ما الذي ينتظر المسجد الاقصى اليوم؟

الخميس 20 يوليو 2017 05:37 م / بتوقيت القدس +2GMT
ما الذي ينتظر المسجد الاقصى اليوم؟



غزة/ خاص سما/

تمام الساعة السابعة والنصف بتوقيت فلسطين، صباح يوم الجمعة الماضية، نفذ ثلاثة شبان فلسطينيون من بلدة ام الفحم عملية بطولية، أسفرت عن مقتل شرطيين اسرائيليين واصابة ثالث بجروح خطيرة، واستشهاد منفذي العملية في ساحات المسجد الاقصى المبارك.

ردة الفعل الاسرائيلية الاولية، تمثلت باغلاق المسجد الاقصى المبارك كليا ولاول مرة منذ عام 67، ومنع المصلين من اداء صلاة الجمعة في رحابه، ما اثار حفيظة المسلمين وغضبهم ولكن ليس بالمستوى المطلوب

اما في مدينة القدس المحتلة، اندلعت مواجهات عنيفة بين جيش الاحتلال المتحصن داخل أسوار المسجد الاقصى والفلسطينيون العزل خارج مدينتهم  يبكون وينظرون بحسرة وقهر والم، كيف تداس مدينتهم على مرأى ومسمع العالم كله، دون أن يحرك ساكناً،وصدقت جولدمائير حينما قالت" ان عندما تم احراق المسجد الاقصى المبارك، ﻟﻢ ﺃﻧﻢ ﻟﻴﻠﺘﻬﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺗﺨﻴﻞ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺳﻴﺪﺧﻠﻮﻥ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺃﻓﻮﺍﺟﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺻﻮﺏ، ﻟﻜﻨﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻃﻠﻊ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ ﺷﻲﺀ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺃﻥ ﺑﺈﺳﺘﻄﺎﻋﺘﻨﺎ ﻓﻌﻞ ﻣﺎﻧﺸﺎﺀ ﻓﻬﺬﻩ ﺃﻣﺔ ﻧﺎﺋﻤﺔ.

القيادي في حركة حماس، إسماعيل رضوان أكد اليوم خلال موجة اذاعية مفتوحة بين الاذاعات الفلسطينية المحلية ، انّ"الفصائل لها دورها، فيما يتعلق بأحداث القدس، وهي حاضرة في الميدان، ومقاومتها على جهوزية تامة للرد على جرائم الاحتلال، وهي في حالة انعقاد شبه دائم، وهناك فعاليات في غزة نُظمت، وبيانات صدرت، ومشاورات في كافة الأصعدة، واتصالات مع الجهات في ذات الإطار".

وأضاف رضوان : "إذا استمرت الاعتداءات على الأقصى، فالمقاومة هي العنوان، وهي في حالة طوارئ، وأعلنت النفير العام غدًا الجمعة، واعتباره يوم غضب، على خطوط التماس مع الاحتلال، خاصة في القدس لإزالة البوابات الإلكترونية، التي وضعت على أبواب المسجد الأقصى ، لبسط السيطرة عليه وتغيير معالمه، التي تمثل رمز كرامتنا".

وشدد، على أن شعبنا جهّز نفسه لإزالة تلك البوابات، كونه الذي يقف في طليعة الأمة للدفاع عن المُقدسات؛ داعيًا كل المؤسسات والعربية والإسلامية لضرورة فتح موجات إذاعية وتلفزيونية متلاحقة لدعم صمود شعبنا وفضح الاحتلال، ومتابعة ما يجري عن كثب ونقله للعالم.  

وتابع : "نحن لا نختلف على خيار المقاومة، المشكلة الرئيسة هو مشروع أسلو في المنطقة، الذي يريد أن ينزعها"؛ موجهًا رسالة للسلطة الفلسطينية قال فيها : "كفى عبثًا بمُقدرات شعبنا، لما أنتم واقفون لا تتحركوا على المستوى الدولي والعربي، ولا على طرق أبواب محكمة الجنايات الدولية، ولا وقف التنسيق الأمني وطلق يد المقاومة".  

وتساءل رضوان : "ما يحدث جريمة حرب ما يحدث، وإذا لم تجمعنا دماء الشهداء والمعاناة في المسجد الأقصى، الذي يقف على محك، لتغول الاحتلال، فما الذي سيجمعنا؟"؛ مُشددًا : "نحن كفصائل جاهزون، وعلى استعداد أن نقدم أغلى ما نملك لأجل أقصانا، وشعبنا قادر على مواجهة الجرائم".  

ووجه رسالة للأمة قال فيها، : "شعبنا يقف يُدافع عنكم أين أنتم وما هي مواقفكم؟، سيسجل التاريخ والأمة أنكم لم تقفوا"؛ داعيًا القوى الوطنية والإسلامية لأن تكون على جهوزية للدفاع عن الأقصى إذا مُس بخطر؛ وعلى السلطة وقف التعاون الأمني، والانحياز للأمة وخيارها ودعم أولى القبلتين، وملاحقة مرتكبي الجرائم؛ وللمحتل نقول : "ستُهزم، واليد التي امتدت للمصلين ستقطع".  

