حتى وهو طفل كان ترامب بمثابة "رعب": يرمي طفلاً بالحجارة في حظيرة اللعب.. يتباهى بأنه تسبب في كدمات حول عين المدرس.. فهل تعتقد أن الرئيس متنمر في الوقت الحالي؟ ينبغي أن تلقي نظرة عليه عندما كان طفلاً!
يعتبر كتاب "الكشف عن ترامب" Trump Revealed سيرة ذاتية جديدة عمل على جمعها صحفيون يعملون بجريدة واشنطن بوست الأميركية.
تحدث الصحفيون إلى الكثير من الأشخاص ممن كانوا على معرفة بالرئيس رقم 45 في طفولته، وفقا لما ورد في تقرير لصحيفة Daily Mail البريطانية.
الشخصية ذاتها
ووفقا للكتاب فإنه ترامب يصرّ حالياً على أن يُصبح الشخصية نفسها التي كان عليها عندما كان في المراحل الأولى من الدراسة، وفي ظل سيطرته على أجهزة التشغيل النووية تعتبر هذه الملاحظة في غاية الخطورة.
يقول المؤلفون بات أحد المتنمرين الصغار الذين يحبون جذب الفتيات من شعرهن وإلقاء الحجارة على طفل في مكان لعب الأطفال رئيسا لأقوى دولة في العالم.
يعرف رفقاء الفصل الثرثارون كل شيء عنه وأنه لا يُقر بالخطأ وأنه تباهى عندما تسبب لمدرس الموسيقى في كدمات حول عينيه. كان يحب العروض الرياضية ويتوق إلى سماع تصفيق الجمهور، لكنه من الممكن أن يهشم مضرب البيسبول في نوبة من الغضب إذا لم يربح.
متغطرس، ومتحامل، وحساس، ومصمم ولا يتعامل بشكل لائق إطلاقا مع النساء- فهل صورة الطفل الذي نشأ في الخمسينات بضواحي نيويورك تُظهر على الرجل البالغ الذي يهيمن حالياً على الساحة العالمية؟.
قال أرسطو :"أعطني طفلاً في السابعة وسأخبرك كيف سيكون عندما يكون رجلا"، ودونالد ترامب، بلغ 70 سنة حالياً، وهو يصر بعد أن أصبح الرئيس رقم 45 للولايات المتحدة على أنه يتمتع بالشخصية نفسها التي تمتع بها عندما كان في المراحل الأولى من الدراسة.
فطبقاً لكتاب Trump Revealed، وهو عبارة عن سيرة ذاتية جمعها صحفيون منWashington Post تحدثوا إلى الكثير من الأشخاص الذين يعرفون ترامب أثناء طفولته، بأنه كان يرى دوما أنه ليس مُخطئاً في ذلك.
وُلد في يونيو/حزيران عام 1946، وكان ترامب هو الابن الرابع من بين 5 أطفال أنجبهم فريد ترامب، الذي عمل في مجال البناء بحي كوينز وكذلك في مجال التطوير العقاري، وزوجته ماري التي وُلدت في أسكتلندا وهي أحد المهاجرين الذين هربوا من الفقر على جزيرة لويس والتقت فريد في حفلة راقصة بنيويورك. كان ترامب الأكبر عنيداً وأحد البطاركة المتسلطين ممن يرتدون سترة ورابطة عنق حتى في المنزل.
ونتيجة لإخلاصه للعمل، أصبح ثرياً للغاية قبل أن يُولد نجله دونالد. وعاشوا في منزل مكوّن من 23 حجرة مبني من الطوب الأحمر على الطراز الجورجي في منطقة جامايكا ستيت الثرية المجاورة لحي كوينز.
كانوا مثار غيرة جيرانهم؛ لأنهم يمتلكون سائقاً خاصاً، وطاهياً، وتلفزيوناً مُلوّناً، ونظام الاتصال الداخلي وسيارتين من طراز كاديلاك بأرقامٍ خاصة متتابعة .
وجعل ترامب الأطفال المحليين يشعرون بالغيرة، من خلال دراجة السباق الإيطالية التي تصل سرعتها إلى 10 كيلومترات وكذلك من خلال نموذج قطاره العملاق.
هدد بإبلاغ الشرطة
ترك ترامب انطباعاً واضحاً لدى جيرانه وزملاء الفصل والمدرسين؛ لأن العديد منهم يمكن أن يتذكروا على الأقل إحدى الحكايات النادرة المتعلقة به منذ 60 عاماً مضت.
