الاتحاد الأوروبي يساند تحسين نفاذ الشركات الفلسطينيّة إلى التّمويل

الأحد 11 يونيو 2017 01:33 م / بتوقيت القدس +2GMT
الاتحاد الأوروبي يساند تحسين نفاذ الشركات الفلسطينيّة إلى التّمويل



فلسطين / سما /

يدعم الاتحاد الأوروبي المؤسّسات الميكرويّة والصّغرى والمتوسّطة على النموّ بتحسين نفاذها إلى التّمويل وذلك مشروع "تحسين بيئة الأعمال في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​".

تشكّل الشركات الفلسطينيّة الميكرويّة و الصّغرى و المتوسّطة العمود الفقري للاقتصاد في فلسطين و هي تصل إلى قرابة 38000 مؤسّسة و تمثّل أكثر من 95% من مجموع الشركات في البلاد و رغم الدّور الهام الذي تضطلع به في التّنمية الاقتصادية و في الحدّ من الفقر فهي تواجه تحدّيات كبرى و من أهمّها النّفاذ إلى التّمويل.

ويساهم الاتحاد الأوروبي عبر مشروعه "تحسين بيئة الأعمال في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​" في تحسين نفاذ هذا الصّنف من الشركات إلى التّمويل بالمساعدة على إعداد ودفع توصيات من أجل تمكين الشركات الميكرويّة والصّغرى والمتوسّطة من الوصول إلى التّمويل وتيسير الحوار بشأن تخفيف مخاطر رأس المال ضمن الدّائنين.

EzPilot هي مؤسّسة فلسطينيّة صغيرة الحجم تعمل في مجال جمع البيانات و خدمات التّحليل باستخدام التكنولوجيات الحديثة و التّطبيقات المحمولة و هي تستعرض بإسهاب التحدّيات التي تواجهها الشركات الفلسطينيّة الميكرويّة و الصغرى و المتوسّطة لتتمكّن من النّفاذ إلى التّمويل في مسارها نحو النموّ.

يصف منشورتمهيدي EzPilot على أنّها حلّ آليّ يسمح بتقديم خدمات ذات جودة عالية في مجال جمع البيانات والتّحليل ومتابعة المسارات مع دمج الوسائط المتعدّدة كما أنّها حلّ أخضر يسمح بالقضاء على استخدام الورق في عمليّة جمع البيانات وتحليلها. 

.صاحب الشركة هو صالح حسين البالغ من العمر 23 سنة و ينحدر من قرية زيتا في شمال الضفّة الغربيّة وتمكّنحسين من جمع الأموال الضروريّة لاطلاق شركتهمن خلال القيام بمشاريع صغيرة تتمثّل في تقديم خدمات تكنولوجيّة كتركيب البرمجيّات أو ربطها بالشبكات.

ورغم وجود طلب كبير على الحلول التي تعرضها شركته يواجه حسين مصاعبا لتطويرها بسبب ضعف رأس ماله ويشرح لنا ذلك بقوله: " لا يمكنني حاليّا أن أقبل بأكثر من مشروع واحد في ذات الوقت ولو كان لي المزيد من المال لتمكّنت من اقتناء لوحات أخرى ومن تدريب المزيد من فرق جمع البيانات".

وقد حاول حسين الحصول على تمويلات لتنمية مشروعه ولكنه لم يفلح في ذلك وشارك يوم 8 فبراير 2017 في ندوة نظّمها في رام الله المشروع الأوروبي "تحسين بيئة الأعمال في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​" تحت عنوان " الحثّ على ريادة الأعمال ونمو المؤسّسات الميكرويّة والصغرى والمتوسّطة في فلسطين: ما المطلوب من القطاع المالي للاضطلاع بدور أكبر في مرافقة باعثي المشاريع ونمو المؤسّسات الميكرويّة والصغرى والمتوسّطة في فلسطين؟" متمنّيا أن يساهم في حوار بنّاء حول هذه المسألة التي حدّت آفاقه وامكانيّة حصوله على قرض مخصّص للأعمال.ويرى حسين انّ المستثمرين المهتمّين بالمؤسّسات النّاشئة مثل مؤسّسته يدرسون بعمق المخاطر المرتبطة بالاستثمار في الأفكار الجديدة ويحاولون فرض إرادتهم على كيفيّة إدارة المشروع وتطويره.

ومن جانب آخر لا تقبل البنوك على تمويل المشاريع مثل EzPilotالتي تخصّص الكثير من مواردها الماليّة للبحث والتّطوير دون أن يكون لها الكثير من النتائج الملموسة لاستعراضها حيث قال لنا حسين: " طلبت منّي البنوك الكثير من الضّمانات ولكنّ أثمن شيء كنت أمتلكه هو حاسوبي المحمول كما أنّ شفرتي الخاصّة بالبرمجة لا تساوي شيئا بالنسبة لموظّف البنك المكلّف بمنح القروض".

نغم حلواني صاحبة مشروع Mama’s Delights شاركت أيضا في النّدوة وتوافق على الأفكار التي طرحها حسين فقد انطلقت نغم في مشروع الحلويّات في منزلها وعملت على التّرويج بمفردها مستخدمة شبكة فيسبوك قبل أن يتزايد الطّلب على منتجاتها ممّا أقنعها بفتح متجر في رام الله.

