بقلم : آفي بن ياهو –
توصلت إلى نتيجة وهي أن الرئيس المنتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، بدون أن يريد ذلك، وبدون قصد، وبدون علم بذلك، يضع لنا هنا في المنطقة المواد المشتعلة للانتفاضة الثالثة. ومن الممكن لها (الانتفاضة) أن تكون هادئة وتحدث على الساحتين الدبلوماسية والعامة، كما يمكن لها أن تكون صاخبة وعنيفة، ومن المحتمل أن تدمج بين الأمرين.
المواد المشتعلة واضحة: الدعم غير المشروط “لإسرائيل” ولسياسة الاستيطان في الضفة الغربية، والإعلان عن نقل فوري للسفارة الأمريكية إلى القدس، وتعيين السفير اليهودي وكذلك تعيين شخص يهودي متدين كموفد خاص للحوار بين “إسرائيل” والفلسطينيين.
وعندما تتلقى كل هذه الأمور، التي لا يوجد فيها أية حكمة أو إدراك للحالة القابلة للانفجار في المنطقة، رياحاً دافعة “إسرائيلية” من أعضاء الحكومة الذين يدعون إلى ضم الضفة الغربية، فإنني أخشى أن تكون النار تحت الرماد قد بدأت بالاشتعال. وبذلك نشأ وضع عبثي – نجد فيه أن رئيساً أمريكياً وإدارة أمريكية كذلك، يريدون مصلحة “إسرائيل”، وهم يتسببون لها بضرر لا يمكن وصفه.
لذلك، أنا أخشى إلى درجة كبيرة (وآمل أن أكون مخطئاً) من أنه ما لم تقم الإدارة الأمريكية القادمة بتفهم وتليين تصريحاتها وأفعالها، فإنه ستحدث انتفاضة هنا. وسيطلق عليها اسم “انتفاضة الرئيس”. نعم إن على ترامب وطاقمه أن يهتموا بأن تكون “إسرائيل” دولة قوية، ولها علاقات إستراتيجية قوية مع الولايات المتحدة الأمريكية، ومع غطاء سياسي في الأمم المتحدة، وتمتلك تفوقاَ نوعياً وتكنولوجياً في ميدان القتال، ولكن في الوقت نفسه عليهم أن يتأكدوا من أن “إسرائيل” لن تسلب الأمل من شباب المنطقة، الفلسطينيين والإسرائيليين، وأنها لن تتراجع عن نبوءة “دولتين لشعبين”، وحتى عليها أن تبحث عن شريك وأن تعمل على تحقيق هذه النبوءة. وما عدا ذلك، سيكون أمراً سيئاَ لإسرائيل.
وبالإضافة إلى كل ذلك، فإنني أرى أنه عندما يجلس ترامب على الكرسي، ويفرغ من تشكيل فريقه، ويبدأ بتلقي التقديرات من مختلف وكالات الاستخبارات ومن وزارتي الخارجية والدفاع، وعندما يدرك الدور الحاسم للولايات المتحدة الأمريكية – عندها سيكتشف أن “الأمور التي يراها من هنا لا يراها من هناك”، ويُظهر حبه ودعمه “لإسرائيل” بالطرق الصحيحة.