في خطوة غير مسبوقة على المستوى الدوليّ، واستمرارًا لمساعي القيادات العربية لتدويل قضايا المواطنين العرب في إسرائيل واطلاع السلك الدبلوماسي الدولي على سياسات التمييز والإقصاء التي تنتهجها حكومات إسرائيل المتعاقبة ضد الجماهير العربية، وخاصةً بعد عمليات الهدم الإجرامية في قلنسوة وأم الحيران بالنقب واستشهاد يعقوب أبو القيعان، تمّ أمس عقد اجتماع رفيع المستوى بين قيادات الجماهير العربية وبين كافة سفراء الدول الأوروبية في إسرائيل.
وقد شارك في وفد الجماهير العربية رئيس لجنة المتابعة محمد بركة، ورئيس لجنة العلاقات الدولية بالقائمة المشتركة، د. يوسف جبارين، والنواب د. جمال زحالقة، عايدة توما سليمان، أسامة سعدي وعبد الحكيم حاج يحيى. وقد حضر الاجتماع 28 سفيرًا أوروبيًا بالإضافة إلى سفير الاتحاد الأوروبي، لارس- فابرغ اندرسون، وذلك في قاعة اجتماعات دول الاتحاد الأوروبي في تل أبيب.
وقد تمّ عرض سياسات التمييز العنصري التي تنتهجها حكومات إسرائيل المتعاقبة بحق المواطنين العرب في اسرائيل. كما وتم تخصيص جزء كبير من النقاش لقضايا الأرض والمسكن والتخطيط والبناء، بالإضافة إلى الهدم الإجرامي الذي تقوم به الحكومة في البلدات العربية مؤخرًا. وطالب المشاركون السفراء بالضغط على حكومة إسرائيل من أجل تغيير سياساتها التمييزية والاقصائية بحق المواطنين العرب وإحقاق المساواة القومية والمدنية.
كما طالب المشاركون سفراء الاتحاد الأوروبيّ بتوفير الدعم السياسي للأقلية العربية أمام الهجمة الشرسة التي يتعرض لها المواطنون العرب التي تستهدف حياتهم، بيوتهم ووجودهم كما حدث في الأيام الأخيرة في أم الحيران حيث تم إخلاء البيوت من سكانها وتهجير أهلها وقتل المربي يعقوب أبو القيعان.
وأوضح المشاركون للسفراء بأن حقوق الإنسان عمومًا وحقوق الأقليات القومية والشعوب الأصلية خصوصًا ليست شأنًا داخليًا للدولة وإنما هي قضايا دولية تعتمد على المواثيق الدولية التي توليها أهمية خاصة، بما في ذلك التي وقعت عليها إسرائيل، مؤكدين أنّ سياسة إسرائيل تجاه المواطنين العرب تناقض المعاهدات الدولية وتمس بحقوق الإنسان والقيم الديمقراطية.
وخلال اللقاء تمّ تسليم السفراء مذكرة خاصة أعدتها لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربية في إسرائيل على شرف اليوم العالمي لدعم حقوق العرب الفلسطينيين في إسرائيل.
وقد استمع السفراء باهتمام بالغ إلى مداخلات القيادات العربية ووعدوا بنقل كافة القضايا المطروحة إلى الجهات المعنية ووضعها على الأجندة في دولهم وخصوصًا، كما قال سفير الاتحاد الأوروبيّ إنّ هذه القضايا ستكون جزءا من مداولات لجنة حقوق الإنسان المشتركة للاتحاد الأوروبي وإسرائيل.
وقال رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة: بالتوازي مع نضالنا في اسرائيل، نتوجه إلى المحافل الدولية بسبب تجاهل حكومات إسرائيل لمطالب المجتمع العربي واستفحال سياسات التمييز العنصري بحق المواطنين العرب، خاصة بأن لجنة المتابعة تستعد لإحياء اليوم العالمي لدعم حقوق الفلسطينيين في إسرائيل في ال 30 من الشهر الحالي حيث ستنظم العشرات من الفعاليات والنشاطات في دول العالم.
وقال النائب جبارين، رئيس لجنة العلاقات الدولية في القائمة المشتركة: هنالك أهمية قصوى لمثل هذا اللقاء وعرض قضايا ومطالب المجتمع العربي على المحافل الدولية خصوصًا في ظل تعميق التمييز العنصري والتعامل العدواني مع المواطنين العرب سواء من خلال القانون الرسمي والسياسات والتطبيق الفعلي للسياسات. لقد رفعنا للسفراء الأوروبيين مطلب أنْ تنضّم إسرائيل للمواثيق الأوروبية لحقوق الإنسان وحقوق الأقليات القومية وذلك تمهيدًا أيضًا لإمكانية مقاضاتها أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، على حدّ قوله.