غزة- تقرير عبدالهادي مسلم - أعلنت شركة مصانع العودة للبسكويت والآيس كريم بدير البلح عن توقف عدد من خطوط إنتاجها عن الانتاج وتسريح عدد كبير من عمالها بسبب الخسائر التي لحقت بها الناجمة عن الوضع الاقتصادي المتدهور الذي يشهده القطاع وكذلك توقف التصدير وضعف القوة الشرائية بالإضافة إلى تكدس المنتج المستورد في الأسواق واتجاه الكثير من التجار لاستيراد المواد الغذائية بدلا من مواد الخام التي تمنعها قوات الاحتلال وكذلك الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي
وتعتبر شركات مصانع العودة والتي تأسست عام 1977 والتي كانت تشغل ما يقارب 400 عامل وموظف على مدار 24 ساعة مثال حي لما تعانيه مصانعنا الوطنية من الحصار والإغلاق ومنع دخول العديد من مواد الخام وتوقف التصدير وتدمير قوات الاحتلال الكثير منها على مدار الحروب الثلاثة وكذلك وتوقف البعض منها عن العمل
رئيس هذه المصانع محمد التلباني قال أن هذه المصانع التي كانت تنتج أفضل الأنواع من البسكويت والاسكيمو وتنافس المنتج الإسرائيلي و المستورد وكانت تشارك في المعارض الدولية والعربية بالإضافة إلى تشغيلها مئات العمال اليوم متوقفة عن العمل !
وأوضح التلباني وهو يشير إلى عشرات العمال الذين كانوا يعملون في المصنع وقام بتسريح بعضهم وتشغيل آخرين لعدة أيام حسب طلب السوق قائلا :ما ذنبهم !أليس لهم أسر وأطفال بحاجة إلى مصروفات حليب ؟وتسائل هل يكفي مبلغ 500 شيكل يكسبها العمال مقابل أجرة 12 يوم لتلبية بيوت مفتوحة؟
وأكد أن لكل عامل في هذا المصنع قصة صمود وتحدي وبالرغم من ذلك فإنهم يتقاسمون رغيف الخبز فيما بينهم ! وأمام مصانع العودة بدير البلح والتي تعود لرجل الأعمال الفلسطيني محمد التلباني تجمع العشرات من العمال الذين كانوا يعملون في هذه المصانع منذ أكثر من عشرة سنوات للاستفسار عن الوضع وهل هناك فرصة لعودتهم مرة أخرى للعمل
؟ يقول العامل محمد أبو شحادة من سكان مخيم المغازي أنه يعمل منذ عشرة سنوات في المصنع وكان يعمل الشهر كله لكن اليوم لا يعمل سوى 10 ايام على ابعد تقدير نتيجة الاوضاع الصعبة التي يمر بها المصنع , وقال بالرغم من ذلك فأننا نحاول اقتسام رغيف الخبز مع زملائي الذين يعملون ايضا فترة عشرة ايام متسائلا : هل يكفي مبلغ 500 شيكل لمصروفات منزلي !
أما العامل تامر أبو سنجر فقال أنه لا ينظر أحد لنا أ كشريحة عمال نعاني الامرين مشيرا إلى أنه يعمل في المصنع منذ سنوات وأن الاجرة التي اتقاضاها لا تكفيني أجرة منزل مناشدا السيد الرئيس للتدخل لانقاض الوضع ومساعدة العمال وأصحاب المنازل وكانت تعرضت مصانع العودة كغيرها من المصانع للقصف والتدمير في الحرب الأخيرة عام 2014 من قبل قوات الاحتلال حيت أدى القصف إلى تدمير عدة خطوط ومخازن بالكامل وقدرت الخسائر بحوالي 18 مليون دولار لم يعوض المصنع منها لحتى الآن ولا دولار واحد غير بدل أجرة للسكن وترميم شقة صاحب المصنع من قبل وكالة الغوث
وفي هذا الإطار قال التلباني أننا نعاني منذم 2003 من ويلات الحصار والاغلاق ومنع التصدير والاستيراد وهذا افقدنا من السوق المحلي في محافظات الشمال 65 % وعدد التلباني المعيقات التي تعرض له مصنعه والتي تنطبق على باقي مصانع قطاع غزة و أهمها اغراق السوق المحلي بالبضائع المستوردة نتيجة عدم دخول المواد الخام اللازمة لعمليات البناء والأعمار وهذا جعل كثير من تجار هذه المواد الى التوجه بدلا منها للتجارة في المواد الغذائية وهذا زاد من اغراق السوق والثاثير على منتجاتنا
هذا ناهيك عن حجز بضائعنا والمواد الخام التي نستوردها في الموانئ الاسرائيلية بذريعة الامن والمبالغ الباهضة التي ندفعها وكذلك الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي وضعف القوة الشرائية بسبب الاوضاع الاقتصادية الصعبة
وكان عدد من أصحاب المصانع الفلسطينية في قطاع غزة المتضررة من العدوان الاسرائيلي الاخير 2014على قطاع غزة قد وجهوا مناشدة للسيد الرئيس قالوا فيها نحن ابنائك نناشدك سيادة الرئيس ان تتدخل لانقاذنا وانقاذ مصانعنا من الانهيار والاغلاق و تسريح الالاف من العمال و المهنيين.حيث مضى على الحرب الاسرائيلية عامان ولم نتسلم حتى اللحظة أي مبلغ من المبالغ التي وعدت بها الدول المانحة لإعادة إعمار قطاع غزة.


