رام الله - قالت سلطة جودة البيئة اليوم الجمعة، إن دولة فلسطين حققت تقدماً ملحوظاً للتكيف مع ظاهرة التغير المناخي.
جاء ذلك في بيان صحفي أصدرته لمناسبة اليوم العالمي لحفظ طبقة الأوزون، الذي يصادف يوم 16 أيلول/سبتمبر من كل عام.
واستعرضت الجهود الدولية المبذولة للتقليل من تداعيات التغيير المناخي، وللحفاظ على طبقة الأوزون منذ توقيع اتفاقية فينا لحماية طبقة الاوزون في العام 1985، ثم توقيع بروتوكول مونتريال في العام 1987 والعالم يسعى للتخلص من المواد المستنفذة لطبقة الأوزون والتي تعد الدرع الحامي من الأشعة فوق البنفسجية الضارة.
وقالت: فبعد انقضاء ما يقرب من العقود الثلاث على ظهور اتفاقية مونتريال والتي يُحسب لها قرب اقتراب اكتمال التخلص التدريجي من غاز الميثيل بروميد، الذي كان يستخدم قبل فترة ليست بعيدة على نطاق واسع، والتخلص التدريجي من مركبات الكربون الكلور وفلورية في أجهزة الاستنشاق بالجرعات المقننة، فإن دولة فلسطين تمنع بشكل تام غاز الميثيل بروميد منذ العام 2012.
وأضاف البيان: إن امتثال الدول الأعضاء في بروتوكول مونتريال في التخفيف أو الامتناع عن انبعاثات الغازات المستنفذة لطبقة الأوزون يجعل من السهل على طبقة الأوزون أن تتعافى من الأضرار التي لحقت بها، كما أنه من المتوقع بحلول منتصف القرن الحالي أن تتعافي كلياً.
وأردف: كما ساهم بروتوكول مونتريال بالتخفيف من آثار ظاهرة التغير المناخي وذلك بعدم تخطي حاجز انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون بحجم 135 مليار طن مكافئ وذلك من خلال التخلص التدريجي من استخدام المواد المستنفذة لطبقة الأوزون، وبناءً على حقائق علمية يساعد هذا التخفيض التدريجي من المواد المستنفذة لطبقة الأوزون بحماية مناخ الأرض من ارتفاع حرارته بمعدل 0.4 درجة مئوية.
وقال البيان: إن دولة فلسطين كغيرها من الدول التي تتأثر بظاهرة التغير المناخي والتي من المتوقع بحسب السيناريوهات –الأكثر تفاؤلاً- التي وضعت من قبل الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن ترتفع درجة الحرارة في منطقة شرق المتوسط بحوالي 2.2-5.1 درجة مئوية خلال القرن الحالي ومتوقع انخفاض في الهطول المطري بنسبة 10% حتى العام 2020 و 20% حتى العام 2050، وهي اذ تتأثر بهذه الظاهرة فإنها أيضا تعاني من استمرار الاحتلال ومستوطناته وملوثاته .
وأضاف: لقد توجت الجهود الرسمية في التخفيف من آثار هذه الظاهرة بتوقيع الرئيس محمود عباس على انضمام فلسطين للاتفاقية الإطارية للتغير المناخي، وانضمامها بشكل رسمي في شهر آذار/ مارس 2016، وكذلك التوقيع على اتفاقية باريس في نيسان/ أبريل 2016.
وذكر أن دولة فلسطين حققت تقدماً ملحوظاً في هذا المجال بإنجاز خطة العمل الوطنية للتكيف مع ظاهرة التغير المناخي، وكذلك اعداد تقرير البلاغ الوطني الأول للاتفاقية والذي يحتوي على مسح الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في فلسطين، وخطتي التكيف والتخفيف الوطنية، وكذلك اعتماد سلطة جودة البيئة كنقطة اتصال وطنية لصندوق المناخ الأخضر من قبل رئاسة مجلس الوزراء، وتنفيذ برنامج تقييم للقدرات الوطنية في مجال التغير المناخي وتطوير قدرات عدد من المؤسسات العاملة في مجال التغير المناخي.
وأوضحت سلطة جودة البيئة أن العمل يجري حاليا وفيما يجري العمل حاليا لإعداد وثيقة المساهمات المحددة على الصعيد الوطني (NDC’s) للتخفيف من ظاهرة التغير المناخي كمتطلب لاتفاقية باريس للتكيف مع ظاهرة التغير المناخي، وهي إلى جانب ذلك تشارك دول العالم في هذا الاحتفال وتشارك ايضا في العديد من المؤتمرات والاجتماعات الدولية الخاصة بهذه الاتفاقية، علما أن دولة فلسطين ليس عضوا فيها.
وقال البيان: إن سلطة جودة البيئة بالشراكة مع المؤسسات الوطنية الرسمية والمدنية تعمل على رفع وتعزيز الوعي لدى القطاع الخاص وخاصة قطاع مستوردي الغازات والتي لها علاقة باستنفاذ طبقة الأوزون وإعطاء البدائل المتوفرة تجارياً وعالمياً، كما تعمل على توعية مستوردي الأجهزة الكهربائية كالثلاجات والمكيفات لاستيراد الأجهزة الصديقة للبيئة من حيث المواد والغازات المستخدمة أو الموفرة للطاقة.
وأردف: كما جاء في المادة (24) من قانون البيئة الفلسطيني في العمل على الحد من استنزاف طبقة الأوزون، ونحن نسعى إلى جانب الوزارات والمؤسسات إلى الحد من هذه المواد والتخلص التدريجي منها، آملين بان يحتفل العالم باسره قريبا بإنهاء كافة المواد المستنفذة لاستعادة طبقة الاوزون سليمة باعتبارها الساتر الوحيد من الاشعة فوق البنفسجية.
وأوضح البيان أن فلسطين تبذل جهودا كبيرة لمنع تهريب الغازات المستنفذة لطبقة الاوزون ومواجهة سياسة الاحتلال الاسرائيلي الهادفة إلى تدمير أي نوع من الاستدامة باعتبار الاستدامة خطوة جوهرية في عملية التحرير من التبعية والهيمنة الاسرائيلية.


