في الوقت الذي تلتزم فيه إسرائيل الصمت المُطبق حول الهجوم العسكريّ فجر أمس بصواريخ أرض-أرض بالقرب من مطار المزّة العسكريّ، المُتاخم للعاصمة دمشق، انبرى أحد المُعارضين السوريين للنظام الحاكم من على وسيلةٍ إعلاميّةٍ إسرائيليّةٍ لـ”يُعلن” أنّ سلاح الجوّ الإسرائيليّ هو الذي قام بتنفيذ الغارة ويُطالب بأنْ تقوم الدولة العبريّة بتنفيذ غارات أخرى ضدّ قواعد عسكريّةٍ للدولة السوريّة.
وفي مقابلةٍ خاصّةٍ مع قناة (I24NEWS) الإسرائيليّة، والتي تبثّ باللغة العربيّة، لأنّها مُوجهة للوطن العربيّ، وجّه الحقوقيّ والسياسيّ السوريّ المعارض، الشيخ خالد خلف، شكره إلى إسرائيل، في سابقة قالت القناة إنّها الأولى من نوعها. وفي معرض ردّه على سؤال التلفزيون الإسرائيليّ، قال الشيخ الخلف إنّ المعارضة السوريّة تشكر إسرائيل بفم ملآن على هذا الفعل الإنساني الرائع الذي يسجّل بسجلها، مؤكداً في الوقت عينه على أنّه أنه في حال تكرار هذه الهجمات، فإنّ المعارضة ستنتصر، على حدّ تعبيره.
وأضاف الشيخ الخلف ردًا على سؤال، أضاف قائلاً إنّ المعارضة لم تفقد الدعم من قبل الأشقاء الأتراك أو القطريين أو السعوديين، وإنمّا هناك سياسات إقليميّة دوليّة ستنفذ الآن على أرضٍ سوريّةٍ، بحسب ما قال.
علاوة على ذلك، شدّدّ في الحديث الذي وصفته القناة الإسرائيليّة بغير المسبوق والحصريّ، شدّدّ على أنّ ما سيحدث إنْ كررت إسرائيل ما فعلته فجر هذا اليوم (أمس)، خلال الأيام القادمة، هو انتصارات ستحقق. وتابع قائلاً إننّا نشكر تل أبيب على قيامها بقصف قواعد صاروخية في مطار المزّة، الواقع بالقرب من العاصمة، دمشق، مُضيفًا أنّ هذه الصواريخ، التي تمّ قصفها من قبل إسرائيل، كانت مجهزةً ومُعدّةً لقتل أطفال حلب في سوريّة، بحسب أقواله للتلفزيون الإسرائيليّ.
وكانت عدة صواريخ إسرائيلية قد استهدفت فجر أمس، محيط مطار المزة العسكريّ غرب العاصمة السورية دمشق، وفق ما أفاد به مصدر عسكري سوريّ. وقال المصدر إنّ العدو الإسرائيليّ أقدم عند الساعة الثالثة (فجرًا) على إطلاق عدة صواريخ أرض ــ أرض من داخل الأراضي المحتلّة، غرب تل أبو الندى، سقطت في محيط مطار المزة غرب دمشق، ما أدّى إلى نشوب حريق في المكان دون وقوع إصابات.
ومن الجدير ذكره أنّ منطقة تل أبو الندى تقع ضمن هضبة الجولان العربيّة-السوريّة التي تحتلها إسرائيل منذ عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967.
وكان قبل عدّة أيامٍ قد ظهر للعلن فصلاً جديدًا من مسلسل تعاون وتنسيق عدد من مسؤولي “الجيش السوريّ الحر” مع إسرائيل، وذلك عبر رسالةٍ وجهها المسؤول السابق في إدارة الإعلام المركزيّ لما يُطلق عليها القيادة المشتركة للجيش السوريّ الحر وقوى الحراك الثوريّ، ومُنسّق “جبهة الإنقاذ الوطنيّ”، فهد المصري. وكان لافتًا للغاية أنّ الرسالة وُجّهت إلى الشعب الإسرائيليّ وإلى حكومة بنيامين نتنياهو، على حدٍّ سواء.
الرسالة، التي تناولها التلفزيون الإسرائيليّ الناطق بالعربيّة (I24NEWS) في نشرته المركزيّة، دعت دول العالم، وبشكلٍ خاصٍّ إسرائيل، إلى التعاون والمساعدة على إسقاط النظام السوريّ، على حدّ تعبيرها.
وكان وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان اعترف أنّ إسرائيل مسؤولة عن الهجمات في سوريّة، مشيرًا إلى أنّ هدف الهجمات هو منع الأسلحة المتطورة، المعدات العسكرية، وأسلحة الدمار الشامل من الوصول لحزب الله.
وخلال حديثه مع سفراء من الاتحاد الأوروبيّ، كما أفادت صحيفة (هآرتس) الإسرائيليّة، لم يُحدد ليبرمان أيّ حادث بعينه، ولم يُفصّل ماهية أسلحة الدمار الشامل التي يسعى حزب الله للحصول عليها.
وقال ليبرمان: نحن نعمل أولًا على حماية مواطنينا وحماية سيادتنا، ونحاول منع تهريب الأسلحة المتطورة، المعدات العسكرية، وأسلحة الدمار الشامل من سوريا إلى حزب الله، على حدّ تعبيره.
وفي ملاحظاته، أكّد ليبرمان على أنّ إسرائيل غير معنية بالمشاركة في الحرب الأهلية السوريّة، ولكنّها ستعمل من أجل حماية نفسها.
وبالنسبة لحلّ الحرب الأهليّة في سوريّة، أوضح ليبرمان أنّه سيتقبل أيّ اتفاقية سلام ما دامت لا تشمل إيران والرئيس السوريّ د. بشًار الأسد، موضحًا: عندما يسألوني، مرّة تلو الأخرى، ما سيكون شكل اتفاق مستقبليّ مع سوريّة، أقول إنّ موقفي بدون صلة لما سيكون الاتفاق مع سوريّة، سيكون على الإيرانيين والأسد أنْ يخرجوا من سوريّة، وليس جزءً من أيّ اتفاقٍ، بحسب قوله.
وخلال اللقاء مع مسؤولين من الاتحاد الأوروبي، قدّم ليبرمان وجهة نظر إسرائيل لحلّ الحرب الأهلية السوريّة، وشكوكه بالنسبة لاحتمالات اتفاقية سلام مع الفلسطينيين في المستقبل القريب.
وقال أحد سفراء الاتحاد الأوروبي إنّه تم عقد محادثة جيدة وبناءة مع ليبرمان، ولكنه عبّر عن قلقٍ عميقٍ بالنسبة لما يُسّمى مشروع قانون التسوية، الذي يُقّر ببعض المستوطنات الإسرائيلية المبنية على أراضٍ فلسطينيّةٍ خاصّةٍ.