخاطر استهداف القدس ومشاريع التوطين، فالمخاطر المتعلقة بالمنطقة وشطب حق العودة والحديث عن التوطين، يجعلنا كشعب فلسطيني نمثل رأس الحربة للأمة، ويجعلنا مطالبين بشكل واضح لا يحتمل التأويل بموقف واضح قطعي لا يسمح مطلقا بأي اختراق سياسي بموضوع القدس أو قضيتنا الفلسطينية".
وأكد أن الأمة العربية والإسلامية تتحرك على أنغام الشعب الفلسطيني، وأي تخاذل أو تراجع أو تفريط بالحق العربي الفلسطيني الإسلامي في القدس سيكون له ارتدادات خطيرة على كل الأمة، فخلال أسبوع استطاع أردوغان أن يعقد قمة إسلامية من أجل القدس، وأحيي كل الحراك الهائل الذي جرى في كل عواصمنا العربية والإسلامية.
وتابع "خلال الأيام الماضية سجلنا علامات فارقة في صراعنا مع الاحتلال، فإسرائيل أصبحت عبئ على العالم وحتى على الدول الأوروبية، كما أن الحراك العربي والعالمي ضد قرار ترامب، كشف أن هناك بداية لتراجع الهيمنة الأميركية على العالم، ولم تعد البلطجة السياسية ولا التهديد هي من تتحكم بقرارات الدول".
وأوضح هنية أن المخزون الموجود لدى شبابنا وجيلنا داخل فلسطين وخارجها مخزون استراتيجي هائل قادر على أن يتصدى لكل محاولات شطب القضية، فهناك انتفاضة انطلقت وارتقى الشهداء وأصيب العشرات، وهي انتفاضة على طريق تحرير القدس.
وأضاف كما أن لدينا شعب عظيم مرابط في بيت المقدس وكلما توهم البعض بأن الشعب الفلسطيني تعب وأُرهق تأتي هذه الانتفاضات لتضرب كل هذه الأوهام، فشعبنا في الشتات ومخيمات اللجوء والفلسطينيون في الجاليات الاوروبية يمثل مخزون استراتيجي، فمعركة القدس لا يستطيع طرف واحد أن يقودها، وهي مصير أمة، والشعب الفلسطيني بحاجة ماسة إلى عمقها الاستراتيجي.
وأشار هنية إلى أن الاستراتيجية التي تبنيناها فيما يتعلق بالمصالحة، وترتيب البيت الفلسطيني كان هدفها بالأساس هو حماية المشروع الوطني مما هو قادم، فعندما انطلقنا في المصالحة كان لدينا معلومات وقراءة، كما أن هناك شيء يُطبخ للقضية الفلسطينية، وفصل غزة عن الضفة وسرقة القدس وشطب. فكان قرارانا ترتيب البيت الوطني الفلسطيني وأن يكون هناك قيادة واحدة وبيت سياسي واحد وأنت نتفرغ للقضايا الوطنية الكبرى.
من جانبه أكد يحيى السنوار قائد حركة حماس في غزة اليوم الثلاثاء، أن المقاومة الفلسطينية قادرة ومستعدة لضرب الكيان الإسرائيلي في 51 دقيقة بما ضربته في 50 يوم خلال الحرب الأخيرة.
وشدد السنوار، في كلمة له، خلال لقاء قيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس مع وجهاء العشائر والمخاتير في قطاع غزة، على أن فصائل المقاومة في غزة يعدون العدة للدفاع عن القدس، وأن المطلوب مراكمة القوة والجهود في كل المجالات.
وطالب السنوار، بضرورة عقد الإطار القيادي الموحد لمنظمة التحرير الفلسطينية، بحضور الكل الفلسطيني، داعياً الكل الفلسطيني للمشاركة في إنجاح المصالحة، وأكد على أن المصالحة يجب أن تتحقق وليس هناك فرصة إلا أن تتحقق.
وطالب وجهاء العشائر والعائلاتـ بإيجاد طريقة لتحديد لجنة مهمتها مراقبة ومتابعة المصالحة وانهاء الانقسام.
وقال السنوار: لا نخشى على القدس فللقدس رجالها وحرائر يدافعون عنها رغم البطش والقهر ويعدون العدة لها ليل نهار للدفاع عنها، ويجب حشد كل مواطن قوتنا على اختلاف أحزابنا ودولنا وطوائفنا لنجتمع في صعيد واحد للدفاع عن القضية الفلسطينية.
وأوضح السنوار، أن الأمة العربية والإسلامية ودول العالم وجماهير العالم الحرة لم تعد قابلة للابتزاز أو القبول بسياسية العنجهية، حيث رأى العالم سياسة البلطجة التي استخدمتها الولايات المتحدة في الأمم المتحدة.
وشدد على أنه إذا سقط موضوع القدس فلن تبقى هناك قضية فلسطينية.