بات مسار تبادل الأسرى بين حركة "حماس" والاحتلال الإسرائيلي، في مرحلة جديدة، مع إعلان مصادر قيادية في حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، أن "الحديث بشأن صفقة تبادل الأسرى مع "إسرائيل" اتخذ مساراً منفصلاً بعيداً عن الحوارات التي شهدتها العاصمة المصرية القاهرة بين وفدي حركة فتح وحماس، بشأن استكمال خطوات المصالحة برعاية من جهاز الاستخبارات المصري".
وأوضحت المصادر ذات الطابع العسكري في الحركة لـ"العربي الجديد"، أن "الحديث عن الصفقة ووضع الخطوط العريضة بشأنها، تمّ التطرّق له، خلال زيارة وفد الحركة السابق للقاهرة الذي ترأّسه رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، وضم أيضاً مروان عيسى نائب القائد العام لكتائب القسام، وعضو المكتب السياسي للحركة المختص بهذا الملف".
وأشارت المصادر إلى أن "عيسى أبلغ الجانب المصري بالتصور الكامل لإطلاق الصفقة"، مشدّداً على "عدم تقديم الحركة أية معلومات بشأن أسرى الاحتلال إلا بعد إطلاق سراح 54 أسيراً من الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار، التي أطلقت بموجبها حماس سراح المجند جلعاد شاليط، في حين أعادت إسرائيل اعتقال المحررين".
وتابعت المصادر "لهذا السبب تواجد عيسى في الوفد الماضي الذي زار القاهرة واجتمع بقيادات جهاز الاستخبارات المصري، في حين غاب عن الوفد الحالي الذي يقوده صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، لكون الوفد مختصاً بشأن المصالحة مع فتح فقط".
وأشارت المصادر إلى أن "حماس ترضى بالوساطة المصرية في صفقة الأسرى"، موضحة أن "القاهرة تلقّت الموقف النهائي لكتائب القسام خلال الزيارة الماضية، وتعهّدت بنقل الصورة للجانب الإسرائيلي وتلقي رده بشأنها".
وكان وفد إسرائيلي وصل يوم الثلاثاء إلى القاهرة، آتياً من تل أبيب على متن طائرة خاصة في زيارة لمصر استغرقت ساعات عدة للقاء عدد من المسؤولين في القاهرة من دون الإفصاح عن سبب الزيارة". وتستضيف مصر هذا الأسبوع محادثات تستمر ثلاثة أيام تتناول خطوات تثبيت المصالحة الداخلية.
وبدأت محادثات الوحدة بين حركة فتح وحركة حماس في القاهرة يوم الثلاثاء، ومن المقرر أن تركز بحسب قيادات الحركة على "تمكين حكومة الوفاق بشكل فعلي، وإدماج الضفة الغربية في المصالحة بين الحركتين ووقف إجراءات السلطة الفلسطينية العقابية تجاه قطاع غزة، إضافة إلى الحديث بشأن الخطوات التالية المتعلقة بالاستحقاقات الانتخابية المرتقبة".
وفي إبريل/نيسان 2016 أعلن أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، أن "الكتائب تحتجز 4 جنود إسرائيليين أسرى"، مؤكداً أن "إسرائيل لن تحصل على معلومات عنهم من دون ثمن". وظهر أبو عبيدة في حينه في كلمة متلفزة على خلفية صورة لأربعة إسرائيليين، فكانت المرة الأولى التي تعلن فيها القسام عن أسْر أربعة إسرائيليين وتنشر صوراً لهم. ولم يذكر أبو عبيدة ما إذا كان هؤلاء "الأسرى" أحياءً أم أمواتاً.
ومنذ الحرب على قطاع غزة في يوليو/تموز وأغسطس/آب 2014، تتبنّى حماس خطاباً ملتبساً حول مصير الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون الذي لم تستعد إسرائيل رفاته ومثله الجندي هادار غولدين. وفي يوليو الماضي، أعلنت إسرائيل أن إسرائيليين اثنين آخرين من المدنيين محتجزان في قطاع غزة. وكشفت حماس على لسان عضو المكتب السياسي للحركة ومسؤول ملف العلاقات الخارجية بها موسى أبو مرزوق، أن "إسرائيل طلبت من عدد من الدول الأوروبية والعربية التوسّط لإطلاق سراح أسراها".