فيما أعلنت دولة عربية تلو الأخرى، أنها قطعت العلاقات مع قطر، لم يكن رد فعل قناة الجزيرة المملوكة للإمارة الصغيرة مثل باقي وسائل الإعلام ولم تبرز تلك الاخبار بصورة مباشرة إذ قامت بتحديث شريطها الإخباري غير أن مذيعيها لم يتفوهوا بحرف.
ولم تبدأ القناة في تغطية الحدث، إلا عندما أصدرت وزارة الخارجية القطرية بيانا قالت فيه، إن قطر تواجه حملة من الأكاذيب والفبركة بهدف وضعها تحت وصاية.
وقال محمد المسفر، وهو واحد من عدة محللين قطريين استضافتهم القناة للتعقيب، "هذا الأمر كان مبيتا منذ 2014…لكنه خرج بعد قمة الرياض"، في إشارة إلى اجتماع الشهر الماضي حضره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقطعت أقوى دول في العالم العربي العلاقات مع قطر يوم الاثنين، بسبب دعمها للإسلاميين وإيران.
ونسقت السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين التحرك فيما بينها، بينما انضم اليمن وحكومة شرق ليبيا وجزر المالديف إلى التحرك في وقت لاحق.
ولم تركز الجزيرة، على البيانات والتصريحات التي صدرت عن هذه الدول، بل خصصت وقت البث لوزيري الخارجية الأمريكي والتركي ولمستشار للرئيس الإيراني حسن روحاني الذين دعوا جميعهم للحوار. والقناة في قلب الجدل، إذ يتهم حكام عرب قطر باستخدام القناة بوقا لمهاجمتهم.
وتكهنت وسائل إعلام محلية في الدول التي قطعت العلاقات، بأن الجزيرة ستُغلق في مسعى من قطر لتهدئة جيرانها الغاضبين، لكن في الوقت الذي يشعر فيه الصحفيون العاملون هناك بالقلق من الأزمة، فإنهم على قناعة بأن قناتهم ستصمد.
وقال أحد الصحفيين العاملين في الجزيرة الإنجليزية، "الكل مصدوم من التصعيد، لكن لا أحد يعتقد أن القناة ستغلق أبوابها.. هذا أمر لن يتخلى عنه القطريون".
وفي وقت لاحق في ذلك اليوم، ركزت الجزيرة على الأخبار القادمة من واشنطن، والتي تشير إلى أن ترامب يريد رأب الصدع في الخليج بالإضافة لبيانات الكرملين التي تدعو للوحدة في المعركة ضد التشدد.
وعرض بيان للبيت الأبيض، يقول إن ترامب سيعمل لتهدئة الأجواء بين دول الخليج العربية لأكثر من ساعة على شاشات الجزيرة، بينما تجاهلته قنوات سعودية وإماراتية.
وحتى عندما أبلغ مسؤول كبير في إدارة ترامب رويترز، أن بعض تصرفات قطر تثير قلق جيرانها في الخليج تجاهلت الجزيرة التصريحات، بينما أبرزتها قنوات خليجية أخرى.
رويترز