عندما ارتدت كرة إلى حديقتهم، هددهم بأنه سيبلغ والده والشرطة بالمسؤولين عن ذلك.
كان دينيس بيرنهام، الذي عاش في المنزل المجاور، طفلاً عندما وضعته والدته في حظيرة اللعب بالحديقة. وعادت بعد دقائق قليلة لتجد الرئيس الأميركي الحالي، الذي كان يبلغ حينها 5 أو 6 أعوام، وهو يقف أمام السور ويرمي الطفل الصغير بالحجارة.
وحذرت والدته دينيس بأن يبقى بعيداً عن عائلة ترامب؛ لئلا يضربه متنمر العائلة.
وقال أحد الأطفال المحليين الآخرين، ستيفن ناتشيتجال، طبيب يبلغ حالياً 66 عاماً، إنه لم ينسى أبداً ترامب، "المتنمر الثرثار"، عندما قفز ذات مرة عن دراجته وانهال بالضرب على طفل آخر.
مكثت الصورة المزعجة في أذهانه عقوداً لاحقة، وقال: "لأن ذلك من الأشياء الغريبة للغاية والمرعبة في هذه السن".
وانقض دونالد الصغير -ومن ضمن أسمائه المستعارة في المدرسة دوني، والبوق أو ترامبيت، والرأس المُسطح (بسبب تسريحة البومبادور لذوي الشعر الأشقر التي لازمته حتى في صِغره)- بكل قسوة على أخيه الأصغر، روبرت، وهو طفل هادئ وحساس.
ماذا فعل مع شقيقه ؟
وأحب أيقونة العقارات المستقبلي أن يتباهى بالكيفية التي استولى بها على بنايات روبرت، وكان مسروراً للغاية بما شيده، وألحق المباني بعضها ببعض؛ حتى لا يتمكن شقيقه من استخدامها مجدداً.
دائماً ما يكون المتنمرون جبناء، ولكن يتمتع دونالد بجانب جريء. يقول فرانك بيجز، جليس الأطفال السابق، إنه اصطحب الطفل الذي يبلغ 5 سنوات للتحقق من أنابيب الصرف التي وُضعت في المنطقة المجاورة.
وما أثار دهشته عندما حل الظلام أن الطفل تبعه في الظلام دون كلل.
ذهب ترامب برفقة أشقائه إلى إحدى المدارس الابتدائية المرموقة الخاصة تُسمى Kew-Fores، حيث أصبح مشهوراً بشكل سريع؛ نظراً لشغبه، حيث اعتاد التنقل مع عصابة من الأولاد ممن يجذبون شعر الفتيات ويتحدثون في أثناء الحصة.
وذكرت مدرّسته السابقة آن تريز أنه "كان عنيداً للغاية وقوي الإرادة. كان يجلس طاوياً ذراعيه وتعتليه تلك النظرة -واعتدت استخدام كلمة (بالتأكيد)- ويجبرك على قول شيء أو آخر لا يناسبه".
وتذكر ديتو، أحد زملاء الفصل السابقين، صبياً لا يُقر أبداً بخطئه، مهما كان الأمر تافهاً. وأضاف قائلاً: "يشتهر بأنه يقول أي شيء يخطر بباله".
أمضى ترامب وقتاً طويلاً في الاحتجاز حيث أُطلق على العقوبة اسم "DT" (الحرفين الاولين من اسمه دونالد ترامب) تكريماً له.
عندما كان في السابعة، انتزع ضفائر زميلته بالفصل شارون مازارلا. وطاردته في الدور السفلي وأبرحته ضرباً على رأسه بصندوق الغداء المعدني.
لماذا فصل من المدرسة ؟
ويعترف ترامب بأنه اعتاد إثارة المشاكل في المدرسة الابتدائية، وصرح بعد مرور سنوات: "أحببت إثارة الأمور كما أحببت اختبار الناس. لم تكن النوايا خبيثة بقدر ما كانت عدوانية".
وتباهى ترامب على مدار فترة طويلة، بأنه فُصِل من المدرسة حين بلغ الثامنة؛ لأنه تسبب في كدمة لمدرس الموسيقى حول عينه، "أعتقد لأنه لم يعرف أي شيء في الموسيقى".
