تكشف فضائية الجزيرة القطرية في برنامج "ما خفي كان اعظم" الذي يقدمه الصحفي تامر المسحال، عن ثمانية أسماء لعبت دورًا غامضًا في قضية اغتيال النايف، كان الأول السفير الفلسطيني في صوفيا احمد المدبوح، الذي أخبر زوجة النايف بأن الموساد يمكنهم قتله في أي لحظة داخل السفارة.
الاسم الثاني وهو الأهم كان ممدوح زيدان مسؤول المخابرات الفلسطينية في السفارة، والذي لعب دورًا في محاولة اخراج عمر من السفارة، حتى اللحظات الأخيرة قبل استشهاد عمر بساعات قليلة، تركه في مبنى السفارة وحده وغادر الى إسطنبول.
وفق اعترافات زيدان فإنه انتقل الى إسطنبول بشكل سري، لانجاز مهمة خاصة بناء على طلب عارف صالح مدير الإدارة العامة للعمليات الخارجية في المخابرات، وهو الاسم الثالث الذي ارتبط اسمه في عملية الاغتيال.
وأثناء وجود زيدان في إسطنبول، كشفت الجزيرة من خلال شخص سري، وجود اجتماع بين زيدان وشخصية عربية لم يفصح عن اسمها تبحث في سبيل البحث عن اخراج عمر من السفارة، كان ذلك قبل استشهاده بساعات.
وأثناء وجود النايف في مقر السفارة والتي مكث فيها لمدة 70 يومًا، التقى به وفد من المخابرات الفلسطينية يضم كلا من ناصر العدو وعلي جمعة، وهما الاسمين الرابع والخامس اللذان ارتبطا في قضية النايف.
حاول الاثنان اقناع النايف للسفر إلى الجزائر، دونما ضمانات حقيقة، رفض حينها النايف هذا العرض، وهناك يؤكد سعدي عمار صديق عمر، أن السلطة ارادت خروجا لعمر باي شكل حتى لو لم يكن امنا.
وعقب عملية الاغتيال برز اسم شخص ظهر في فيديو بعد الحادثة بساعات قليلة يروج فيه لفكرة انتحار عمر، كان هذا الشخص هو هشام رشدان، الذي اقرّ في اتصاله مع تامر المسحال معد تحقيق الجزيرة، أنه من يقف خلف هذا الفيديو.
وتبين ان هشام رشدان هو رجل اعمال فلسطيني مقرب من دوائر القرار في السفارة، وزعم انه توجه الى حادثة الاغتيال بناء على طلب فلسطيني من رام الله، وادعى انه كان يترجم للسفير ما يتحدث به الادعاء البلغاري، وهو ما لم يظهر في الفيديو من الأساس.
في ثنايا التحقيق ظهر اسم تيسير جردات وكيل وزارة الخارجية، الشخص الذي قام بتولي رئاسة اول لجنة تحقيق عقب عملية الاغتيال، كان الرجل قد فضّ اللجنة واجتماعها ورفض اتهام السفارة بناء على اتصال جاءه من رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني.
هنا خرج كاشف شقيق عمر، ليكشف على ان السفير المدبوح اقتحم اجتماعا للجنة التحقيق، وطرق على الطاولة وقال " لن أكون كبش فداء في هذه القضية!".
عودة الى مرحلة وجود عمر في السفارة، عرضت الجزيرة وثائق ومراسلات أرسلها السفير المدبوح لكلا من مكتبي رئيس السلطة ووزير الخارجية، في الأول يبلغهم وجود النايف داخل السفارة جاء اليها بصحبة زيدان، وفي الثانية يشتكي من النايف.
وتظهر وثيقة أرسلها وفد المخابرات الذي اجتمع مع النايف، يقول فيها ان الأخير اصبح عبأ على السفارة ويشكل حرجا ويسبب أزمات للبلد المضيف.
في الساعات الأخيرة قبيل استشهاد عمر، كانت الرسالة الأخيرة مع صديق له في سوريا يدعى ياسين أغا، يتعهد فيها عمر بالكشف عن مؤامرة تحاك ضده، وقال في هذه الرسائل انه يحاول الهرب لكن البلغار والسلطة والإسرائيليين يشددون الخناق، ثم قطع الاتصال، ليكشف في اليوم الثاني عن اغتياله.
وبدت السلطة الفلسطينية وسفارتها في صوفيا، وفق ما ابرزه التحقيق، يروج لفكرة انتحار النايف بالحصول على جرع إضافية من السم، كان ذلك ادعاءً مثيرا للسخرية بالنسبة للدكتور منذر لطفي نائب رئيس اتحاد الأطباء الشرعيين العرب، الذي اكد ان عقار الميكفور مين، ليس من الادوية المعروفة في عالم الانتحار.
فرضية الانتحار تبناها التقرير الطبي الشرعي البلغاري، الذي لا يزال حبيس الادراج لدى البلغار ويرفضون تسليمه لذوي النايف، فندها لطفي، بالقول "ان مثل هكذا كميات يصاحبها اغماء، ولا يمكن للنايف ان يتناولها في الطابق الأول ثم يتجه الى شرفة ضيقة في الطابق الثالث لينتحر"!
كان البلغار يتحدثون عن عملية انتحار أدت لتكسير جسده وتحطيم اعضاءه حتى الداخلية منها، لكن ما كشفته الجزيرة وجود تقيؤات دم في عدة مناطق داخل السفارة.
واثناء التحقيق مع السفير النايف، اعترف بان الشهيد كان في أنفاسه الأخيرة لكنه لم يؤمر بنقله للمستشفى، وتحجج أنه كان يخشى عليه من الاعتقال، ففضل أن يموت النايف!.
هنا اذن تكشف الجزيرة عن ابشع جريمة ترتبط خيوطها باطراف فلسطينية، وصفها القيادي في الجبهة الشعبية خالد بركات، بأنه " تقصير" من جانب السفارة، وعرفها سعدي عمار بانها خيانة وتواطؤ من السفارة وتقصير ربما من اطراف أخرى !