الغزيون يترقبون انفراجة جديدة بوابتها معبر رفح

السبت 26 نوفمبر 2016 09:35 ص / بتوقيت القدس +2GMT
الغزيون يترقبون انفراجة جديدة بوابتها معبر رفح



غزة \سما\

تزايد الحديث مؤخراً عن رزمة من التسهيلات التي تنوي مصر تقديمها لسكان قطاع غزة من خلال معبر العودة الحدودي برفح، عبر زيادة أيام تشغيل المعبر، والسماح بتدفق أنواع من السلع والبضائع من خلاله.

وتقول الصحافية روان الطويل، إن الحصار والإغلاق الطويلين لقطاع غزة، حول سكانه إلى ما يشبه الغريق الذي يحاول التعلق بقشة، فكلما ترددت أنباء عن انفراجة أو فتح معبر، تنفرج الأسارير، ويترقب الجميع حدوث تحسن على حياتهم.

وأكدت الطويل أنها تحاول إقناع نفسها بأن هذه المرة تبدو الأمور أكثر جدية من المرات السابقة، خاصة وأن هناك تحسنا ملحوظا في فتح المعبر مؤخراً، وحديث متزايد عن تحسن أفضل مستقبلاً.

لكن الطويل أكدت أنها شخصياً لازالت غير تشكك بتلك التسهيلات كونها مسجلة للسفر منذ أشهر طويلة، للالتحاق بوالدتها وعائلتها التي تقيم في دولة عربية، قائلة: لو كان هناك تسهيلات حقيقة لتمكنت هي وغيرها من آلاف المسجلين من السفر.

أما المواطن محمد معمر، ومسجل للسفر منذ أكثر من شهرين، وينتظر دوره ليعود إلى محل إقامته، ويلتحق بباقي عائلته في إحدى الدول العربية، أكد أنه لاحظ كم كبير من اليأس والإحباط يسيطر على سكان قطاع غزة، والبعض يحاول أن يتفاءل بشأن الحديث المتزايد عن التسهيلات المصرية المزعومة، لكن ثمة شيء يخيف الناس، وهذا ربما يأتي جراء الخيبات التي تلقوها في المرات السابقة.

وأكد معمر أنه شخصياً يشعر بالتفاؤل، ويتمنى أن تكون هذه المرة تسهيلات حقيقة، فبعد مراجعة عمليات فتح المعبر وتوقيتاتها، شعر بأن الأمور تغيرت بالفعل.

وتمنى معمر انتهاء معاناة عشرات الآلاف من العالقين، فمن خلال تردده على المعبر في الشهرين الماضيين، شاهد نماذج مؤلمة لحالات مرضية وطلاب، والجميع يتوق لفتح منتظم ودائم لمعبر رفح، وهو يأمل بأن يعود بأقصى سرعة لعائلته، لتلتئم الشمل من جديد.

وخيمت مشاعر اليأس والإحباط مجدداً على عدد كبير من العالقين في قطاع غزة، بعد إغلاق المعبر مساء الجمعة، عقب فتحه لخمسة أيام، وسط آمال بفتحه مرة أخرى في القريب العاجل.

المواطنة أم محمود الشاعر، أكدت أنها فشلت في السفر بعد ترددها لخمسة أيام على المعبر، ورغم كم اليأس الذي تشعر به، إلا أنها تأمل بتسهيلات حقيقة، وانتظام في عمل المعبر خلال الفترة المقبلة، لتتمكن من السفر إلى مصر، لاستكمال إجراءات حصولها على الجنسية المصرية برفقة أبنائها الثلاثة.

ولم يتوقف ترقب الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة على فتح المعبر لعبور الأفراد فقط، إذ أبدى الكثيرون آمالهم بأن يرافق ذلك تسهيلات اقتصادية، تسمح بمرور سلع وبضائع تمنع إسرائيل إدخالها من خلال القطاع، وفي مقدمة ذلك مواد البناء والأخشاب، والسلع الرخيصة.

