قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، عزام الأحمد، إن "فرنسا وجهت الدعوة إلى 77 دولة لحضور مؤتمر باريس الدولي للسلام، المقرر عقده في منتصف الشهر الحالي، بما يشكل انتصاراً وازناً للقضية الفلسطينية".
وأضاف الأحمد، لـ"الغد" الأردنية، إن "باريس تتولى، بالتنسيق الكامل مع الجانب الفلسطيني، التحضير لعقد المؤتمر في الخامس عشر من الشهر الحالي، والذي يبحث في إنقاذ "حل الدولتين" وسبل تطبيقه، وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية، وإحلال السلام العادل والشامل في المنطقة".
وأوضح أن الرئيس محمود عباس سيتوجه، من جولة يزور خلالها كل من الفاتيكان وإيطاليا، إلى "فرنسا تلبية لدعوة رسمية باريسية خارج إطار المؤتمر الدولي".
ونوه إلى أنه "لم يتم توجيه الدعوة إلى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لحضور المؤتمر، غداة رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حضوره، فما كان من الإجتهاد الفرنسي إلا الدعوة للقاء الطرفين خارج إطار المؤتمر".
وبين أن "الرئيس عباس قام بتلبية الدعوة، غير أنه من المتوقع أن يرفض نتنياهو، مجدداً، الحضور، من منطلق مقاطعته لأي جهد مماثل، لاسيما المؤتمر الدولي، أسوة لرفضه لأي مسعى لا يأتي على مقاسه".
وأكد أن "مجرد انعقاد المؤتمر بمشاركة 77 دولة يعتبر انتصاراً كبيراً للشعب والقضية الفلسطينية ولكل دعاة إحلال السلام، سواء حضر نتنياهو هذا المحفل الدولي المهم أم لم يتواجد به".
ويتزامن مع ذلك الحدث الدولي الثقيل؛ تنظيم فعالية معتبرة على الضفة الأخرى من ساحة العالم، بدعوة روسيا للفصائل الفلسطينية، في الخامس عشر من الشهر الحالي، لبحث الأوضاع الراهنة في الأراضي المحتلة.
وقال الأحمد إن "موسكو دعت، من خلال معهد الإستشراق، بالتنسيق مع وزارة الخارجية الروسية، كافة فصائل العمل الوطني للاجتماع، من بينها "فتح" و"حماس" و"الجهاد" والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والمبادرة الوطنية الفلسطينية والقيادة العامة".
وأوضح بأن "الدعوة الروسية تأتي تعبيراً عن دعم موسكو ومناصرتها للقضية والشعب الفلسطيني"، مشيراً إلى أن "الاجتماع أشبه بورشة عمل لعصف فكري لا علاقة لها بالمصالحة".
وقال إن "النقاش سيدور حول الجانب السياسي، ولن يدخل في تفاصيل لقاءات المصالحة، أسوة بورشة العمل التي عقدت سابقاً"، مبيناً أنه بعد توقيع "اتفاق الرابع من أيار (مايو) 2011 في القاهرة حول المصالحة، قام المعهد بالتنسيق مع "الخارجية الروسية" لدعوة بعض الفصائل للتعبير عن دعمهم لخطوات إنهاء الانقسام". ومن المقرر أن تتجه حركة "فتح" وفصائل فلسطينية أخرى إلى روسيا من لبنان، بعد ختام أعمال اللجنة التحضيرية لعقد المجلس الوطني الفلسطيني، المقررة يومي 10 و11، في بيروت.
إلى ذلك؛ أكد الأحمد "عدم وجود أزمة في العلاقة الثنائية مع مصر، حيث سيتم التحرك القادم بالتنسيق معها بشأن التوجه لتحويل قرار مجلس الأمن الدولي، الذي صدر مؤخراً، حول وقف الاستيطان، إلى واقع ملموس على الأرض".
وقال إنه "لا توجد أي مشكلة على الإطلاق مع مصر، التي تبقى دوماً، عبر التاريخ، الدولة الحاضنة للقضية الفلسطينية، وصاحبة المكانة المركزية الإستراتيجية الوازنة في المنطقة".
وبين أن "مصر كانت من أوائل المصوتين للقرار الأممي"، وذلك في معرض تعقيبه على تساؤل حول الموقف المصري الأخير من سحب مشروع القرار عقب تقديمه إلى مجلس الأمن.
وأشار إلى أن الفلسطينيين "تمكنوا من انتزاع القرار الأممي، بما يؤكد بأن القضية الفلسطينية ستبقى، دوماً، تحظى باهتمام المجتمع الدولي لقوة عدالة قضيتها الأخلاقية".
وأكد "أهمية هذا القرار، الذي يعد الأكثر شمولية في تاريخ الصراع العربي- الإسرائيلي، إزاء تأكيد رفض الاستيطان، وعدم شرعيته، قانونياً وسياسياً، والتشجيع على مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي، عند مطالبة العالم أجمع بالتفريق بين الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967 وبين الكيان الإسرائيلي".
فيما "تحدث، أيضاً، عن ضرورة تنفيذ "حل الدولتين"، وإنهاء الاحتلال، والتأكيد على مبادرة السلام العربية، ودعم مؤتمر باريس الدولي"، معتبراً أنه "لا يوجد قرار مشابه بتلك القوة والوضوح في تناول القضية الفلسطينية وقضايا الصراع العربي- الإسرائيلي".