ومع ذلك، ظهر الأمر فيما بعد على أنه مبالغة من ترامب. وذكر المدرس تشارلز وولكر، أن ترامب اعتاد جذب الانتباه بشكل كبير. وبلغه وهو على فراش الموت أن ترامب يخوض المعترك الرئاسي، فقال إنه حتى عندما كان دوني في العاشرة من عمره، كان "غبياً".
حظي ترامب بنجاح أكثر في المجال الرياضي عنه في الدراسي داخل الفصل. كان يعشق البيسبول، وغني عن القول، إنه كان يلعبها بطريقة عدوانية. فقد كان يُفضل ضرب الكرة مباشرة في اتجاه اللاعبين متلقي الكرات بدلاً من أن يضربها بعيداً عنهم.
ويذكر أحد زملائه في الفريق أنه أعطاه المضرب ذات مرة، ليراه فحطم المضرب بعنف على الخرسانة ويتسبب في تصدّعه ولم يبالِ حتى بالاعتذار.
وتقدم حياة ترامب المنزلية حلولاً لمنافسته الشرسة ومهاراته الاجتماعية المحدودة في المدرسة.
كيف شكل والده شخصيته كقاتل صغير؟
وكان ترامب الأكبر ذو الشارب بخيلاً وصارماً، ومصمماً على تقييد موارد أبنائه حتى يتبعوه في حياته؛ ليصبحوا رجال أعمال قاسين في خفض التكاليف.
منع الأطفال من امتلاك حيوانات أليفة أو مناداة بعضهم بعضاً بأسماء مستعارة داخل المنزل، وحثهم على كسب بعض المال من جمع الزجاجات الفارغة من أجل مصروفهم. وحث دونالد وأشقاءه كي يصبحوا "قتلة" في كل ما يفعلونه.
وحصل دونالد الصغير وزميله بالمدرسة بيتر برانت، الذي أصبح رائداً من رواد النشر، على بعض الحرية بالتسلل خلسة إلى مانهاتن صباح أيام السبت والتسكع حول المدينة الكبيرة.
وباتت قصة West Side Story الموسيقية التي تتحدث عن العصابات المتحاربة الأفضل ببرودواي في هذا الوقت، وتمكن الصبيان من تقليد السفاحين بشرائهم المطواة من محلٍ اشتروا منه قنابل الرائحة الكريهة والقيء المزيف.
مدرسة عسكرية
بدا ترامب وكأنه هذا المتمرد الخطير، ولكن عندما اكتشف والده المتسلط مجموعة السكاكين وسر جولاته أيام السبت، قرر اتخاذ إجراء صارما.
ففي عام 1959، التحق دونالد البالغ من العمر 13 عاماً بالأكاديمية العسكرية في نيويورك، وهي إحدى المدارس الداخلية ذات النظام العسكري الصارم وتبعد 70 ميلاً عن المدينة.
وتكهن البعض بأن ترامب لم يتغلب على هذا النفي من جانب والده وحاول جاهداً التعامل مع الأمر. وبعد أن تخلى عن قصة شعره والتزم بقصة شعر العسكرية، خضع ترامب لنظام حمية قاسٍ يُشرف عليه قائد التدريب الذي يضرب الطلاب في الوجه إذا خالفوه، ويعاقب المقصرون في الأكاديمية بجعلهم يلعبون مباريات الملاكمة مع بعضهم البعض.
من ضمن المخالفات عدم تلميع الحذاء، "عدم السير بالشكل المناسب" والإمساك بيد فتاة شابة". وبعد مرور سنوات، تذكر ثيودور دوبياس، رقيب التدريب، "كيف رغب ترامب في أن يُصبح الأول في كل شيء - وكان يرغب في أن يعرف الناس أنه الأول".
لقد كان ذلك بمثابة المكان الذي يمكن لترامب، الممتلئ الجسم ولاعب القوي والمنافس الشرس، أن يحقق النجاح فيه، وبالفعل تمكن من ذلك.
أحب المنافسة على ميداليات أفضل الأسِرّة المرتبة وأفضل حذاء مُلمع؛ ما أكسبه سمعة بأنه شديد الدقة بشكل ملحوظ، على غرار والدته التي وُلدت في أسكتلندا. كما تباهى كثيراً بنجاحات والده في مجال الأعمال، مؤكداً لزملائه أنه سيصبح مشهوراً يوماً ما.
وروّج بشكل مطرد بين الطلاب ليصبح قائداً -نوع من المثالية- وأحب ممارسة السلطة على الرغم من أنه كان يتحدث بلطف على نحو شهير.
