انطوى الـ"الفيتو" الأمريكي الرافض لترشح رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق سلام فياض، خلفا لرئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا مارتن كوبلر، على مفارقات مثيرة، جاء في طليعتها تغير الموقف الأمريكي من القرار قبل دقيقتين من انتهاء مهلة التعيين، فبحسب دبلوماسيين في مجلس الأمن، لم تبد سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي ممانعة في المشاورات التي سبقت عملية الترشيح، ما خلق مفاجأة لدى أوساط مجلس الأمن والأمانة العامة للمنظمة الأممية على السواء.
ووسط الجلبة التي خلفها الموقف الأمريكي، أعلن أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أنه اختار ترشيح فياض بناء فقط على مؤهلاته الشخصية، مشددا على أن موظفي الأمم المتحدة يعملون بصفتهم الشخصية حصرا، ولا يمثلون أي حكومة أو بلد، لكنه لم يحدد إن كان سيسحب ترشيح فياض، وفي حين اعتبر غوتيريس رئيس الوزراء الفلسطيني الرجل المناسب في المكان المناسب، بررت هايلي موقف بلادها بالإدعاء "أنه منذ فترة طويلة جدا، كانت الأمم المتحدة منحازة إلى السلطة الفلسطينية بشكل غير عادل، على حساب حلفائنا في إسرائيل".
ومن الزاوية الإسرائيلية، بدا الموقف الأمريكي أكثر وضوحا، حيث كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، ما جرى خلف كواليس الـ"فيتو" الأمريكي، مشيرة إلى أن إسرائيل لعبت دورا كبيرا في تحريض الإدارة الأمريكية على رفض تعيين فياض مبعوثا للأمم المتحدة في ليبيا.
لكن الضلوع الإسرائيلي في إحباط تعيين فياض وصل إلى وجبة "تاكو" المكسيكية، التي دعا إليها الملياردير اليهودي "شيلدون أدلسون" الرئيس دونالد ترامب، وسفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي!
سفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل "مارتن إيندك"، كان كتب "تغريدة" في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، جاء فيها: "دعا الملياردير اليهودي – الأمريكي، صديق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المقرب شيلدون أدلسون، الرئيس دونالد ترامب، وسفيرة الولايات المتحدة لدى المنظمة الأممية نيكي هيلي إلى وجبة عشاء مساء الخميس الماضي، واختار أدلسون وجبة (التاكو) المكسيكية التي يفضلها ترامب. وخلال الأمسية، أبدى الملياردير اليهودي اعتراضه وغضبه من ترشح فياض لخلافة مارتن كوبلر في ليبيا. وفي تغريدته أعرب مارتن إيندك عن توقعاته، قائلا: "الملياردير اليهودي هو الذي استخدم حق الفيتو للحيلولة دون حصول فياض على منصب في الأمم المتحدة".
لكن إنديك عاد ومسح تغريدته، دون أن يكشف سبب ذلك، وما إذا كان تعرض للمساءلة، وكتب تغريدة أخرى قال فيها "ظني حول دور شيلدون معقول، لكنه ليس صحيحا".