علق مراسل صحيفة "التايمز" ريتشارد سبنسر على المصالحة الفلسطينية، التي وقعت في القاهرة يوم أمس، قائلا إنها جاءت نتيجة للضرورة التي فرضت على كل من حركتي فتح وحماس.
ويقول سبنسر في مقاله، إن "سكان غزة، الذين يعانون منذ وقت طويل، وصفوا العيش في حصار على قطعة من الأرض مثل العيش في غرفة دون هواء وأبوابها مغلقة، ولهذا فقد تمنح المصالحة بين حركتي فتح وحماس بعضا من الضوء لهم".
ويجد الكاتب أنه "حتى لو لم تقد المصالحة للوحدة والاعتراف الدولي واتفاق سلام، التي تبدو مثل حلم، إلا أن المصالحة ستؤدي إلى فتح معبر رفح مع مصر".
ويعتقد سبنسر أن "المصالحة ليست مدفوعة بحس الخير بقدر الحاجة، حيث وجدت الأطراف الثلاثة: حركة حماس وحركة فتح ومصر، نفسها في غرفة دون هواء".
ويشير الكاتب إلى أن "رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس (82 عاما) ووريث ياسر عرفات، والرئيس المفترض للفلسطينيين، حاول التقرب من الأمريكيين وملكيات الخليج وإسرائيل، وأكد رؤيته العلمانية، إلا إنه لم يحقق إلا القليل من الاعتراف واعترافا قليلا من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يتعامل معه باحتقار واضح".
ويلفت سبنسر إلى أن "حركة حماس، التي حظيت بتعاطف في العالم العربي؛ بسبب الحروب التي شنتها إسرائيل في الفترة ما بين 2009- 2014، وبسبب الحصار المفروض على غزة، إلا أنها عاملت سكان القطاع بقسوة، وفرضت عليهم حكم طوارئ مستمرا، ومن هنا فإن المصالحة هي دليل لكلا الطرفين بأن التقدم ممكن".
ويبين الكاتب أن "المصالحة بالنسبة للرئيس عبد الفتاح السيسي تقدم له علاقة غير متوقعة مع حركة حماس، التي كانت متحالفة سابقا مع أعدائه الإخوان المسلمين، وهي محاولة قد تخفف مخاوف الكثيرين الذين تضرروا من الحرب في شمال سيناء، ومع أن النزاع بدأ بعد إغلاق الأنفاق، التي تربط بين شمال سيناء وغزة، بشكل أنهى تجارة التهريب المربحة، إلا أن المصالحة قد تمنح أملا للسكان من خلال التجارة والأمن".
ويقول سبنسر: "لن يحبس العالم أنفاسه لتقدم جديد، فهذه المصالحة تعيد الفلسطينيين للوضع الذي كانوا عليه عام2007، وعندما كان مستقبلهم قاتما، وفي إسرائيل فإن الرد كان صامتا، فمصالحة وطنية فلسطينية ستزيد من الضغوط على نتنياهو للعودة إلى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين".
ويخلص الكاتب إلى القول إنه "المصالحة ستجلب على المدى القصير الأمن لإسرائيل، وما يهم في اتفاقيات كهذه هو أثرها على المدى القصير".