كتب يوآف ليمور في صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية ان حركة حماس تبذل مجهودًا كبيرًا في سبيل التخطيط لعملية في يهودا والسامرة انتقامًا لمقتل مازن الفقها. على ضوء هذا المجهود غير الاعتيادي، يقوم الجيش الاسرائيلي ايضًا بعمليات مضادة، وقام باعتقال "ارهابيين" في منطقة الضفة الذين حصلوا عن اوامر من غزة بالقيام اما بعمليات قتل جماعي او اختطاف.
لقد كان الفقها هو المسؤول من قبل حماس عن تخطيط عمليات في منطقة يهودا والسامرة، وتم اطلاق النار عليه في تاريخ 24 اذار من هذا العام بالقرب من منزله في القطاع، واتهمت حماس اسرائيل بالاغتيال. بعد عملية تحرّي طويلة والتي شملت عشرات الاعتقالات، أعدمت الحركة بعض المتعاونين الذين قدموا المساعدة لاسرائيل بالقيام في ذلك على حد ادعاء الحركة.
لقد كان الفقها مقرّبا من احد المسؤولين في الحركة في القطاع، وهو يحيى السنوار- كانا مسجونان معا وتم اطلاق سراحهما في اطار صفقة شليط- وعلى ما يبدو فان السنوار هو الذي امر ببذل جهود اضافية من اجل الانتقام. وينبع قرار السنوار القيام بعمليات في منطقة يهودا والسامرة بدلًا من القطاع، من عدم رغبة حماس بالتصعيد، ومن التخوف من ان العمليات التي تخرج من منطقة القطاع ستؤدي الى ردود فعل اسرائيلية قاسية، وقد تتدهور الاوضاع حتى تصل الى جولة قتال اضافية في الجنوب. مع ذلك، ترفض اسرائيل التفرقة بين الجبهات، وتم ايصال رسائل واضحة الى حماس بأن اي عملية ستحدث في منطقة يهودا والسامرة ستجابه بالرد في القطاع.
لقد تصرفت اسرائيل بنفس الطريقة حين تم اختطاف الشبان الثلاثة في صيف 2014، بواسطة سلسلة من الافعال التي ادت في نهاية المطاف الى حرب الجرف الصامد. وينبع التخوف الاسرائيلي من الافتراض بانه الان ايضًا قد تؤدي عملية كبيرة، بالاضافة الى الاوضاع الصعبة في غزة- ازمة اقتصادية، حصار سياسي وتقليص الرواتب- الى جولة اضافية، وهو ما لا يرغب به الطرفان.
تتلاءم محاولات حماس مع الحساسية الامنية التي من المتوقع ان تسود المنطقة في الاسابيع القريبة في اعقاب ثلاثة احداث مركزية: زيارة الرئيس ترامب، يوم توحيد القدس والذي سيحظى باهتمام خاص، مع مرور نصف قرن على توحيد القدس، وحلول شهر رمضان.
لم تحصل الاجهزة الامنية على اخطارات واضحة، لكن التقديرات هي ان العمليات ستكون من قبل جهات منظمة من ناحية، على رأسها حركة حماس، وعمليات فردية من الناحية الاخرى على ضوء قدوم رمضان والوضع الاقتصادي في غزة. لقد انضمت الاجهزة الامنية الفلسطينية الى محاولات الجيش لمنع العمليات وهم ايضًا قاموا بمنع عشرات العمليات المخططة.
التوقعات هي ان تزداد محاولات القيام بعمليات في حال تم التوصل الى اتفاقية خلال زيارة ترامب. التخوف هنا هو ان تحاول جهات اسرائيلية متطرفة القيام بعمليات ارهابية ايضًا من اجل اشعال المنطقة، ولذلك من الممكن ان يتم اتخاذ خطوات مضادة من قبل جهات مختلفة من اجل تقليص التهديد.