خبر : حقيقة المساعدات الإنسانية المقدمة لحماس .. بقلم: أريئيل بولشتين

الأحد 07 أغسطس 2016 01:34 م / بتوقيت القدس +2GMT
حقيقة المساعدات الإنسانية المقدمة لحماس .. بقلم: أريئيل بولشتين



أطلس للدراسات / ترجمة خاصة

التقارير التي وردت حول اعتقال محمد الحلبي، مدير الفرع الغزي للتنظيم الخيري (World Vision)، أثار الكثير من الموجات في العالم، يدور الحديث عن جهة معروفة، إحدى المنظمات الإنسانية الكبرى الذي يشيع انها تساعد الأطفال في العالم الثالث، وكما يتضح الآن حيث غزة هي المقصودة، فأموال التبرعات القادمة من أمريكا ومن أوروبا ومن أستراليا ذهبت بشكل رئيسي إلى تعزيز قوة الذراع العسكري الحمساوي، ومن بين كثير من الاستخدام استخدمت الأموال لشراء السلاح في سيناء وحفر الأنفاق الهجومية ودفع رواتب المخربين وعائلاتهم.

قتلة حماس لم ينفروا أيضًا من المساعدات العينية الأخرى التي تقدمها (World Vision)، فقد حصلوا على آلاف السلال الغذائية، بل وآلاف رزم منتجات النظافة. عندما تبرع آلاف المصلين في كنائس الولايات المتحدة بدولار أو اثنين لـ "الأطفال المساكين" كان من ابتسم ابتسامة عريضة هم من حصلوا على هذه الدولارات (المخربون في غزة)، أكثر من نصف موازنة المساعدة السنوية التي يقدمها التنظيم لقطاع غزة تتوجه مباشرة إلى حماس. وبالمجمل فقد تلقى التنظيم الإرهابي ما بين 40 - 50 مليون دولار، ربما يكون هذا مجرد غيض من فيض، فهناك أيضًا منظمات إنسانية أخرى تصب الموازنات الضخمة في الآبار السوداء التي وصفت ذات مرة بـ "مساعدة الفلسطينيين" ومرة أخرى بـ "إعمار غزة".

على مدار سنوات أسهم ممثلو (World Vision)، وبمن فيهم كبار المسؤولين، في المجهود المناهض لإسرائيل، مرة تلو أخرى استغل هؤلاء كل ما يمكن استغلاله لتقديم إسرائيل كمسؤولة عن معاناة الأطفال الفلسطينيين. الحقائق لم تربك المتحدثين باسم هذه الجهة ولو مرة واحدة، لقد عرفوا طبعًا ان حماس تستخدم السكان المدنيين درعًا بشريًا وإطلاق الصواريخ على إسرائيل من الأحياء السكنية وتخزين السلاح في المدارس، ولكنهم لم يسمعوا ولو كلمة استنكار واحدة ضد حماس.

بالنسبة لإسرائيل لقاء ذلك احتفلوا بالأكاذيب والاتهامات المزيفة، إليك مثلا في العام 2012 رئيس (World Vision) في الولايات المتحدة زعم ان إسرائيل لا تسمح للنصارى من الضفة الغربية وغزة بأن يحتفلوا بعيد الفصح في القدس، لقد كان هذا الزعم كذبًا محضًا؛ ففي تلك السنة بالذات أصدرت أكثر من 20 ألف تصريح من هذا النوع، أي اكثر بكثير من المطلوب، ولكن إحداث الضرر بصورة إسرائيل في عيون النصارى في العالم تم بالفعل، ويمكنك أن تتخيل إلى أي حد حدث ذلك.

وكأن هذا ليس كافيًا، ففي سنوات خلت أسهمت (World Vision) بعطف في الأعمال المناهضة لإسرائيل، أموال التنظيم مولت مثلًا برنامج اسمه "يسوع على الحاجز"، هذا البرنامج حاول تقديم إسرائيل إلى الجمهور النصراني في الولايات المتحدة على أنها مثال للشر، خاطبت هذه الوسيلة الشعور الأكثر أهمية لدى هذا الجمهور الواسع، المشاركون في البرنامج طلب إليهم ان يتخيلوا يسوع يفتش ويهان على الحواجز من قبل الجنود الإسرائيليين.

في الواقع لقد كان هذا الأمر معاداة للسامية من النوع الأسوأ، "اليهود ينكلون بولد الله"، بث دعاة هذه الفكرة الرسالة "والآن فإنهم ينكلون بمساكين آخرين". في الحقيقة فإن جزءًا كبيرًا من تمويل حركة مقاطعة إسرائيل تأتي من أموال متبرعين أبرياء يثقون بأن تبرعاتهم تنقذ الأرواح في مكان ما في آسيا أو افريقيا.

للأسف الشديد (World Vision) ليست وحدها من ينجر إلى الرحلة المناهضة لإسرائيل، فهناك منظمات أخرى مثل (HRW) و"امنستي" سقطتا في ذلك الفخ؛ هذا كله يحدث في عالم فيه من جهة عشرات ملايين المساكين الذين يحتاجون المساعدة حقًا، ومن جهة أخرى هناك عشرات ملايين الأشخاص في الغرب مستعدون لأن يتبرعوا بسخاء من أجل أهداف سامية، وليس من المفترض أن هؤلاء المتبرعين وطيبة قلوبهم وبراءتهم تستغل بشكل يومي بالطريقة الأكثر إثارة للسخرية.

اسرائيل اليوم