نفي محمد اشتية عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، إعلان الرئيس محمود عباس قطاع غزة "إقليما متمردا".
وقال اشتية في حوار مع وكالة "الأناضول" التركية في مكتبه بمدينة البيرة بالضفة الغربية، إن لجوء القيادة الفلسطينية لهذا الخيار مستبعد، نظرا لوجود "تبعات كبيرة جدا على ذلك".
وأضاف، إن حركة "فتح" لن تعيد قطاع غزة إلى "الشرعية الفلسطينية" عبر "الدبابات أو الحرب الأهلية، بل بالحوار والاتفاق".
وكانت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، قد قالت الأسبوع الماضي نقلا عن مسؤول فلسطيني لم تذكر اسمه، إن الرئيس عباس يفكر بالإعلان قريبا عن قطاع غزة إقليما متمردا.
وأكد اشتية أن حركة فتح جاهزة للتعاطي مع حركة حماس "فورا"، في حال قبولها لمبادرة الرئيس عباس والمتمثلة بحل اللجنة الإدارية التي تدير قطاع غزة، وتسليم حكومة الوفاق لمهامها والتحضير للانتخابات العامة. وبيّن أن حماس "لم ترد رسميا على مبادرة الرئيس الفلسطيني حتى الساعة".
وقال:" المطلوب من حركة حماس أن تقول إنها توافق على حل اللجنة الإدارية وهذا منطقي، لا يعقل وجود حكومة وطنية في الضفة الغربية وحكومة ظل في غزة، وحينها نحن جاهزون لبدء تطبيق الاتفاقيات".
وكانت حماس قد شكلت في مارس / آذار الماضي "لجنة إدارية" للإشراف على عمل الوزارات الحكومية في قطاع غزة، وهو ما قوبل باستنكار الحكومة الفلسطينية، وبررت حماس خطوتها بـ "تخلي الحكومة عن القيام بمسؤولياتها في القطاع".
ويسود الانقسام السياسي والجغرافي أراضي السلطة الفلسطينية منذ منتصف يونيو / حزيران 2007، عقب سيطرة "حماس" على قطاع غزة، في حين بقيت حركة "فتح" تدير الضفة الغربية، فيما لم تفلح جهود المصالحة والوساطات العربية في رأب الصدع بين الحركتين.
ونفى اشتية صحة الأنباء التي تحدثت عن نية حركته إرسال وفد لقطاع غزة "كفرصة أخيرة لإنهاء الانقسام السياسي".
وقال: "عضو مركزية الحركة عزام الأحمد هو العنوان لدينا، وهو قناة الاتصال مع حركة حماس، الأمر ليس بحاجة لنقاشات، في حال وافقت حماس على مبادرة الرئيس نبدأ التنفيذ فورا".
وطالب القيادي في "فتح" حركة حماس بالتوقف عن التراشق الإعلامي وكيل الاتهامات للرئيس الفلسطيني ولحركته.
وقال: "من يعبث بالقضية الفلسطينية هو الذي لا يريد المصالحة، ونحن نجدد الدعوة لإنهاء الانقسام، حماس لا تريد أن تتعامل مع حكومة الوفاق الوطني بالرغم أنها سمت وزراء فيها، بالتالي أنتم شركاء في الحكومة، فدعوها تأخذ صلاحياتها".
وجدد تأكيد رفض حركته "فرض عقوبات جماعية على قطاع غزة".
لكنه قال: "نواجه مشكلة حقيقية بدفع فاتورة الكهرباء والبترول لمحطة التوليد في غزة، في المقابل تجبي حماس الفواتير من المواطنين لخزينتها، بالتالي من يجمع الفواتير عليه أن يسدد ثمن الكهرباء للسلطات الإسرائيلية، أو يكفوا أيديهم عن إدارة قطاع غزة وتتحمل الحكومة كل مسؤولياتها".