ويقول المهندس فادي عيسي، ويدير شركة مقاولات، إن التسهيلات الحقيقة التي يمكن أن تنعش غزة اقتصادياً، وتزيد من فرص العمل، وتحرك القطاعات النائمة، هي إدخال كميات كافة من مواد البناء المختلفة، وخاصة الأسمنت.

وأكد عيسي أن شوال الأسمنت هو المحرك الأساسي للاقتصاد في قطاع غزة، وإذا ما توفر بأسعار طبيعية ستنتعش الحركة، وتتحسن حياة الناس، ويجد العاطلون فرص عمل، وتتحرك الورش النائمة.

وكان مواطنون أعربوا عن آمالهم بالتخلص من التحكم الإسرائيلي في الاقتصاد الغزي، وتقطير إدخال السلع والبضائع المتنوعة، وإدخالها على قدر حاجة السكان اليومية، بحيث إذا ما أغلق المعبر ليومين أو ثلاثة تبدأ الأزمات بالحدوث.

وأستذكر سائق سيارة الأجرة محمود خليل حين كان الوقود المصري الرخيص، والذي جلب سابقاً عبر الأنفاق، متوفر في القطاع، مؤكداً أن أوضاع السائقين في حينها أفضل من الآن بكثير.

وأكد خليل أنه وكغيره من الغزيين يأمل بتسهيلات اقتصادية إلى جانب تسهيلات تتعلق بتحرك الأفراد من خلال معبر رفح، وأن يسمح بإدخال شتى أنواع السلع، خاصة وأن السلع المصرية رخيصة حالياً، نظرا للفارق الكبير بين صرف الشيكل والجنيه المصري مقارنة بالدولار.

كما طالب خليل بضرورة زيادة كمية الكهرباء المصرية الممنوحة لقطاع غزة، وتحسين جودتها، وإصلاح الخطوط المتهرئة، للإسهام في حل ولو جزئي لأزمة الكهرباء.

وكان نائب رئيس شعبة السياحة باتحاد الغرف السياحية بمصر عادل عبد الرزاق، أكد مؤخراً، أن هناك موافقة مصرية مبدئية لتبادل الرحلات السياحية بين مصر وغزة.
ووفق المصادر الإعلامية، أوضح عبد الرزاق، أن الأمر فقط ينتظر موافقة أمنية.

وأضاف: "إن النقاش سيدور كذلك على تنظيم رحلات مصرية إلى القدس المحتلة".

وبيّن عبد الرزاق أن اتحاد الغرف التجارية، سيبحث كافة القنوات المتعلقة بالنشاط والتبادل التجاري بين الجانبين.

من جانبه، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي القذافي القططي، أن الحركة تحاول دائماً السعي للتخفيف من معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة، وضمن هذه المساعي التقى وفد من قيادة الحركة برئاسة الدكتور رمضان لشح، مع وزير المخابرات المصرية اللواء خالد فوزي، والتحق بهم وفد من قيادة الحركة في قطاع غزة، وقدموا للسلطات المصرية شرحاً وافياً عن أوضاع الفلسطينيين في ظل الحصار، وممارسات الاحتلال.

وأكد ألقططي على أن الطرفان بحثا آخر المستجدات في الساحة الفلسطينية، وأطلع وفد الجهاد الوزير المصري على جهود ومقترحات الحركة لترتيب البيت الفلسطيني، وإدارة الصراع مع الاحتلال.

وأوضح القططي أن خالد فوزي أكد على حرص مصر على وحدة الصف الفلسطيني، ودعمها لكل الجهود التي من شأنها تحقيق الوحدة وتعزيزها بما يحقق المصالح العليا للشعب الفلسطيني.

كما شدد الوزير المصري على أن القضية الفلسطينية ومساعدة الشعب الفلسطيني مازالت أولوية في السياسة المصرية.

وأشار القططي إلى أن هناك إشارات قوية حول إلى عزم السلطات المصرية الاستمرار في إجراءات فتح معبر رفح لتخفيف معاناة أهل القطاع، وقال إن هناك خطوات وتسهيلات إضافية أخرى جاري العمل عليها. 

عن الايام