إ
إشتقنا لأن نصحوا ذات صباح ، لنفطر و نحن نتحدث عن الخطاب الذي سيلقيه " الزعيم " بعد قليل ..
إشتقنا أن نسمع خطاب ناصري قوي .. يفرح القلب و يسند الظهر .. يقوي العزيمة و يرفع الرأس ..
إشتقنا إلى رؤية نظرات الحذر و الترقب ، و إبتسامة المجاملة على وجوه الغربيين ، بدلاً من إبتسامة عطف المتعالي و دماثة المتنازل المشفق .
إشتقنا إلى صوت الرصاص ، و رائحة البارود ، و رؤية المطاردين و الفدائيين ، إشتقنا إلى رؤية فرسان الغزوات الديبلوماسية ، و المجاهدين بالحكمة ..لا زلت أذكر تلك الصورة لسفير فلسطين في باريس إبراهيم الصوص و هو يعزف على البيانو ، و إلى جانبها في ذات توقيت الحفل ، فدائي فلسطيني يكمل السيمفونية و يطلق الرصاص على دورية جيش الإحتلال .. يد تعزف على البيانو و يد تشد الزناد ..
إشتقنا إلى محمود درويش يجلل في سماء فلسطين ، و يحيل الأقلام إلى رصاص ، و إلى صوت فيروز تقرع أجراس المهد و شوراع القدس العتيقة ..
إشتقنا إلى سماع تصريحات تترافق مع بلاغات .. تصريحات للجناح السياسي ، و بلاغات الجناح العسكري .. بلاغ يمهد لتصريح .. يعبد أمامه الطريق .. و يقوي عوده وقوفاً وقوفاً وقوفاً كالأشجار ..
الإنتصارات السياسية ، و التفاوض ، و زرع علم فلسطين في الأمم المتحدة ، و تتالي الإعترافات بالدولة الفلسطينية ، لم يأت من فراغ ، إنما جاء نتيجة فعل سياسي محنك ، تعامد على فعل عسكري بطل ، على إنتفاضة ، و ثورة ، و عمليات عسكرية متواصلة و موجعة ، و صمود اسطوري باسل ..
رفع غصن الزيتون ، لا يعني أبداً سقوط خيار البندقية ، و لكن البندقية تحتاج إلى اليدين كلتاهما .. حين يسقط غصن الزيتون .. !! من هنا جاءت صيحة الختيار أبو عمار .. بكلمات صاغها العبقري درويش : لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي ..
من قال أن خيار المقاومة ، الذي تتبناه حماس ، لا تتبناه كل زهرات ، و كل أشبال فلسطين ، بل هو عماد حركة فتح أولاً ، و لكن هل ستكون بندقية القسام إلى جانب بندقية العاصفة و كتئب شهداء الأقصى إلى جانب بنادق كافة التنظيمات ، معا و سوياً ، رهن إشارة و صرخة " أطلق " واحدة من قيادة واحدة ، تؤمن بفلسطين واحدة ، متحررة من أي وصاية ، أو وكالة أو مجاملة أو أجندة أو تأثير ، قريب أو بعيد ؟؟ هل سيعود الشعار – الحقيقة بأن البندقية غير المسيسة ، هي بندقية قاطعة طريق ..؟؟ .. هل سيعود الفعل السياسي ، عنواناً للمرحلة القادمة من المصالحة التاريخية بين فتح و حماس و كافة فصائل منظمة التحرير ، على أرضية الفعل الثوري ، قائداً للأجنحة العسكرية ، بمعنى آخر ، هل سيعود العقل يتحكم بالزناد ؟
إشتقنا ، و الله إشتقنا لعهد الكرامة ، و التلاحم ، و العمل بذكاء ، تدعم و تقوي قائداً واثق الخطوة يمشي ملكاً ..


