من يتابع بيانات الجيش الاسرائيلي حول ما يحدث على حدود قطاع غزة سيفهم التغير الذي طرأ في الأسابيع الأخيرة على الوضع الأمني.
حسب بيانات رسمية، في الأشهر الأخيرة وقعت 88 حالات اطلاق نار نحو آليات للجيش الاسرائيلي كانت تتجول قرب السياج الحدودي، اطلاق الصاروخ الأخير نحو اسرائيل يوم السبت الماضي هو الخامس خلال الشهر الحالي.
خرق اتفاق اطلاق النار بين اسرائيل وحماس، الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية بعد عملية الجرف الصامد تم على يد منظمات متمردة داخل قطاع غزة معنية بالمساس بحكم حماس وجرها لمواجهة عسكرية جديدة مع اسرائيل.
حسب تقديرات الاستخبارات الاسرائيلية، حركة حماس فعليًا أعادت بناء قدرتها العسكرية التي تضررت في الحرب الأخيرة، لكن ليس لديها الآن مصلحة بتصعيد الوضع الأمني على الحدود مع إسرائيل لأسبابها الداخلية. بشكل غير مباشر، التقارب بين مصر وحركة حماس هو من أدى لتصعيد على الحدود الجنوبية مع اسرائيل. في إطار التفاهمات الأمنية مع مصر، التزمت حركة حماس بالعمل ضد التنظيمات السلفية التي تدعم داعش داخل قطاع غزة التي تساعد فرع داعش في شمال سيناء.
السلفيون مسؤولون عن التصعيد:
في الأسابيع الماضية اعتقلت الأجهزة الأمنية لحماس العشرات من السلفيين منهم متورطون في إنتاج صواريخ واطلاقها نحو اسرائيل والجزء الآخر في مساعدة فرع داعش في سيناء بإقامة بنى تحتية سلفية جهادية في القطاع.
حسب أحد التقارير، فان السلفيين يتسللون خلال ساعات الليل للأماكن التي يتم دفن القاذفات بها بالأرض، يجهزونها للإطلاق عن طريق ساعة مؤقتة ويفرون.
الطرفان غير معنيان بتصعيد:
في البداية اتخذت اسرائيل سياسة الرد الهجومي مقابل أي اطلاق صاروخ للتنظيمات "المتمردة" وذلك لإجبار حركة حماس لتحمل المسؤولية، لتطبيق سيادتها في قطاع غزة ومنع اطلاق الصواريخ. لكن قبل اسبوع نقلت حركة حماس رسالة تحذير لإسرائيل انها ستغير سياساتها وستتخذ سبل رد جديدة على أي قصف لسلاج الجو الاسرائيلي في القطاع، حسب مبدأ "صاروخ مقابل صاروخ، وموقف مقابل موقف.
وحسب مسؤولين، اسرائيل قررت الاعتدال بالرد العسكري على اطلاق الصواريخ التي تطلقها التنظيمات السلفية لإسرائيل وذلك لأنها لا تريد تصعيد الوضع الامني في القطاع. اسرائيل أيضًا ليس لديها أي مصلحة الان بالخروج لجولة قتال جديدة في غزة.
وبذلك فإن المصلحة لمنع حرب أخرى في القطاع هي مصلحة مشتركة بالنسبة لإسرائيل ولحماس، يمكن الترجيح أن الطرفان سيبذلان جهودًا لتهدئة الوضع الامني، بشكل متناقض خُلقت وحدة مصالح مؤقتة فقط بينهما. الأمر انعكس ايضًا في تصريحاتهم، خليل الحية، نائب المكتب السياسي لحماس قال قبل عدة أيام أن حماس ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار وغير معنية بحرب".
وزير الجيش افيغدور ليبرمان أيضًا أوضح في وسائل الإعلام أن "إسرائيل ليس لديها أي نية بالاستباق لخطوة عسكرية في القطاع. دلائل على ذلك يمكن رؤيتها عن طريق زيادة دوريات حماس على طول السياج الحدودي للقطاع في محاولة للعثور على مطلقي الصواريخ وتشديد الضغط على التنظيمات السلفية في غزة.
الشارع الغزي يتابع بقلق هذه التطورات، سكان القطاع ليس لديهم أي مصلحة بحرب اخرى مع اسرائيل. الاسبوع الماضي فقط وصل لمئات عائلات القطاع من السلطة الفلسطينية اموال وصلت من دول الخليج لإعادة اعمار بيوتهم التي هدمت في عملية الجرف الصامد. وهناك توقعات من قبل السكان في غزة ان حركة حماس ستنجح في السيطرة على الوضع والتنظيمات السلفية.
نقلا عن "نيوز ون العبري "