طلب أبقراط من طلابه قبل 400 ق.م أن يكتشفوا المرض من الرائحة المنبعثة من “أنفاس” المرضى، هذا الأمر الذي قد يبدو مثيرًا للسخرية قائم على أسس علمية. فقد ابتكر باحثون من أمريكا جهازًا لتحليل هواء الزفير ليساعدهم في تشخيص 17 مرضًا مختلفًا من بينها سرطان الكلية ومرض الشلل الرعاشي “باركنسون”.
يعتمد الجهاز على أشعة بتقنية النانو تعمل على تحديد مكونات هواء الزفير بدقة، والبحث عن المكوّن الكيميائي المميز لكل مرض من 17 مرضا وفقًا للمادة المميزة له.
يحتوى هواء الزفير على نيتروجين وثاني أكسيد الكربون وأكسجين إضافة إلى كميات ضئيلة لأكثر من 100 مكوّن كيميائي، وتختلف الكمية النسبية لكلّ مادة باختلاف الحالة الصحية للشخص. فسّر العلماء في مقال نُشر في مجلة “أي سي إس نانو” العلمية الطريقة التي اعتمدوا فيها على تحليل النتائج باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتصنيف 13 مكوّنا مختلفا وتشخيص المرض.
فقد وجدوا أنّ كل مرض يُنتج مادة متطايرة تترك “بصمة” مميزة في هواء الزفير، كما نجح الجهاز الذي لا تزيد تكلفته عن 24 جنيه استرليني في التمييز بين الأمراض المختلفة دون أن يؤثّر وجود مرض على الآخر. كما يمكن حمل جهاز تحليل “الأنفاس” ونقله من مكان إلى آخر.