في مقال تحت عنوان "في رام الله يتحدثون عن وريث أبو مازن" قال الكاتب الإسرائيلي أوري سفير إن اللواء ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات العامة، يعتبر المرشح الأقوى لخلافة الرئيس أبو مازن.
وأوضح الكاتب في مقاله إن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات كان ينظر له كوريث للرئيس أبو مازن، لكن هذا تغير بعد ما كشف عن إصابته بمرضٍ في الرئة.
ويضيف الكاتب:" ماجد فرج انسان وطني متحمسو له علاقات جيدة مع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وطاقم المفاوضات الأمريكي.
وتابع:" فرج يواجه تحديات كبيرة من حماس ومؤيدي دحلان، إضافة لتحديات من جهات أخرى داخل فتح نفسها.
وفيما يلي نص المقال كما تم نشره : -
من يزور رام الله في الفترة الأخيرة يجد في كل زاوية تقريبًا شعورًا بالتشاؤم، الشوارع تجيش بالشائعات حول وضع الرئيس الفلسطيني الصحي، لقد دخل المستشفى لعدة ساعات في الـ 29 من يوليو، حسب التصريحات الرسمية فإن وضعه الصحي جيد، لكن مواطني رام الله المتشككين يشتبهون بأن هناك أمر غير معتاد في مقر السلطة الفلسطينية بالمقاطعة. إضافة إلى ذلك فإن حديث اليوم يدور حول الوضع الصحي للقيادة الفلسطينية برمتها، وحسب منشورات في الفترة الأخيرة فإن رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات يعاني من مرض عضال في رئتيه وينتظر زرعًا في إسرائيل أو الولايات المتحدة.
مسؤول في منظمة التحرير، مقرب من الرئيس أبو مازن، قال لي ان وضع الرئيس الصحي جيد، لكن وضعه النفسي رديء للغاية في أعقاب فهمه بأنه ليس في الأفق أي تحريك صوب حل الدولتين. أبو مازن قلق للغاية من وضع أمين سره عريقات الذي سيشغل منصب وزير خارجيته عمليًا، والذي أجرى الاتصالات مع الإدارة الأمريكية والاتحاد الاوروبي ومع الدول العربية. من جهة أخرى، أبو مازن يشعر بالحماس من الدعم الكبير الذي تلقاه من الملك عبد الله الثاني خلال زيارته رام الله في الـ 7 من أغسطس.
عريقات يعتبر في نظر الكثيرين الرجل الثاني غير الرسمي، بل وحتى وريث أبي مازن. ذلك المسؤول في منظمة التحرير أكد انه في الوقت الحالي، وبسبب مرض عريقات فإن المناقشات بشأن مستقبل القيادة الفلسطينية في العهد الذي يأتي بعد أبي مازن أيضًا لا تعبر الآن طابو في أوساط الدوائر المقربة من الرئيس. حسب قوله فإن الأمن الوقائي برئاسة الجنرال ماجد فرج له دور رئيسي في الدفاع عن الاستقرار الداخلي، سواء في فترة أبي مازن أو في الفترة التي تليه. اليوم فرج هو أحد الشخصيات القوية في الضفة، وقد خلف في هذا المنصب جبريل الرجوب ويعتبر مقربًا منه.
فرج بالفعل ضابط مخابرات نافع، فهو يتصدى لتحديات حماس من جانب أتباع مسؤول فتح السابق (وخصوم أبي مازن) محمد دحلان العزيز على مصر ودول الخليج، وكذلك من جانب جهات راديكالية داخل حركة فتح نفسها. بالنسبة للكثيرين فرج هو الوريث الطبيعي لأبي مازن، على الأقل في المستقبل القريب. فهو وطني متحمس وله علاقات ودية مع رؤساء المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ويجري اتصالات مع طاقم المفاوضات الخاص برئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب.
مخاوف مشابهة في قضية الخلافة نسمعها أيضًا في إسرائيل، وبالتفكير المتزايد بأن رئيس الحكومة يواجه تقديم لائحة اتهام بحقه في الأشهر القريبة. مسؤول مقرب من رئيس الحكومة قال لي ان رئيس الحكومة مقتنع ان المقصود اصطياد ساحرات. وحسب أقوال ذلك المسؤول نتنياهو واثق ومتأكد انه سيعرف كيف يواجه بنجاح وفاعلية على الساحة القانونية والشعبية أيضًا كما فعل دومًا، وهو ينوي ان يواجه التحدي الماثل أمامه من خلال محاربة اليسار الإسرائيلي والإعلام، اللذيْن - حسب قوله - يسعيان إلى عزله بطريقة ليست ديمقراطية. يعتقد المسؤول ان قيادة "الليكود" جميعها ستظل وفية لنتنياهو على الأقل إلى ان يتخذ المستشار القانوني للحكومة افيحاي مندلبليت قرارًا، وإلى ذلك فإنه يعترف انه في دهاليز الكنيست يمكن الآن ان تسمع أحاديث عن القيادة في إسرائيل، عن العهد الذي يلي نتنياهو.
علامة الاستفهام الحالية التي ترفرف فوق رأس مستقبل رئيس الحكومة يفتح الباب أمام التخمينات بخصوص الأسماء التي ستتنافس في المستقبل على قيادة الدولة عدا عن يائير لبيد من "يوجد مستقبل" وآفي غباي من "العمل". أمين سر نتنياهو رفض التوسع في الموضوع، لكنه أبدى تشاؤمًا عميقا تجاه النخبة السياسية في العهد الذي يلي نتنياهو، يبدو وكأنه صدى صوت سيده عندما وصف السياسيين من جميع الأحزاب بـ "المسؤولين الانتهازيين". من جهته فإن عهد ما بعد نتنياهو ما يزال بعيدًا، وهو يعتقد بأنه سيتقدم قادة آخرون نحو خط البداية من أولئك الذين يسيطرون اليوم على الساحة السياسية في إسرائيل. ولأن مشكل إسرائيل الأمنية آخذة في الازدياد، فالجمهور الإسرائيلي سيوافق على ان يلقى من وراء الدفة شخصية ذات ماضٍ أمني واضح، مع الأسماء التي ألقيت في الفضاء الجوي عد أيضًا يؤاف غالنت وايهود باراك وموشيه يعلون وغابي اشكنازي وآفي ديختر.
يبدو ان عدم الاستقرار في إسرائيل هو نوع من الصور المعكوسة للوضع السائد في رام الله، الأمر الذي يمهد الطريق أمام خريجي المؤسسة الأمنية القوية في الطرفين، والذين من شأنهم ان يمسكوا بمقاليد الحكم أسرع ممّا نتصور. لكن وإلى أن يحدث ذلك فإن الضحية الرئيسية الآن للوضع السياسي على جانبي المتراس هي عملية السلام برعاية الولايات المتحدة.