"الميزان" يستنكر الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة ويطالب المجتمع الدولي بحماية المدنيين

السبت 23 ديسمبر 2017 01:00 م / بتوقيت القدس +2GMT



رام الله / سما /

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها تجاه المدنيين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتستخدم القوة المفرطة والمميتة في معرض تعاملها مع مجموعات من الشبان والشابات والأطفال، الذين تظاهروا من بعد ظهر يوم الجمعة الموافق 23/12/2017، في مدن الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، فيما اصطلح على تسميته انتفاضة العاصمة، احتجاجاً على الاعتراف الأميركي بالقدس كعاصمة لدولة إسرائيل، ما أدى إلى سقوط شهيدين واصابة أكثر من مائة آخرين.

مركز الميزان يستنكر استخدام القوة المفرطة والمميتة بحق المدنيين العزل، ويحذر من تصاعد الانتهاكات وسقوط المزيد من الضحايا، ويطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لحماية المدنيين الفلسطينيين.

وتشير أعمال الرصد والتوثيق التي يتابعها المركز في قطاع غزة، إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة داخل حدود الفصل الشمالية والشرقية للقطاع، فتحت نيران أسلحتها المتنوعة، عند حوالي الساعة 13:00 من يوم الجمعة الموافق 22/12/2017، تجاه أعداد من الشبان والشابات والأطفال، المشاركين في المظاهرات الشعبية التي انطلقت إلى المناطق الحدودية شرق محافظة رفح وخانيونس، ودير البلح، ومدينة غزة، وشمال غزة، واستمرت حتى الساعة 18:00 من مساء اليوم نفسه.

وتسببت إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار واستخدامها القوة المفرطة والمميتة في قتل ثلاثة شبان هم: زكريا أدهم حسين الكفارنة (24عاما)، نتيجة إصابته بعيار ناري في الصدر، خلال مشاركته في التظاهرات التي اندلعت بالقرب من معبر بيت حانون (إيرز) وهو من سكان البلدة، ومحمد نبيل محمد محيسن (30 عاماً)، من سكان حي الشجاعية، جراء اصابته بعيار ناري في الرأس، خلال مشاركته في التظاهرات التي اندلعت شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة. كما أعلنت المصادر الطبية في المستشفى الإندونيسي في محافظة شمال غزة فجر اليوم السبت الموافق 23/12/2017، عن وفاة المواطن شريف العبد محمد شلاش (28 عاماً)، من سكان مخيم جباليا متأثراً بجراحه، جراء اصابته بعيار ناري في البطن خلال مشاركته في التظاهرة الاحتجاجية التي جرت شرق مقبرة الشهداء شرقي جباليا مساء يوم الأحد الماضي الموافق 17/12/2017.

وحسب المعلومات الميدانية التي جمعها باحثو المركز فقد تسبب استخدام قوات الاحتلال للقوة المفرطة في إيقاع (122) جريحاً فلسطينياً، في مختلف مناطق القطاع، من بينهم (18 طفلاً)، و(55) أصيبوا بأعيرة نارية في أنحاء مختلفة من الجسم، فيما أصيب البقية بأعيرة مطاطية وبقنابل الغاز التي كانت تطلق بشكل مباشر تجاههم، ما يظهر تعمد قوات الاحتلال إيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوف المتظاهرين المدنيين.

والجدير ذكره أن المظاهرات والمسيرات تحدث في مناطق مفتوحة ومكشوفة لقوات الاحتلال، ويقوم بها مدنيون عزل يشعلون إطارات مطاطية أو يقذفون حجارة من مسافات بعيدة، فيما الجنود يتحصنون في مواقع عسكرية أو آليات عسكرية ويملكون كل الوسائل التي تمكنهم من التحقق من أهدافهم ومن سلمية الفعاليات.

وبحسب توثيق مركز الميزان لحقوق الإنسان، فقد بلغت حصيلة ضحايا اعتداءات قوات الاحتلال على المواطنين في قطاع غزة منذ اندلاع انتفاضة العاصمة بتاريخ 7/12/2017، وحتى تاريخ صدور البيان، (9) شهداء، من بينهم (6) سقطوا خلال مشاركتهم في التظاهرات السلمية ضمن مظاهرات انتفاضة العاصمة، و(618) مصاباً، من بينهم (269) أصيبوا بأعيرة نارية، و(101) طفلاً، و(6) نساء، و(3) صحافيين، و(8) مسعفين.

مركز الميزان إذ يستنكر الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإنه يؤكد على أن ما تقوم به قوات الاحتلال يشكل انتهاكات جسيمة ومنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

ويؤكد المركز على أن سياق تعامل قوات الاحتلال مع المتظاهرين المدنيين العزل، يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن قوات الاحتلال تسعى إلى إيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوف المدنيين.

عليه فإن مركز الميزان يطالب المجتمع الدولي بالوفاء بالتزاماته القانونية بموجب القانون الدولي، والعمل على حماية المدنيين وتمكينهم من حقهم في تقرير مصيرهم بأنفسهم، ويؤكد على أن عجز المجتمع الدولي وصمته تجاه ما تقوم به قوات الاحتلال من انتهاكات، شكل عامل تشجيعياً لمواصلة قوات الاحتلال انتهاكاتها الجسيمة.