أفاد مسؤولون بأن عدم توقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس في العاصمة المصرية خلال جولته التي طالت تركيا وقطر مؤخراً، مرده "التوتر المتواصل مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي"، وذلك على خلفية رفضه التصالح مع القيادي في حركة فتح محمد دحلان.
ونقل موقع "ميديل ايست آي" عن مسؤول في حركة حماس دون أن يذكر اسمه، انه يعتقد أن عباس "جاء إلى الدوحة وإسطنبول لإرسال رسالة لمصر أنه ليس معزولاً، ولديه علاقات جيدة مع اللاعبين الإقليميين". وبحسب الموقع، فقد فشل عباس في تحريك الجمود الذي بينه وبين مصر وكذلك مع حماس.
وقال مسؤولون في حماس لـ"ميديل ايست آي": إن الاجتماع الأخير بين عباس وكبار قادة حماس في الدوحة لم يحرز أي تقدم نحو إنهاء الانقسام المستمر منذ فترة طويلة بين المعسكرين". وكان الدكتور خليل الحية، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، أكد أن عباس "تشبث بمواقفه القديمة ولم يبد أي مرونة في الاجتماع".
وذكر مسؤول بارز في حماس في الدوحة، أن الرئيس عباس كرر مطالبه فيما يتعلق بالرتب في الأجهزة الأمنية، ورواتب موظفي غزة، وكذلك المعابر، والانتخابات، والمجلس التشريعي، قائلاً: "إن هذا هو سبب فشل الاجتماع في إحراز أي تقدم".
وتدهورت العلاقة بين الرئيس عباس ورئيس مصر في الشهرين الماضيين، بعد أن شجب عباس ما أسماه "التدخل المصري في الشؤون الفلسطينية". وقد أفادت التقارير أن مصر قادت جهود للضغط على عباس للسماح للقائد الفتحاوي في المنفى محمد دحلان بالعودة إلى الساحة السياسة الفلسطينية.
وعندما رفض عباس الجهود، عقدت المخابرات المصرية مؤتمرا في القاهرة لمناقشة العلاقة بين مصر والقضية الفلسطينية، والتي قال مسؤول فلسطيني أن ذلك المؤتمر كان محاولة من قبل المخابرات المصرية لوضع المزيد من الضغوط على عباس.
وقال المسؤول إن ضباط المخابرات المصرية اتصلوا هاتفيا بعدة مراكز للدراسات الفلسطينية في رام الله وحاولوا إقناعهم بالمشاركة في المؤتمر الذي سيعقد في القاهرة.
ويتمتع دحلان بدعم إقليمي من دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن. وقد حاول قادة دولة الإمارات العربية المتحدة أيضا إقناع المملكة العربية السعودية أن دحلان هو الخليفة المحتمل لمحمود عباس. ويعتزم عباس عقد مؤتمر حركة فتح قبل نهاية شهر نوفمبر، والذي من المتوقع أن يستخدمه لمنع عودة دحلان.