شهدت المخيمات الفلسطينية في لبنان خلال الفترة الممتدة من 28/2/2017 لغاية 30/3/2017 العديد من الاشتباكات المسلحة التي أودت بحياة ثمانية فلسطينيين وسبعة عشر جريحاً، بالإضافة الى ترويع السكان الآمنين فضلاً عن الأضرار المادية الفادحة.
وحصلت هذه الاشتباكات على الشكل التالي:
مخيم برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت
في تاريخ 10/3/ 2017، حصل اشتباك مسلح في حي البعلبكية في مخيم برج البراجنة بين شبان لبنانيين من آل جعفر وشبان فلسطينيين من آل القفاص على خلفية إدخال مواد البناء. وقع نتيجة الاشكال قتيل وهو حسين رباح البالغ من العمر 70 عاما والذي قتل برصاص القنص. وأصيب مسؤول حركة حماس الحاج ابو خليل قاسم خلال محاولته وقف الاشتباك هو وثلاثة أخرين.
مخيم البداوي في شمال لبنان
في 8/3/2017 سقط 3 جرحى جراء الإشكال الفردي الذي حصل في شارع السوق في مخيم البداوي، وتخلله إطلاق رصاص. وفي وقت لاحق توفي الشابنمر شمس فلسطيني الجنسية نتيجة الاشكال المسلح.
مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان
في 28/2/2017 قتل شخص يدعى أحمد عامر خليل وأصيب تسعة بجروح - أحدهم طفل- في أعمال قنص واشتباكات بين مسلحين، شهدتها شوارع مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا الجنوبية.
لاحقاً توفي على أثر ذلك الشاب ماهر أحمد دهشة والبالغ من العمر 19 عاماً بعد تلقيه رصاصة قنصٍ أصيب بها خلال إطفائه لحريقٍ نشب أسفل مسجد الشهداء خلال الاشتباكات في حي الصفصاف.
في 23/3/2017 و 24/3/ 2017 حصلت ثلاثة أحداث متتالية خلال 24 ساعة وقعت يومي الخميس والجمعة في مخيم عين الحلوة نتج عنها أربعة قتلى وعدد من الجرحى.
ففي ليل الخميس الساعة 8:20 مساءً، كان الشابان محمود محمد السيد ومحمد جلال هلال يستقلان دراجتهم النارية حين اعترض طريقهم عناصر من حركة فتح عند الحاجز الحكومي، حيث لم يسمحا لهما بالمرور، تدخل عندها أحد العناصر الإسلامية المعروف "أبو الجندل" وسرعان ما تحول الجدال الى اشتباك مسلح تسبب بمصرع محمود محمد السيد وصديقه محمد جلال هلال، وإصابة الطفل مصطفى مقصود إصابة طفيفة.
وعند الساعة الثانية عشر ليلاً، حصلت عملية اغتيال للشاب محمد جهاد أحمد محمد "الجنداوي"والبالغ من العمر 29 عاماً، وهو احد عناصر حركة فتح ويعرف انه قريب من التيار الاصلاحي[1]
وفي اليوم التالي وعند الساعة السادسة مساءً حدث إشكال فردي في منطقة جبل الحليب أصيب خلاله إبراهيم محمد احمد الحسين البالغ من العمر 23 عاماً، بطلقة نارية أدت الى وفاته بعد ساعات.
وبحسب شهود عيان وتقارير إخبارية متنوعة فإن الرصاصة أطلقت من قبل أحد عناصر حركة فتح هو جهاد عبدالمعطي وقد تم تسليمه لاحقاً الى مخابرات الجيش اللبناني.
خلاصات وتوصيات:
· سجلت المؤسسة الفلسطيينية لحقوق الانسان (شاهد) ازدياداً ملحوظاً لأعمال العنف المسلح، ومع أن المشكلة تبدأ فردية إلا انها سرعان ما تتحول إلى اشتباك مسلح بين مجموعات مسلحة تستخدم فيها كافة أنواع الاسلحة المتوفرة.
· لا تراعي الاطراف المتنازعة مصالح السكان فهي تحول المخيم كله إلى منطقة اشتباك مسلح.
· لا توجد مرجعية أمنية بالمعنى الحقيقي تحول دون وقوع الاشتباك او تتخذ اجراءات امنية وقائية، بل يغلب على عملها ردة الفعل فقط، مما يحول المخيم إلى منطقة رعب وقلق حقيقي.
· إن الظروف السكنية والاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية بالغة التعقيد كفيلة بإشعال فتيل التوتر داخل المخيم.
وبناء على ما سبق فإن المؤسسة الفلسطينية لحقوق الانسان (شاهد) تدعو مجددا إلى:
1. رفع الغطاء التنظيمي عن اي استخدام سيء للسلاح ومحاسبة وتسليم الفاعل للقضاء اللبناني.
2. تشكيل مرجعية أمنية حقيقية تراعي الظروف الميدانية للمخيمات وتتخذ الاجراءات الأمنية الوقائية الفعالة للحؤول دون وقوع الاشتباكات.
3. لا يمكن اتخاذ اجراءات امنية وتنظيمية فلسطينية بمعزل عن مجمل الوضع الفلسطيني في لبنان. إن ظروف التهميش والفقر والتضييق توفر بيئة خصبة للعنف المسلح. وعليه فإن الدولة اللبنانية يمكنها أن تساهم مساهمة فعالة في تحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين بما ينزع أي فتيل للتوتر والعنف المسلح.