وكانت إسرائيل قد قالت بداية الشهر الجاري، إن السلطة الفلسطينية أبلغتها بقرارها التوقف عن دفع أثمان الكهرباء التي تمدها "تل أبيب" لقطاع غزة.
وبدأت إسرائيل فعليا بتقليص إمداداتها من الكهرباء لقطاع غزة، حيث خفضتها 16 ميغاواط أمس وأول أمس.
**دحلان ومصر
وحول الأنباء التي تحدثت عن وجود اتفاق بين حركة حماس والقيادي السابق في فتح محمد دحلان بشأن "حل المشاكل التي يعاني منها قطاع غزة، برعاية مصرية، قال اشتية: "لا علم لنا بما جرى وما سمعناه فقط في الإعلام".
وتابع: "من يريد حل مشكلة قطاع غزة فعليه أن يذهب للمصالحة فهي الطريق الأسهل والأسرع".
كما نفى وجود توتر في العلاقة بين القيادة المصرية والسلطة الفلسطينية، على خلفية رعاية الأولى لمحادثات "دحلان وحماس".
وقال: "أي اجتماع في القاهرة لا يعني أن يكون بترتيب من السلطات المصرية".
وأشاد بالعلاقات الفلسطينية المصرية، قائلا: "الرئيس مؤخرا زار القاهرة، وهناك قنوات اتصال يومية مفتوحة مع الأشقاء في مصر".
وتابع: "نتفهم أن هناك احتياجات أمنية مصرية بشأن ما يدور في قطاع غزة، وقد دعت السلطات المصرية وفدا من حركة حماس لذلك، المصريون لديهم قراءة خاصة بهم في هذا المجال، لكن ذلك لا يعني أن العلاقة مع السلطة الفلسطينية في توتر أو ما شابه".
وقال: "ندعو حماس للحديث مع الرئيس الفلسطيني رأس الشرعية، ومع حركة فتح، بدلا من البحث عن حل لقطاع غزة عبر بوابات عربية أو إقليمية".
وكان القيادي البارز في حركة حماس خليل الحية، أكد الأحد الماضي نبأ اجتماع حركته مع قيادات مقرّبة من محمد دحلان، بهدف بحث سبل حل "المشاكل التي يعاني منها قطاع غزة".
ومنذ سنوات، يسود خلاف حاد بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ودحلان، الذي فُصل من حركة "فتح" في يونيو / حزيران 2011، بعد تشكيل لجنة داخلية من قيادة الحركة وجهت إليه تهما بعضها خاص بفساد مالي، وهو ما ينفي صحته.
كما تحدثت تقارير صحفية عن وجود توتر في العلاقات بين مصر والرئيس عباس، على خلفية رفض الأخير التصالح مع القيادي المفصول "دحلان".
وفي 12 يونيو / حزيران الجاري، عاد وفد قيادي من "حماس" إلى قطاع غزة قادماً من العاصمة المصرية القاهرة، عقب زيارة استمرت أسبوعا التقى خلالها مسؤولين في جهاز المخابرات المصرية.
**الأزمة الخليجية
وبشأن الأزمة الخليجية، أكد المسؤول في حركة "فتح" اعتماد السلطة الفلسطينية مبدأ "الحياد" بشأنها.
وقال اشتية: "القيادة الفلسطينية حريصة على عدم التدخل بالشأن الداخلي للدول العربية، ونتمنى حل الخلاف قريبا".
وقال: "إسرائيل تعيش عصرا ذهبيا، والعالم العربي يعيش عصر انحطاط، نحن نقول إن أي ألم يلحق بأي دولة عربية يؤلم العمود الفقري الفلسطيني".
وتابع: "موقفنا من الأزمة الخليجية واضح، كما بقية الدول، نؤمن بأن الحل بالحوار والمصالحة، ونحن على يقين أن الأزمة الخليجية ستحل قريبا".
المصدر: الاناضول