وأمر ذات مرة بضرب أحد الطلاب على مؤخرته بالمكنسة؛ لأنه أدى التدريبات بشكل سيئ! وفي جولة تفتيشية، وجد أحد الأسِرّة غير المرتبة فقام بإلقاء الملاءات على الأرضية.
ويذكر مالكها الغاضب، تيد ليفين، أنه ضرب ترامب بالمكنسة وعندها حاول دونالد المهتاج دفعه من نافذة من الطابق الثاني قبل أن يفض الطلاب الآخرون الاشتباك بينهما.
ويضيف ليفين أن ترامب هدد دائماً بأنه سيُحطم أي شخص يتحداه.
وعلى الرغم من ذلك، كان يتمتع بجانب جيد؛ كان يحب الاستماع إلى ألفيس بريسلي وجوني ماتيس على جهاز التسجيل الكهربائي.
فالرجل المشهور حالياً بلونه البرتقالي، كان من حين لآخر يرتدي مصباحاً للأشعة فوق البنفسجية على رأسه ويخبر زملاءه في الغرفة بأنه حان وقت التعرض للشمس. ويمزح قائلاً: "سنذهب إلى الشاطئ".
علاقته بالنساء
وأزعج ترامب الملايين في أثناء حملة الانتخابات الرئاسية العام الماضي عندما جرى التعريض بأنه يتباهى بملامسة بالنساء.
ويكفي قولنا إنها لم تكن المرة الأولى التي يُسيء فيها إليهن؛ ففي عامه الأخير بالمدرسة الداخلية، اكتسب سمعة بأنه يدعو الفتيات الجميلات إلى حرم المدرسة ويتباهى بأنه يلهو معهن.
وقال جورج وايت، أحد زملاء الفصل السابقين: "كنّ فتيات جميلات فاتنات، يرتدين ملابسهن من متجر Saks Fifth Avenue".
ولم يكن ترامب سخياً في المقابل، حيث أخبر وايت ذات مرة بأن إحدى الفتيات اللاتي يزرنه "كلبة".
وعلى الرغم من ذلك، أُطلق على ترامب اسم "رجل النساء" في الكتاب السنوي المدرسي الأخير، وهو يظهر في صورة إلى جانب فتاة شابة جرى التعرف عليها مؤخراً بأنها سكرتيرة المدرسة.
وحتى في أواخر فترة المراهقة، رأى ترامب -الذي يمتلك الثقة التي أقنعت الطلاب الآخرين بأنه ينظر إلى الدراسة على أنها خطوة بسيطة تقرّبه من أشياء أكبر- مستقبله وهو يتكشف.
كان مستقبله يسير على خطى والده في صنع الثروة كأحد رواد التطوير العقاري.
ومن خلال تنصيبه مسؤولاً عن فريق الاستعراض في يوم كولمبوس بمدينة نيويورك، سار ترامب -مرتدياً زياً كاملاً وقفازات بيضاء- على طول طريق Fifth Avenue أو الجادة الخامسة وصولاً إلى كاتدرائية ساينت باتريك، حيث صافح الكرادلة الكاثوليك بالمدينة.
ومع ذلك، كان عقله يتطلع إلى أشياء أكبر من ذلك. وهمس إلى أحد زملائه بالمدرسة قائلاً: "أتعرف ماذا. أودّ أن أمتلك بعضاً من هذه العقارات يوماً ما".
وبالتأكيد، نعلم جميعاً أنه تمكن من ذلك. فبعد أن أنهى حياته الدراسية، نجح في تجنّب حرب فيتنام، ليس لمرة واحدة فقط ولكن 5 مرات، سار على خُطى والده في أعماله.
وأخبر ترامب كاتب السيرة الذاتية قائلاً: "عندما أنظر إلى نفسي وأنا في المرحلة الأولى [عند عمر السادسة] وأنظر إلى نفسي في الوقت الحالي، أجد أنني ما زلت بالسمات الأساسية نفسها".
وبالنسبة لمعظم البالغين الآخرين، قد تبدو هذه الملاحظة محببة. ولكن عندما تتذكر أن هذا الطفل المشاغب، و يقف في وضع يمكّنه من السيطرة على الأسلحة النووية، كرئيس للولايات المتحدة، فإنه أمر مرعب للغاية!
"هاف بوست عربي