وجهت هيئة الوفاق الفلسطيني، اليوم الثلاثاء، نداء عاجلا الي مصر للتدخل والعمل على انهاء الانقسام الداخلي، والعودة الى وحدة الصف والموقف بين جميع الفصائل العاملة على الساحة الفلسطينية، خدمة لتحقيق تطلعات شعبنا في التحرير والعودة.
واليكم نص الرسالة التى وجهت الى مصر، ووصل " سما" نسخة عنها:
"إن هيئة الوفاق الفلسطيني وهي ترصد وتتابع التطورات الأخيرة في المنطقة العربية وعلى صعيد قضيتنا الفلسطينية، وأخرها الصمود البطولي والمقاومة الباسلة لشعبنا في الدفاع عن مقدساته الإسلامية، وتصديها لمؤامرات الاحتلال لتهويد المسجد الأقصى المبارك وتقسيمه مكانياً وزمانياً، وإصرارها على اقتلاع البوابات الإلكترونية والكاميرات من على أبواب الحرم الشريف، ودخول أبناء شعبنا المسجد أعزاء وبهامة مرفوعة؛ مهللين ومكبرين، في صفحة مشرقة من محطات النضال الذي وقف فيها أبناء الوطن الواحد من مسلمين ومسيحيين ضد سياسات الاحتلال التعسفية بالمدينة المقدسة.
بيد أن الانقسام القائم والمستمر يبقى هو الغُصَّة التي تحول دون اكتمال فرحة شعبنا وأمتنا ووقوفه على أرضية وطنية مشتركة ووحدة وطنية حقيقية، بعيداً عن حالة التشرذم و المناكفات السياسية التي أصابت الجسد الفلسطيني بالضعف والهوان والإحباط والخذلان.
إن بعض الخطوات المقدَّرة - بين الفينة والأخرى - لمدِّ جسور الوحدة الوطنية ولمِّ الشمل لم تفلح – للأسف – وحنى اللحظة في إعادة الوحدة المنشودة بين أبناء الوطن والشعب الواحد!!
إن مصر الشقيقة والجارة الكبرى التي يجمعنا بها التاريخ والجغرافيا والاعتبارات الأمنية والقومية، تبقى هي معقد الآمال ومحط الرجاء؛ كونها الراعية لملف المصالحة الفلسطينية والحريصة على وحدتنا الوطنية، وفي رحابها تمَّ توقيع وثيقة الوفاق الوطني، التي تبقى المرجعية العملية للإجماع المرجو.
إن هيئة الوفاق الفلسطيني تنتهز هذه الفرصة وهذه اللحظات التاريخية، التي يزهو فيها شعبنا بما حققه أبناؤه المقدسيين والمقدسيات من انتصار عزِّ وفخار على الاحتلال الغاشم، لتناشد الأشقاء في جمهورية مصر العربية باستثمار هذه الأجواء الإيجابية المناسبة، التي انصهر فيها الكل الوطني – مسلمين ومسيحيين - ووقف بكل مكوناته جنباً إلى جنب ذوداً عن حياض الأقصى وبيت المقدس، وذلك بدعوة الفصائل والقوى الفلسطينية وفي مقدمتها حركتي فتح وحماس والهيئات الوطنية الفاعلة، لاجتماع عاجل في القاهرة، للاتفاق على آليات جديدة لإنفاذ بنود وثيقة الوفاق الوطني كاملة، وحلِّ القضايا العالقة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، بهدف إنهاء الانقسام وطي صفحته إلى غير رجعة.
سائلين المولى أن يحفظ مصر الشقيقة وأهلها، وأن تبقى دُرة التاج وأيقونة أمتنا العربية الإسلامية".