تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي من انتهاكاتها تجاه المدنيين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واستخدامها للقوة المفرطة والمميتة في معرض تعاملها مع مجموعات من الشبان والأطفال والنساء الذين تظاهروا من بعد صلاة الظهر من يوم الجمعة الموافق 15/12/2017، في مدن الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، فيما اصطلح على تسميته انتفاضة العاصمة، احتجاجاً على الاعتراف الأميركي بالقدس كعاصمة لدولة الاحتلال، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد أربعة مواطنين واصابة أكثر من 367 آخرين في مختلف محافظات الوطن. مركز الميزان يستنكر استخدام القوة المفرطة والمميتة بحق المدنيين العزل، ويحذر من تصاعد الانتهاكات وسقوط المزيد من الضحايا، ويطالب المجتمع الدولي بالتحرك العاجل.
وتشير أعمال الرصد والتوثيق التي يتابعها المركز في قطاع غزة، إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة داخل حدود الفصل الشمالية والشرقية لقطاع غزة، فتحت نيران أسلحتها المتنوعة، عند حوالي الساعة 13:00 من يوم الجمعة الموافق 8/12/2017، تجاه أعداد من المشاركين من الشبان والأطفال في الفعاليات الشعبية المحتجة على قرار نقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس، التي توجهت إلى المناطق الحدودية في مسيرات شعبية في مناطق شرق محافظة رفح وخانيونس ودير البلح، ومدينة غزة، وشمال غزة.
هذا وتسببت عمليات إطلاق النار واستخدام القوة المفرطة في مقتل مواطنين أحدهما من ذوي الاحتياجات الخاصة وهما: ياسر ناجي ابراهيم سكر (23 عاماً)، حيث أصيب عيار ناري في الرأس، وإبراهيم نايف ابراهيم أبو ثريا (29 عاماً)، وأصيب عيار ناري في الرأس (29عاماً)، وذلك في المواجهات التي اندلعت شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة، كما تجدر الإشارة إلى أن أبو ثريا كان يعاني من إعاقة حركية، حيث فقد ساقيه في قصف سابق لقوات الاحتلال لمجموعة من المواطنين، ويتنقل على كرسي متحرك، ومع ذلك استهدفه جنود الاحتلال دون أن يشكل أي خطر على حياتهم.
كما أصيب (184) فلسطينياً، في مختلف مناطق القطاع، من بينهم (18 طفلاً)، و(95) أصيبوا بأعيرة نارية في أنحاء مختلفة من الجسم، فيما أصيب البقية بأعيرة مطاطية وبقنابل الغاز التي كانت تلقى بشكل مباشر تجاه المتظاهرين، ما يظهر تعمد قوات الاحتلال إيقاع اكبر عدد من الإصابات من بين المتظاهرين.
ومن بين من أصيبوا مراسل وكالة الأنباء الإندونيسية محمد حسين سهيري (29عاماً) وأصيب بقنبلة غاز في الرأس في محافظة شمال غزة، والصحفي عامر سميح حسن الخطيب (29 عاماً) حيث أصيب بعيار ناري في ساقه اليمنى في محافظة خان يونس، بالإضافة إلى مسعف وسائق سيارة إسعاف، وهما المسعف أحمد عبد الباري أبو فول (35عاماً)، والسائق رامز عبد الحي موسى العجرمي (37عاماً) ويتبعان لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، عندما استهدفت قوات الاحتلال سيارة الإسعاف التي كانا يستقلانها شرق مقبرة الشهداء شرق جباليا في محافظة شمال غزة بقنبلة غاز. في حين استمرت المواجهات حتى الساعة 18:00 من مساء اليوم نفسه.
وبحسب توثيق مركز الميزان لحقوق الإنسان، فقد بلغت حصيلة اعتداءات قوات الاحتلال على المدنيين في قطاع غزة منذ اندلاع انتفاضة العاصمة بتاريخ 7/12/2017، وحتى تاريخ إصدار البيان، (6) شهداء، و(496) مصاباً، من بينهم (214) أصيبوا بأعيرة نارية، ومن بينهم (83) طفلاً، و(6) نساء، و(3) صحافيين، ومسعفين.
مركز الميزان إذ يستنكر الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة بحق المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإنه يؤكد على أن ما تقوم به قوات الاحتلال يشكل انتهاكات جسيمة ومنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
ويؤكد المركز على أن سياق تعامل قوات الاحتلال مع المتظاهرين المدنيين العزل ولا سيما حادث قتل المعاق حركياً إبراهيم أبو ثريا، يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن قوات الاحتلال تسعى إلى إيقاع أكبر الخسائر في صفوف هؤلاء المدنيين.
عليه فإن مركز الميزان يطالب المجتمع الدولي بالوفاء بالتزاماته القانونية بموجب القانون الدولي والعمل على حماية المدنيين وتمكينهم من حقهم في تقرير مصيرهم بأنفسهم، ويؤكد على أن عجز المجتمع الدولي وصمته تجاه ما تقوم به قوات الاحتلال من انتهاكات، شكل عامل تشجيعياً لمواصلة قوات الاحتلال انتهاكاتها الجسيمة.