جاء مؤتمر فتح السابع على غير ما سبق من مؤتمرات تاريخية للحركة وفي ظروف عصيبة تمر على القضية والشعب الفلسطيني ، وفتح الباب للمتابعين والراصدين لاعماله وكل تفاصيله ، وتحليلات اغرقت الشارع في كل الاتجاهات ، بل واحدث حالة متابعة من اطياف المجتمع الفلسطيني الذي يترقب نتائجه وانعكاسته على المستقبل دون رفع سقف ايجابية للنتائج ، وهنا لن يتم رصد كواليس وتكهنات المؤتمر بقدر متابعة المفارقات بين المؤتمر الحالي والسابق وفق مقارنة موضوعية ، اولها المكان الذي انعقد فيه مدينة رام الله بما تحمله هذه المدينة من دلالات سياسية ومركزية القرار والقوة ، على خلاف السادس الذي انعقد في بيت لحم في اجواء مفتوحة لا تحمل هذه الحالة الامنية المعقدة ، وقد يكون ذلك انعكاسا لحالة الخلاف الداخلي للحركة وتحسبا لاي محاولات لتعطيله .
اما المفارقة الثانية هو العدد الذي انخفض عن سابقه في السادس والذي بلغ 2500 عضو تقريبا ليتراجع في السابع الى اقل من 1400 عضو ، مما فتح الباب لاصوات مستبعدة ، وكوادر اعتبرت نفسها الاحق في الوجود ، ككفاءات او فئات اخرى . المفارقة الثالثة هو حضور حماس في المؤتمر السابع مع غياب دحلان ، وهو عكس ما كان عليه المؤتمر السادس الذي ظهر فيه محمد دحلان نجما منظرا ضد حماس ، فيما بقي الرئيس هو العامل الثابت ، بل اكثر من ذلك ذكرت حماس كانقلابية في السادس ، فيما نفيت التهمة عنها في السابع واستبدلت بمصطلح الي ( حصل حصل) ، بمقابل اعتراف حماس بمحمود عباس رئيسا للثلاث فتح والمنظمة والسلطة . المفارقة الرابعة ، التي حملها السابع ذلك الحشد الدولي في المدينة المحلية رام الله ، فيما كان الحشد محليا في المدينة الدولية بيت لحم خلال السادس ، وهذا انعكس على لغة الخطاب والكلمات التي كانت دولية في السابع عكس السادس الذي طغت عليه الخطابات المحلية واستعراضات مرشحين مما اثر في النتائج ولم تعطى تلك الفرصة في السابع .
المفارقة الخامسة الحضور اللافت وشبه الكامل لابناء غزة مما اضاف زخما وقيمة واخمد الاصوات المنتقدة في ذلك ، وهو عكس السادس الذي غاب عنه اغلب اعضاء غزة مما فتح المجال للتصويت عن بعد ، وخرج المشككون من كل صوب واتجاه انذاك ، وقد يكون ذلك نتيجة لقرار المركزية الذي رفض التصويت عن بعد مما دعى للتحرك الفاعل للضغط لحضور الاعضاء شخصيا ، قوبل بالموافقة الاسرائيلية التي كانت متعنتة في ذلك خلال المؤتمر السادس .المفارقة السادسة هو عرض التقرير المالي للحركة في السابع وهذا ما لم يحدث في السادس وما قبله .فيما الثابت في كل ذلك المدير التنفيذي للمؤتمر الذي حافظ على بقاءه في المؤتمرين باعتباره مقطوع الوصف .


