أكدت القيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والأسيرة المحررة خالدة جرار أن الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال يشكّلن حالة صمود أسطورية في مواجهة سياسات مصلحة السجون بحقهن، مشددة على أنه من مطالب الحركة الأسيرة في إضراب الكرامة هو تحسين ظروف اعتقال الأسيرات الفلسطينيات داخل سجون الاحتلال.
وأشارت جرار في مقابلة مع مركز حنظلة للأسرى والمحررين أنه لا يجب عزل معاناة الأسيرات الفلسطينيات عن معاناة الأسرى بشكلٍ عامٍ، خاصة وأن الأسيرات يعشن ظروفاً صعبة والعديد منهن جريحات أو قاصرات (زهرات).
واعتبرت جرار أن إضراب الكرامة تبنى وقف أهم الإجراءات العقابية اللاتي يعاني منها أسيرات الحرية وهي سياسة النقل الخاص ( البوسطة)، والمنع من الزيارة وإجراءات عقابية أخرى.
وأضافت جرار أن النقل في البوسطة يعُتبر أحد أكثر أساليب التعذيب إرهاقاً ومعاناة للأسيرات والأسرى التي تنتهجها مصلحة السجون، والذي يضطر فيها الأسير إلى الانتظار لساعات طويلة مقيد اليدين في زنزانة حديدة متحركة، بالإضافة إلى أن الكثير من الأسيرات محرومات من الزيارة.
وأضافت جرار إلى الأسيرات يطالبن أيضاً بإعادة جمعهن جميعاً في قسم ملائم بقسم هشارون، تتحقق فيه شروط السلامة الصحية وملائم للظروف المناخية، ويتسع لجميع الأسيرات.
وطالبت جرار بضرورة التركيز على معاناة الأسيرات داخل السجون خاصة وأن العديد منهن من القاصرات والجريحات، مشيرة إلى وجود 53 أسيرة موزعات في سجني هشارون والدامون، من ضمنهن العشرات من الجريحات والمريضات، ومن أخطر الحالات هي حالة كل من الأسيرة إسراء الجعابيص والتي تعاني من إصابة خطيرة وحروق كاملة، والأسيرة عبلة العدم التي تعاني من إصابة في الرأس، لافتة أن هذه الإجراءات تشكّل تحدياً كبيراً في حمل ملف هذه السياسات بحق الأسيرات جنباً إلى جنب مع ملف الأسرى ومعاناتهم بشكل عام إلى المؤسسات الدولية.
ورأت جرار بخطوة تدويل قضية الأسرى إحدى أهم الخطوات العاجلة المطلوبة لفضح سياسات الاحتلال ومصلحة السجون وأدواته القمعية بحق الأسيرات والأسرى في سجون الاحتلال، مشيرة أنها مهمة عاجلة تقع على عاتق المؤسسات الرسمية وغير الرسمية والمعنية بشئون الأسرى، والتي يجب أن تقوم بها بدون أي انتظار أو تأخير بما يضع العالم أمام مسئولياته تجاه هذه القضية الهامة التي تشكّل أولوية على سلم نضالنا الوطني.
وشددت جرار على ضرورة استمرار التحرك الشعبي والوطني إسناداً لمعركة الكرامة وبوسائل ضاغطة متنوعة، لافتة أن الأسرى المضربين يستمدون صمودهم وعزيمتهم من حجم التضامن معهم، معربة عن ثقتها أنهم سيحققون مطالبهم مهما كانت الإجراءات والظروف القاسية التي يتعرضون لها.