تناولت الصحف الإسرائيلية الصادرة، صباح اليوم الأربعاء، خبر تعيين الأمير محمد بن سلمان وليًا لعهد المملكة العربية السعودية بغزارة، إذ وصفت القرار الملكي بأنه دراماتيكي نظرًا لعمر الأمير الذي لم يبلغ الـ 32 عاما بعد.
"محمد بن سلمان هو ولي العهد الأصغر سنًا في تاريخ السعودية"، "تغيير سياسي دراماتيكي في السعودية" كتب صحفيون إسرائيليون على "تويتر"، تعليقًا على القرار الملكي الذي أصدره الملك سلمان بن عبد العزيز بتعيين نجله محمد بن سلمان وليًا للعهد مكان الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز.
وفي حين وصفت بعض الصحف التغيير السياسي بأنه "هزة سياسية في المملكة" مثل موقع صحيفة "معاريف"، وقالت إن الملك أطاح بولي العهد الحالي لصالح تعيين ابنه؛ أكدت أخرى أن التغيير كان متوقعًا لأن الأمير محمد بن سلمان كان الشخص الأقوى في المملكة منذ تولي الملك سلمان العرش، وكان واضحا منذ البداية أنه الشخص الذي سيقود المملكة في المستقبل، لكن المفاجأة تبقى التوقيت ودلالاته.
وكتبت الصحيفة الإسرائيلية والخبيرة في الشؤون العربية شيمريت مئير، فور إعلان التعيين في تعليق على "تويتر"، أنه "حين ردد ترامب القول بأنه التقى الملك سلمان وأن الملك رجل ذكي جدًا، كان يقصد نجله"، وأضافت مئير ان تعيين محمد بن سلمان كان متوقعًا، لكن الأمر لا يخلو من الدراما.
وتداول الصحفيون الإسرائيليون صورة ولي العهد المعين جديدًا، وهو يقبل يد الأمير محمد بن نايف الذي تم إعفاؤه من المنصب، وبايع الأخير. وأشار الصحفيون الإسرائيليون إلى أن التغيير السياسي في الدولة لا يتعدى كونه قرارات عائلية.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن محمد بن سلمان هو صاحب فكرة قطع العلاقات مع قطر، ويعد من أقوى الزعماء في المنطقة، وقد شغل منصب وزير الدفاع (سيحتفظ بهذا المنصب) وكان العقل المدبر وراء العملية العسكرية السعودية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين في اليمن. وإلى جانب الخطط السياسية والحربية التي يقودها الأمير الشاب، فقد وضع خطة اقتصادية طموحة قبل أشهر لتقليص اعتماد السعودية على النفط وتطوير اقتصاد متقدم.
أما بالنسبة لإسرائيل، فيعد التعيين تطورًا إيجابيًا لأن الأمير محمد بن سلمان يقود حربًا حازمة ضد الإرهاب والتطرف، كما يأتي التعيين على خلفية الحديث عن تقارب في العلاقات بين إسرائيل والسعودية. وفي هذا الشأن، أكد وزير الإعلام الإسرائيلي أيوب قرا أن إسرائيل والسعودية تقيمان بواسطة وسطاء أمريكيين قناة تواصل لتطوير العلاقات الديبلوماسية بينهما.
وذكر قرا أن الجانبين ناقشا خطوات ممكنة لتطوير العلاقات بينهما في اليوم التالي لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، ومن هذه الخطوات إتاحة إقامة شركات إسرائيلية في السعودية، وفتح المجال الجوي السعودي للطائرات الإسرائيلية.