قال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" العبرية ، عاموس هرئيل، إنه من الصعب الفهم والاستيعاب، كيف وبعد سنوات من ملاحقتهم ومحاربتهم من قبل الجيش المصري، لا يزال عناصر" ولاية سيناء" التابع لتنظيم "داعش"، لديهم القدرة على تنفيذ هجمات قاتلة؟، كما أن التخطيط الدقيق للهجوم القاتل الذي استهدف مسجد الروضة يزعج ويقلق الجيش الإسرائيلي أيضا.
من وجهة النظر الإسرائيلية، حسب المحلل العسكري، فإن ما يحدث في سيناء يثير الدهشة فمن الصعب أن نفهم كيف بعد حرب مستمرة لعدة سنوات، كيف ينجح أقل من ألف شخص من "ولاية سيناء" التابع لتنظيم "داعش" تنفيذ مثل هذه الهجمات القاتلة؟.
ويزعم هارئيل إن "عدم فعالية قوات الأمن المصرية تصرخ إلى السماء، خاصة عندما يتذكر المرء التغطية الواسعة في وسائل الإعلام الدولية، والتي تفيد بأن إسرائيل تساعد مصر بشكل مكثف في توفير المعلومات الاستخبارية وتشغيل الطائرات بدون طيار لشن هجمات على مواقع داعش".
وعلى الرغم أن التفجير كان في شمال سيناء، فإن ذلك وبحسب المحلل العسكري، سببا لتأجيل فتح معبر رفح مع قطاع غزة والإبقاء عليه مغلقا، قائلا إن "الهجوم في سيناء سيؤدي، كما هو متوقع، إلى تأخير فتح معبر رفح، الذي انتظره سكان غزة بفارغ الصبر لتحقيق المصالحة بين حماس والسلطة الفلسطينية".
ولكن حالة محادثات المصالحة، يعتقد هرئيل هي أكثر خطورة بحيث يتكتم الطرفان، فتح وحماس، على خطورة الوضع وإمكانية تعثر المصالحة، وأي من الطرفين لا يعترف بوجود أي خطر على المصالحة، وفي الوقت الحالي يبدو أن الأمل في أن تكتمل عملية المصالحة في 1 كانون الأول / ديسمبر، وأن تبدأ الحكومة المشتركة، إلى جانب فتح معبر رفح أمام حركة المرور المستمرة، ما عاد ذلك سيكون مصيرها الفشل، حسب تقدير المحلل العسكري.
ويسعى المحلل العسكري للربط بين تفجير مسجد الروضة وتداعيات الأحداث بسيناء على المصالحة الفلسطينية وقطاع غزة، مشيرا إلى أن الجولة الأخيرة من المحادثات في القاهرة انتهت بالفشل التام. وفي ظل هذه الخلفية، نشرت في الأسبوع الماضي مذكرة تفاهم غير موقعة تبين بالتفصيل التفاهمات التي توصل إليها الطرفان فتح وحماس
وقد يكون ذلك، بحسب المحلل العسكري، تزييفا للمعلومات من قبل مصر التي تتوسط مفاوضات المصالحة بين فتح وحماس، والآن تحاول تهدئة الأمور. ومن بين الأمور الأخرى، زعمت الوثيقة أن حماس وافقت على قبول منظمة التحرير الفلسطينية كممثل قانوني وحيد للشعب الفلسطيني.
و يقول هرئيل "يصعب تصديق بأن حركة حماس كانت ستوافق على ذلك دون ضمان التمثيل في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وهي من أصعب العقبات التي تعترض المفاوضات".
ولذلك، يعتقد أن التقييم المعقول هو أن المحادثات عالقة وهناك خطر مزدوج، الأول هو انهيار توقعات الشعب الفلسطيني بسبب فشل المفاوضات التي يمكن أن تؤدي إلى تجدد المواجهات والحرب على طول الحدود بين غزة وإسرائيل حسب مصادر امنية اسرائيلية.
والثاني هو احتمال أن تسعى الجهاد الإسلامي إلى اغتنام الفرصة لإغلاق الحساب المفتوح مع إسرائيل بسبب تفجير النفق على الحدود الشهر الماضي، الذي قتل فيه 12 من ناشطي الجهاد وحماس