تل أبيب تسابق مع الزمن لإحباط قرارٍ أوروبيٍّ يرفض إعلان ترامب

الأحد 17 ديسمبر 2017 11:32 ص / بتوقيت القدس +2GMT
تل أبيب تسابق مع الزمن لإحباط قرارٍ أوروبيٍّ يرفض إعلان ترامب



القدس/سما/

أفادت مصادر سياسيّة وُصفت بأنّها رفيعة المُستوى في تل أبيب بأنّ كيان الاحتلال يسعى إلى إحباط قرار أوروبيّ يرفض إعلان الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب بشأن القدس عاصمة لإسرائيل، والتحديد أنّ حلّ الصراع الإسرائيليّ الفلسطينيّ سيكون في إطار حلّ الدولتين اللتين ستكون القدس عاصمة لهما، وذلك حسبما أفادت صحيفة “إسرائيل هيوم”، المُقرّبة جدًا من رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو.

وأشارت المصادر عينها، كما أكّدت الصحيفة العبريّة، إلى أنّ الجهود الدبلوماسيّة الإسرائيليّة تجري على خلفية التقارير التي أفادت أنّ الاتحاد الأوروبيّ سيُصدر بيانًا مضادًا لقرار ترامب، خلال اجتماع لقياداته في بروكسل.

وأضافت الصحيفة، بحسب المصادر في تل أبيب، بما أنّ القرار يجب أنْ يُتخذ بالإجماع، بموافقة جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 28 دولة، فإنّ إسرائيل ستُحاول كسر الإجماع على القرار من خلال محاولة مطالبة أصدقائها، مثل هولندا واليونان، بعدم الموافقة عليه.

غير أن مسؤولًا في وزارة خارجية الدولة العبريّة قال إنّ الموقف الأوروبيّ واضح، وهكذا كان قبل إعلان ترامب. وبهذا يصبح عمل إسرائيل أكثر صعوبة بعد زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لبروكسل في الاتحاد الأوروبيّ وفرنسا، حيث تمّ التوضيح له بشكلٍ حادٍّ أنّ إعلان ترامب كان عملاً لا يمكن قبوله، وأنّهم سيحاولون موازنته.

وتابعت الصحيفة قائلةً إنّ الوفد الإسرائيليّ لدى الأمم المتحدة يستعّد لمواجهة الأنشطة الدبلوماسية الفلسطينية ضد القرار وإمكانية قيام الفلسطينيين بالمبادرة إلى قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضدّه واعتماد الموقف الأوروبي. ولم يقدم الفلسطينيون مشروع اقتراح بعد، لكنّ المسؤولين الإسرائيليين مقتنعون بأنّ الفلسطينيين الذين يحظون بتأييد واسع النطاق في الهيئة العامة للجمعية العامة، سيقومون بتقديم مثل هذا الاقتراح.

وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبيّ، قد قالوا يوم الاثنين الماضي، إنّهم لا يدعمون قرار الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وأكّد الوزراء مجددًا على التزام الاتحاد الأوروبي بحل الدولتين، وجاءت هذه الأقوال خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيليّ إلى الاتحاد الأوروبيّ، وهي أوّل زيارة منذ 22 عامًا.

وفي وقتٍ سابق ٍ، حثّ بنيامين نتنياهو الاتحاد الأوروبي على الاقتداء بترامب والاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل.

وأكّد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي مجددًا على موقف الاتحاد القائل بأنّ الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، ومنها الضفة الغربية والقدس الشرقية ومرتفعات الجولان، ليست جزءً من الحدود الدولية المعترف بها لإسرائيل.

وكانت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني كررت الأسبوع الماضي الموقف التقليديّ للاتحاد الأوروبيّ حيال القضية الفلسطينية وأنّ الاتحاد مقتنع بأنّ الحلّ الواقعيّ الوحيد يستند إلى دولتين هما إسرائيل وفلسطين، وأنّ القدس عاصمة للدولتين وفق حدود 1967، بحسب تعبيرها.

وأضافت إنّ المصلحة الأمنية لإسرائيل تقتضي إيجاد حلّ قابل للاستمرار لهذا النزاع المتواصل منذ عقود، كما عبّرت عن قلقها العميق وخشيتها من انعكاسات قرار الولايات المتحدة على آفاق السلام في الشرق الأوسط، على حدّ قولها.