نشرت صحيفة هآرتس فجر اليوم تحليلا اخباريا لجاك خوري حول خطاب الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العمومية في الأمم المتحدة.
وفيما يلي نص التحليل مترجما:
إن الأزمة الإنسانية في غزة واليأس في الضفة الغربية في مواجهة البناء الاستيطاني الضخم تركت للرئيس الفلسطيني خيارات قليلة ووتركت ظهره موجها إلى الحائط.
وتخلل خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الأربعاء غضب وإحباط. ويدرك الرئيس عباس أن قدرته على إلهام الأمل في شعبه - عبر أمل قيام دولة فلسطينية مستقلة - آخذة في التناقص أمام عينيه. إن هذا المحفل الذي أشاد بعباس قبل ست سنوات عندما قدم طلبا للاعتراف بفلسطين، فشل منذ ذلك الحين في تحويل دعمه إلى حقائق على أرض الواقع.
وكان لدى الفلسطينيين آمال كبيرة في إدارة أوباما والتي أفسحت المجال أمام إدارة غير راغبة في الالتزام الحاسم بحل الدولتين للصراع القائم على حدود 1967، وحتى خلال اجتماع عباس مع دونالد ترامب قبيل خطابه أمام الجمعية، قدم ترامب شعارات بدلا من خطة ملموسة.
وفى حديثه فى اعلى منتدى دولى، اعلن عباس ان حل الدولة الواحدة يعد خيارا للقيادة الفلسطينية. واضاف "اننا ولن نكون امامنا خيار اخر سوى مواصلة الكفاح والمطالبة بالحقوق الكاملة والمتكافئة لجميع سكان فلسطين التاريخية". واضاف "ان هذا ليس تهديدا بل تحذيرا من الحقائق التى تنتظرنا نتيجة للسياسات الاسرائيلية غير المستمرة التى تؤكد بشكل خطير على حل الدولتين".
يمكن للمرء أن يجادل أن التهديدات المتكررة التي وجهها عباس في السنوات الأخيرة فارغة، ولذلك لأن قيادة السلطة الفلسطينية لن تتخلى أبدا عن مركزها والامتيازات التي تأتي معها. وسوف تجد دائما سببا للحفاظ نفسها في تضع على الرف أي خطوة محتملة دراماتيكية.
ولكن الذين يتابعون التطورات في الضفة الغربية وقطاع غزة يدركون أن هذه اللعبة لا يمكن أن تستمر إلى الأبد. وقد خلف الحصار والأزمة الإنسانية في غزة واليأس في الضفة الغربية في وجه البناء الاستيطاني الإسرائيلي الضخم الرئيس الفلسطيني ظهره مسنودا إلى الحائط.
ويعرف الرئيس عباس ودائرته السياسية جيدا أن الشعب الفلسطيني فقد الأمل، بعد ربع قرن من اتفاقات أوسلو. وخلصت نتائج الاستطلاع التي نشرت قبل زيارة عباس إلى نيويورك إلى أن ثلثي الجمهور الفلسطيني يطالب باستقالته. كما اظهر الاستطلاع الذى اجراه المركز الفلسطينى لبحوث السياسات والمسحية برئاسة خليل الشقاقى ان 57 فى المائة من الفلسطينيين لم يعودوا يؤمنون بحل الدولتين بينما يعتقد 74 فى المائة ان ادارة ترامب ليست جادة فى نواياها للتوصل إلى اتفاق سلام.
كما اختفى الأمل الذي غرسه عباس في المجتمع الدولي. واوضح انه حتى لو تخلى العالم عن حل الدولتين فان حوالى 6.5 مليون فلسطينى مازالوا يعيشون بين البحر المتوسط ونهر الاردن. في خطابه، ادعى عباس أنهم لن يختفوا، يتبخرون أو يطردون. وبدلا من ذلك، سيطالبون بحقوقهم الكاملة. وسيتعين على إسرائيل والولايات المتحدة والمجتمع الدولي معرفة كيفية تحقيق ذلك.