زعمت صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية انه على ما يبدو ان كل من الأردن ومصر والسعودية لا ترى اعتراف ترامب بهذا السوء وتعتقد انه يمكن استخلاص الفوائد منه ولهذا قررت هذه الدول ان تضع ثقلها الدبلوماسي في محاولة تولي شؤون القضية الفلسطينية بالكامل بدلا من الرئيس الفلسطيني انفراد أبو مازن وطاقمه بذلك في حين تنظر هذه الدول الى عباس كمن ورط الجميع بتصريحاته الأخيرة بشأن الإدارة الامريكية ودورها في قضية الشرق الأوسط.
فقد اعلن أحمد أبو الغيظ، امين عام الجامعة العربية في نهاية الأسبوع المنصرم، تشكيل لجنة برئاسته وعضوية كل من مصر والأردن والعربية السعودية والسلطة الفلسطينية لتتولى مهمة توجيه سياسة التصدي فيما يتعلق بقضية القدس. ويؤكد مسؤولون رفيعي المستوى في السلطة الفلسطينية وفي عمان والقاهرة ان قرار تشكيل هذه اللجنة جاء في اعقاب الفشل الفلسطيني الذريع في التعامل مع الأمريكيين وكذلك جراء خشية الأردن على مكانتها الخاصة في القدس كمسؤولة عن الأماكن المقدسة فيها.
وقال مسؤول اردني لصحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية في هذا الشأن: "يدور الحديث هنا عن تحرك فرضته كل من السعودية ومصر والأردن تحت مظلة الجامعة العربية على السلطة الفلسطينية. انها لجنة عليا برئاسة الأمين العام للجامعة العربية التي من شأنها ان تسحب من الفلسطينيين نهج التصدي العربي لإعلان الرئيس الأمريكي ترامب الخاص بمدينة القدس".
وأضاف المسؤول الأردني: "لقد فشل الفلسطينيون في كسب الرأي العام وفي الحقيقة فإن أبو مازن ورطنا مع إدارة ترامب. في نهاية المطاف كل ما لدينا هي تصريحات عنترية حماسية فارغة من أي مضمون للرئيس التركي اردوغان".
وتابع المسؤول الأردني: "لقد أوضحت واشنطن كيف ستتعامل مع الدول التي صوتت ضدها في الجمعية العامة الخميس المنصرم. الآن وبعد ان أدركت كل هذه الدول التي صوتت ضد الاعتراف الأمريكي ان الرئيس ترامب سيحاسبها على طريقته، بدأت تحاول تقليص الخسائر منذ الآن".
وتأتي تصريحات المسؤول الأردني في ظل اللامبالاة التي تلاحظ أسبوعا بعد أسبوع في المناطق الفلسطينية بعد الإعلان الأمريكي الخاص بمدينة القدس. فبعد ان اقامت الفصائل الفلسطينية مقرا مشتركا لإدارة الاحتجاجات على اعلان ترامب، بدأت اعداد المشاركين في هذه الاحتجاجات بالتراجع من أسبوع لآخر، فيما تحركت الدول العربية التي تصفها إسرائيل بالمعتدلة مثل الأردن ومصر والسعودية محاولة استلام خيوط إدارة الأمور على الساحة الدبلوماسية بعد ان فشلت السلطة الفلسطينية في توحيد وتحريك الشارع الفلسطيني والعربي ومنه الى اثارة تحرك عارم في الشرق الأوسط.
واعترف مسؤولون اردنيون وفلسطينيون في حديث لصحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية ان محاولات أبو مازن في تحريك الرأي العام الدولي للتدخل في قضية القدس قد يضعضع مكانة الأردن بوصفه الراعي للأماكن المقدسة في القدس ويسلب الأردنيين هذه المهام مما دفع بمسؤولين عرب الى اسداء النصيحة للقيادة الفلسطينية والابي مازن تحديدا بخفض نبرة التصريحات بكل ما يتعلق بالدعوات الموجهة للرأي العام الدولي للتدخل في الدفاع عن القدس.
وفي ذات السياق قال مسؤول أردني للصحيفة ان ضعف التحرك الفلسطيني احتجاجا على تصريحات ترامب بشأن القدس قد يدفع دولا أخرى كانت في الماضي تخشى رد فعل الشارع الفلسطيني الى ان تجرؤ على نقل سفارتها الى القدس بعد الرد الهزيل للشارع الفلسطيني.