قالت صحيفة إسرائيل هيوم إنها تلقت معلومات تبين أن السبب الخفي من وراء سعي حماس للمصالحة هو شق الطريق أمام رئيس مكتبها السياسي السابق خالد مشعل لرئاسة السلطة الفلسطينية مكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
الصحيفة ذكرت أن مشعل الذي شغل موقع رئيس المكتب السياسي للحركة على مدى عشرين عاماً لا زال يعتبر الرجل الأقوى في حركة حماس رغم أنه ترك منصبه رسمياً لصالح الرئيس الحالي للمكتب السياسي إسماعيل هنية.
مصادر سياسية كبيرة قالت للصحيفة إن مشعل لم يخفي تطلعاته بأن يصبح رئيس فلسطين، وأنه دعم عملية إجراء إصلاحات وتعديلات بعيدة المدى في برنامج حركة حماس السياسي من إجل تهيئتها للانضمام ^لى المنظمة وهي خطوة ضرورية من أجل تولي منصب الرئاسة.
مصادر مصرية وفلسطينية قالت للصحيفة إن أحد البنود المركزية في اتفاق المصالحة، التي وقعت في القاهرة قبل أيام لها علاقة بمنظمة التحرير، واجراء إصلاحات فيها تمكن من انضمام حركة حماس إليها كي تصبح جزءا من النظام السياسي الفلسطيني الرسمي.
المصادر ذكرت للصحيفة إن مشعل الذي لا يشغل أي موقع رسمي اليوم ويعتبر بمثابة رئيس فخري لدى حركة حماس، وتحديداً لدى دول الخليج لا ينوي التقاعد واعتزال الحياة السياسية، وأن طموحة الآن هو أن يرث كرسي الرئاسة في دولة فلسطين.
مشعل وفق ذات المصادر هو الذي دفع باتجاه تعديل وثيقة حماس السياسية قبل أشهر، والتي تعتبر معتدلة مقارنة بالوثيقة السابقة في تركيزها على الصراع مع الصهيونية، والمشروع الاستيطاني، وقبولها بقيام دولة فلسطينية على حدود العام 67 بخلاف السابقة التي اعتبرت الصراع مع اليهود، ولم تعترف بحق إسرائيل في الوجود.
مصدر مصري قال للصحيفة إن مشعل وجد الفرصة التي يستطيع من خلالها تحقيق طموحاته السياسية خاصة في ظل الانقسام، الذي تشهده حركة فتح وانخفاض شعبية مروان البرغوثي القيادي الأسير، والذي اعتبر الأقوى شعبيا لخلافة الرئيس أبو مازن، والذي تنبع شعبيته فقط لكونه أسير، وأن الاستطلاعات تظهر أن تحرره سيجعله يحصل على نسب أقل بكثير من التأييد، وأيضا عدم إيلاء الرئيس أبو مازن دوراً يؤهل شخصية فتحاوية لخلافته خاصة أنه أصبح كبير جدا في العمر.
فشل الإضراب الأخير الذي قاده البرغوثي وفق تعبير الصحيفة رغم التعاطف الكبير في الشارع معه شجع مشعل الذي لم يعد يرغب مواصلة التنقل بين فنادق الخليج الفاخرة لذا فغن الاتفاق هو فرصته لتحقيق طموحاته.
مصدر حمساوي تحدث للصحيفة، وقال أن هناك فرصة غير مسبوقة ربما لن تتكرر خاصة أن فتح التي لا ترغب أن ترى مشعل رئيساً تعهدت أن لا تحبط المصالحة بسبب تطلعات مشعل، أو رغبته بالترشح لمنصب الرئاسة.
عضو لجنة مركزية في حركة فتح أكد ما قاله مصدر الصحيفة من حركة حماس مضيفاً أن توجه مشعل ظاهر للعيان ولا يمكن إخفاءه معتبراً أن هذا خطير ولكن لن نوجهه الان بل عندما نصل إليه مضيفاً أن على حماس أن تلتزم أولا بما تعهدت به لأن خطوة مشعل تتطلب تعديلات كبيرة وبعيدة المدى في وثيقة حماس وبرنامج منظمة التحرير.
قلق أردني
القلق الكبير من هذه الخطوة أبدته الأردن التي قال مصدر مسؤول من عمان للصحيفة بوضوح أن الأردن لن تسمح لمثل هكذا سيناريو أن يتحقق وأن مصادر أمنية وسياسية عبرت عن معارضتها لأن تصبح حماس هي التي تحد حدودنا مع الدولة الفلسطينية المستقبلية.