تقول نغم انّ الشّروط التي تفرضها البنوك لم تكن في متناول مشروعها النّاشئ ومنتجاتها الجديدة وانّها واجهت إشكالا بشأن قيمة القرض الممنوح مقارنة بالمبلغ الذي كانت تحتاجه لإرساء مشروعها حيث لم يمنحها البنك سوى 45 ألف دولار من أصل الثمانين ألف دولار التي طلبتها كما أنّ نسبة الفائدة كانت مرتفعة "حيث اعتبر البنك القرض الذي طلبته قرضا فرديّا ولم يعر أيّ اهتمام لمشروعي" وأضافت قائلة:" كما فرض البنك شرط اقتناء معدّات جديدة بينما كنت قادرة على اشتراء تجهيزات بأسعار أقلّ".

يشترك الاتحاد الأوروبي عبر مشروع "تحسين بيئة الأعمال في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​" مع عشر بلدان من منطقة الجوار الجنوبي لمعالجة المشاكل والتحدّيات التي تواجه الشركات مثل EzPilotوMama’s Delights و الشركاء العشر هم الجزائر و مصر و إسرائيل و الأردن و لبنان و ليبيا و المغرب و فلسطين و سوريا و تونس.

يساهم مشروع "تحسين بيئة الأعمال في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​" منذ سنة 2014 في السعي إلى تحسين بيئة الأعمال لفائدة المؤسّسات الميكرويّة والصّغرى والمتوسّطة في المنطقة الجنوبيّة للجوار الأوروبيتماشيا مع أفضل الممارسات الأوروبيّة ووعيا منه بقدرة هذه المؤسّسات على المساهمة في بعث نموّ متين و دامج و مستدام في أغلب بلدان الجوار الجنوبي.ويهدف المشروع إلى رفع الوعي و دعم الحوار الاستراتيجي حول تنمية المؤسسات الميكرويّة و الصّغرى و المتوسّطة بما في ذلك النّفاذ إلى التّمويل و يساهم المشروع أيضا في تحقيق الهدف الاستراتيجي للشراكة الأورومتوسطيّة المتمثّل في إقامة فضاء من الرّفاه المتبادل بين الاتحاد الأوروبي و البلدان المتوسطيّة الشريكة.

ويدرك المشروع أنّ روّاد الأعمال يعيشون صعوبات في البحث عن تمويلات لمشاريعهم خلال مراحل البعث والتّطوير الأولى وتشير الدّراسات الحاليّة بكلّ وضوح إلى أنّ النّفاذ إلى التّمويل مازال غير كاف بالمقارنة مع الحاجيّات الإجماليّة لتلك المؤسّسات حيث لا تصل نسبة القروض التّمويليّة لفائدة المشاريع الميكرويّة والصّغرى والمتوسّطة في أغلب البلدان المتوسطيّة إلى 20%.

وقالت منال شكوكاني وكيل وزارة الاقتصاد الفلسطينية في الكلمة التي ألقتها خلال ندوة رام الله أنّ مشروع "تحسين بيئة الأعمال في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​" قد ساعد الوزارة على تقييم سياساتها بشأن المؤسّسات الميكرويّة والصّغرى والمتوسّطة في فلسطين والتعرّف على التحدّيات مثل النّفاذ إلى التّمويل وخاصّة فيما يتعلّق بالمؤسّسات الناشئة، كما ساعد على إعداد سياسات من قبل السّلطة النقديّة الفلسطينيّة لرفع هذه التحدّيات.

وعبر متابعتها لمشروع "تحسين بيئة الأعمال في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​" تدرك وكيل الوزارة انّه لا توجد بعد سياسة تركّز على خلق بيئة ملائمة للمستثمرين وللشركات الميكرويّة والصّغرى والمتوسّطة ولروّاد الأعمال ولذلك فقد"أصبح ذلك يمثّل أحد أهمّ أهداف استراتيجية التّنمية الاقتصادية في الأجندة السياسيّة الوطنيّة".

كما تعزو منال شكوكاني لمشروع "تحسين بيئة الأعمال في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​" تيسير الحوار لمعالجة مسألة النّفاذ إلى التّمويل مما سيمكّن من إحداث تغيير نوعيّ على مستوى المؤسّسات المقرضة في استهدافها لقطاع المؤسّسات الميكرويّة والصّغرى والمتوسّطة رغم التردّد بسبب المخاطر الكبرى في المجال وقالت في هذا الصّدد:" لقد خلق المشروع تناغما بين جانبي العرض والطّلب على مستوى رأس المال ففي السابق كان جانب العرض يعمل بطريقة مستقلّة عن جانب الطّلب و لم يشارك الجانبان معا سوى عبر المشروع" كما أعلنت بأنّ مبلغ القروض الممنوحة للمؤسّسات الميكرويّة و الصّغرى و المتوسّطة سيعرف تغيّرا جذريّا و بأنّها متفائلة جدّا فبفضل مساهمات مشروع "تحسين بيئة الأعمال في منطقة البحر الأبيض المتوسط ​​"سيصبح الطّريق الذي تسلكه المؤسّسات الناشئة مثل EzPilot و Mama’s Delights أكثر سلاسة.