المحلل السياسي هاني حبيب،أوضح لـ" سما" بأن تجربة ماجري قبل بضعة سنوات في الحرم الابراهيمي، وعمليات المقاومة في مدينة الخليل، هي سياسة فرض الأمر الواقع من قبل الاحتلال والعمل على تقسيم الحرم الابراهيمي لصالح المتدينيين اليهود، وتم التضييق على المسلمين في حقهم بالحرم الابراهيمي، فهناك تهديدات اسرائيلية كانت ومازالت مستمرة، هناك عملية تفصيل للمسجد الاقصى من ناحية العملية".  

واعرب حبيب عن خشيته من أن تستغل اسرائيل العملية ، من اتخاذ اجراءات وخطوات توضع بقوة الامر الواقع واختلال الموازين لصالح الدولة العبرية، لأن هناك مطالبات اسرائيلية وتيارات عنصرية متطرفة تدعو الى اخلاء الاقصى خاصة حائط البراق لصالح المتدينيين اليهود.  

ايضا اعرب حبيب عن توقعه باشتداد المقاومة اكثر واكثر لان من قام بتنفيذ العملية شبان من مناطق ال48 وهذه نقلة نوعية، وبالتالي ستقوم اسرائيل باتخاذ اجراءت عنصرية فاشية ضد أهلنا في مناطق 48 في مدينة ام الفحم.

  واشار حبيب الى أن منع الصلاة في المسجد الاقصى هو أكبر تصعيد، لان رد الفعل في غزة سيقتصر على ادانات او بيانات والقيام بمظاهرات مساندة للاخوة الفلسطينيين في الشق الاخر من فلسطين،أما في الضفة المحتلة الوضع سيكون مختلف تماماً، قد يكون هناك امتداد لانتفاضة فلسطينة ثالثة، وبالتالي ستكون فعالية التحركات الفلسطينية اكثر تاثيراً على المستوطنين واسرائيل.

  أما القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، قال ان المطلوب اليوم من أهل الضفة الغربية تحديدًا احتضان القضية، أرضنا تُمس، ومقدساتنا، كل الأوهام والسراب، الذي حاولوا غرسوه بنا، لم يفت في عضددنا، لم يبقى أمامنا سوى مواجهة الاحتلال.

  وشدد على أن السلطة الفلسطينية، مُطالبة أن تُعطي شعبنا خياره، إن لم تستطع احتضان الخيار، فلتُطلق يد المقاومة، لأن الاحتلال مُجرم لا يعرف سوى لغة القوة، ونحن نثق بالمقاومة أنها قادرة على صد ودحر الاحتلال وهمجيته؛ فعدونا لا يفهم سوى لغة السلاح.

  وواصل حديثه : "التواصل مستمر على شعوبنا، واليوم بدأ حراك في عالمنا، وهذه نقطة تحول؛ رغم التحول الذي تعيشه الأمة، قد تكون بعض الصمت في بدايات الإجرام الإسرائيلي، لكن اليوم طالما شعبنا يتحرك، يعني أن أحرار العالم يتوجهون نحو المسجد الأقصى، لأنه عنوان وحدة المسلمين، عليهم أن يدركون، أن المسجد طالما مُحتل يعني العواصم مُحتلة، هذا يجب أن يفهمه العرب والإسلامية".  

ونوه القيادي في حركة الجهاد الإسلامي إلى أن الأقصى عنوان عزتنا، والموقف ليس كالسابق، ولن تقف مكتوفة الأيدي في حال استمر العدوان، على القدس والمسجد الأقصى.   من جانبها اعلنت الفصائل الفلسطينية أن يوم، غدٍ الجمعة، سيكون يوماً مفصلياً في وجه مخططات الاحتلال الإسرائيلي، محذرة من محاولات تمرير اتفاق يعطي الاحتلال السيادة على المسجد الأقصى، مقابل تنازلات وهمية.

اما الفصائل الفلسطينية فقد دعت اليوم في مؤتمر مشترك في مدينة غزة الفلسطينيين في جميع أماكن تواجدهم إلى إقامة صلاة الجمعة في الشوارع والساحات نصرة للمسجد الأقصى.

 وأكدت "الفصائل أن المقاومة الفلسطينية تقف إلى جانب أهلنا في القدس، محذرة من المساس بهم، فالعدوان على المرابطين والمعتصمين سيضع المقاومة أمام واجباتها ومسؤولياتها في الرد على العدوان والتصدي لمخططات الاحتلال، وليتحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن جرائمه وعدوانه وارهابه".  

ودعت الفصائل "المقدسيين إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى بكثافة، يومٍ غدٍ الجمعة، لإيصال رسالة لجميع الأطراف ان شعبنا لا يقبل المساس بالمسجد الأقصى وحقه في السيادة على المسجد الأقصى" .