صورة بدت مفاجئة لمئات الفلسطينيين الرافضين تركيب إسرائيل بوابات إلكترونية عند مداخل المسجد الأقصى في القدس، كان صاحب الملامح الشقراء، الشاب الهولندي ميخائيل يتنقل بينهم، ويجلس على الأرض بجانبهم، يرابط معهم منذ الصباح وحتى آخر النهار.
كانت إيماءات جسده وومضات عينيه كافية لإيصال الرسالة "أنا متضامن"، حتى أنه كان يشارك المرابطين أمام الأقصى طعامهم الذي يأتيهم من المتطوعين المقدسيين.
ذاع اسم ميخائيل البالغ من العمر 37 عاماً بين المقدسيين، فحاولوا الحديث معه، لكن اختلاف اللغة كان حاجزاً، حتى استطاع أحدهم في المكان معرفة سرّ وجوده بينهم.
ويقول الكاتب المقدسي عيسى القواسمة، الذي تحدّث مع ميخائيل، أنه في البداية طُلب منه أن يصف للشاب الأجنبي، الطعام الذي يأكله، وحينها كانت "القدرة" هي الوجبة التي وزعها المقدسيون على المرابطين الذين يفترشون الأرض عند أبواب المسجد.
ويضيف القواسمة في منشور كتبه على "فيسبوك" ولاقى انتشاراً واسعاً على الشبكات الاجتماعية، "وصفت له باللغة الإنكليزية الوجبة التي يأكلها وهي عبارة عن لحم وأرز، ثم سألته عمّا يفعله هنا، فكانت المفاجأة أنه يعلم عن تاريخ القدس أكثر منا".
ويتابع: "بعد تعمقنا في الحديث أخبرني ميخائيل، أنه وصل من هولندا مؤخراً للرباط مع المقدسيين؛ فهو ملم بطبيعة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بل يعلم الكثير عن تاريخ القدس القديم، كما أنه دارس لتاريخ الديانات في الشرق الأوسط".
صار وجه ميخائيل مألوفاً عند باب الأسباط، حيث الفلسطينيون يواصلون رباطهم، فاعتادوا عليه، كما اعتاد هو على أجواء الرباط والطعام المقدسي الذي يُقدم لهم من الأهالي.
وفي صورة أخرى وقف شاب أميركي في مواجهة مع الشرطة الإسرائيلية عند باب الأسباط، صرخ عليهم بالإنكليزية مطالباً إياهم بإزالة الحواجز عن الأقصى، والسماح للمسلمين بالصلاة واحترام الأديان الأخرى.
وحين تمشي أكثر بين الفلسطينيين عند باب الأسباط، تجد أجنبياً هنا وآخر هناك من مختلف الجنسيات، أتوا القدس من مختلف أصقاع الأرض، لزيارة أكثر الأماكن المقدسة.
وحين علموا بما يجري في القدس منذ 14 يوليو/تموز الجاري، انضموا إلى الفلسطينيين الذينيرفضون المرور عبر البوابات الإلكترونية، ويؤدون الصلاة في الشوارع، ويشاركون في احتجاجاتٍ، كثيراً ما تنقلب إلى العنف؛ وذلك لرفضهم ما يرونه انتهاكاً لترتيبات قائمة منذ عشرات السنين لدخول المصلين إلى الحرم القدسي.
وكان للأتراك والمصريين بصمة كبيرة عند أبواب المسجد الأقصى بالرباط والدعاء، ومنهم من شارك بإطعام المقدسيين، وفق ما ذكرت المقدسية هنادي حلواني.
وتقول حلواني لـ"هاف بوست عربي": " الأتراك هم الأكثر تواجداً معنا هذه الأيام والأكثر دعماً لنا، رباطهم إلى جانبنا يعزز صمودنا وثباتنا، تراهم بالصباح والليل عند باب الأسباط والمجلس، وهناك لجان خيرية تركية تقدم الطعام لنا وللمرابطين".
المصدر :" هاف بوست عربي